2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

ما هي إلا أيام معدودة على قيام الملك محمد السادس، بزيارة إلى “بيت الذاكرة”، بالمدينة العتيقة للصويرة، وهو فضاء تاريخي، ثقافي وروحي لحفظ الذاكرة اليهودية المغربية وتثمينها، حتى خرج أحد خطباء الجمعة ليهاجم اليهود ويعطي بهم عبرة لوعظ المسلمين وتذكيرهم بيوم القيامة.
فعكس التوجه الرسمي الذي يسعى إلى صون الهوية المغربية اليهودية ونشر قيم التسامح والتعايش، اعتبر خطيب أحد مساجد الحي الإداري بالرباط، خلال خطبة يوم الجمعة 17 يناير الجاري، أن “قتال اليهود حتمي لنصر دين الله”، وذكر بالحديث النبوي “الضعيف” الذي يقول “لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر فيقول الحجر أو الشجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود”.
ويرى الفقيه نفسه أن “المسلمون سيصبحون قوة يضرب لها الحساب عندما سيصير عدد المصلين بالمسجد خلال صلاة الفجر كعدد المصلين لصلاة الجمعة”.
كلام الفقيه المذكور أثار انزعاج بعض المصلين الذين عبروا عن تدمرهم مما قاله الخطيب، وذلك خلال دردشات بينهم بعد نهاية الصلاة. وهنا قال مصل ” هل يعيش هذا الخطيب في هذا الزمان أم في القرون الوسطى، وهل هذا المسجد تحت مسؤولية وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية أم هو مسجد تابع لأحد الجماعات المقاتلة بالشام والعراق؟”.
ورأى مصل آخر أن “خطبة الفقيه هي تحريض مباشر على قيم التعايش بين جميع المغاربة بتعدد أديانهم وأعراقهم وأصولهم”، وأن الفقيه ” لا يفرق بين اليهودية كدين والصهيونية كثيار سياسي”.
دارت الايام وأصبح اليهود يتحكمون حتى في عقيدتنا وديننا وليس إعلامنا فقط..
على المسلم ان يفرق بين كون اليهود كفار و بين واجب البر إليهم وحسن الجوار ووالتعايش..
اليهودي يهودي سواء كان مغربي أو أمريكي أو غيره فهو كافر بنص القرآن والسنة لكن يفرق بين محارب وغيره في المعاملة.
إلى السي أيوب. إن الآية المستدل بها تخص يهود بني النضير وليس يهود المغرب اويهود أستراليا. ثم إن القرآن ينص على أن لاتزر كل وازرة وزر أخرى. اي ان يهود العالم لايتحملون وزر يهود بني النضير. ويجب تفسير الآيات حسب اسباب النزول لابحسب كل ظرف من الظروف. ومن الأكيد ان هذا الفقيه لايفرق بين اليهود واليهودية كديانة وبين الصهيونية. وجهله هذا يعتبر تشجيعا لقيم التطرف والغلو.
العلاقة مع اليهود:
الخطيب لم يأتي بجديد..وعلاقة المسلم باليهود تنبني على القرآن والسنة الصحيحة..فقد ورد في القرآن ما يلي:”ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم”..وأيضا:” لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا”..
والواقع أن غير المسلمين عاشوا تحت راية دولة الإسلام منذ نشأته في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم حتى طردهم من المدينة المنورة بعد خيانتهم العهد…وفيما بعد عاش اليهود وغيرهم تحت راية دولة الإسلام حتى طردوا من الاندلس مع المسلمين واستوطن كثير منهم المغرب في الحواضر والبوادي.
ومن أراد أن يعرف تاريخ حياة اليهود ببلدنا فما عليه الا أن يقرأ كتاب حاييم الزعفراني تحت عنوان:”ألف سنة من حياة اليهود المغاربة”..والخاصة:الاجانب على الخطيب لا يستقيم لانه لم يأتي بشيء من عنده بل قال ما تواتر عند من سبقوه.. لكن يجب التفريق بين اليهود والصهاينة من جهة،ومن جهة أخرى فموقف المسلم من اليهودي لا يعني عدم التعايش والتسامح وحفظ النفس والمال للجميع بغض النظر عن ديانة كل واحد في ظل دولة امير المومنين الذي هو فعلا أمير للجميع مسلمين وغير مسلمين كما كان من سبقوه من مختلف سلالات الحكم في المغرب وغيره من الاقطار الإسلامية منذ دولة المدينة إلى الآن…
الحل هو العلمانية . نعم لاقصاء الدين ( فاش نافع هاد الدين؟)