لماذا وإلى أين ؟

طيش مسؤولي الرجاء يقف في طريق إصلاح كرة القدم المغربية

بينما تستعد حواضر الصحراء المغربية لاستقبال مسؤولي الاتحادين الدولي والإفريقي لكرة القدم لحضور نهائيات كأس أمم إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة، حُوّل النقاش إلى حرب مُلتبسة الأهداف ومُعوجة التفسيرات حول موضوع آخر لا يخدم مصلحة الكرة الوطنية، بينما الأمر يستدعي التوقف عند الرسائل العديدة التي تحملها هذه السابقة القارية التي تقودها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم حيث أصابت المعادين لقضيتنا الوطنية الأولى بالسعار.

فلم يكف مسؤولو الرجاء البيضاوي عن التحدث عن “تواطؤ” و”استهداف متعمد”. وبالتلميح وُضعت الجامعة المنتشية بأوراشها العالمية في مرمى الاتهام. إذ بحسب الرجاويين هي تُحابي جهة دون أخرى، وهم في ذلك يقصدون نهضة بركان ورئيس الوداد البيضاوي سعيد الناصيري، إذ يزعمون أن الفريق البرتقالي يستفيد من التحيكم، وهذه لازمة أظهرت أكثر من مباراة عدم صحتها. فيما الناصيري يتهمونه بالتأثير على لجنة البرمجة التابعة للجامعة لجعل مباريات الرجاء أكثر زحمة.

لقد ضرب جمال السلامي، مدرب الرجاء، مصداقية الحكم الدولي رضوان جيد، إذ اتهمه بإعطاء الضوء الأخضر للاعبي بركان لكسر أقدام الرجاويين، عملا بتوجيهات “جهات” لا تريد الخير للفريق الأخضر. ولم يلتفت مسؤولو الفريق إلى حادث وفاة بائع متجول وإصابة أمنيين وأشخاص نُقلوا إلى المستعجلات بسبب شغب وفوضى أنصار الفريق الأخضر هناك في بركان.

قبل هذا خاض مسيرو الرجاء حربا أخرى قبل أن يرفضوا مواجهة الدفاع الجديدي، تاركين بلاغات اللجان التابعة للجامعة دون أن يعيروها اهتماما، وهم الآن يعولون على تدخل جهات لثني الجامعة عن معاقبة الفريق وفقا لما تقتضيه القوانين الرادعة لأي سلوك غير رياضي.

ولم ينزل بعدُ منسوب التدوينات والمقالات المحرضة التي يدبجها أنصار الفريق الأخضر على مواقع التواصل الاجتماعي، ضد الجامعة، عن طريق لجانها، وضد العصبة الاحترافية، حيث ساد الإجماع الأعمى على أن الطرفين ضالعين ومتورطين في عملية تواطؤ متعمدة لوقف صحوة الرجاء.

فهل حقا من صالح الجامعة أن تكبح جماح أي فريق في البطولة يسعى إلى أن يمثل بلده أحسن تمثيل؟

قطعا ليس في صالحها ولا في صالح أحد..  فلماذا إذن كل هذا الإصرار على شخصنة الوقائع والنيل من المصداقية؟

فرضية تشكُّل عقدة نوادي انتصرت على وضعها، أصبحت واردة لدى أكثر من متتبع. فبتأمل خريطة كرة القدم الوطنية في السنتين الأخيرتين، يتبين أنها أفرزت تغيرات عديدة أفضت إلى ظهور فرق جديدة أضحت رقما صعبا ليس فقط في البطولة بل على مستوى القارة (بركان والحسنية)، حتى انمحى ذلك الاحتكار الأزلي لمحور الدار البيضاء مفسحا المجال لظهور ديربيات في أكثر من محور (طنجة تطوان، بركان ووجدة، الحسنية ومراكش، الجديدة وآسفي…). وهذا في حد ذاته نقطة قوة لكرة القدم الوطنية لأنها أظهرت أنها واكبت التغيرات التي تعرفها الكرة العالمية التي تدعو إلى التطور الأفقي والعرضي.

الجميع كان ينادي بتوفير البنيات التحتية والملاعب وتحسين وضعية اللاعبين ورفع دعم الأندية وسن قوانين مساعدة، وكل هذا تم تحقيقه بشهادة الجميع، بل انضافت إصلاحات جديدة من قبيل تشكيل أكثر من عصبة وطُور أداء الإدارة التقنية وتمت مغربتها إلى غاية إنجاز مركب رياضي بالمعمورة لقي إشادة ملكية بمواصفاته الدولية… فلماذ إذن لا يتردد مسؤلو الرجاء في شن الهجمات وشخصنة الأحداث وتضخيم حجم المشكل وشحن الجمهور…

وبالتالي فإن المنحى الذي أخذه النقاش السائر في هذا التصعيد غير المبرر، هو محاربة للإصلاح الذي وصل مراحل لم يكن أكبر المتشائمين يتوقعها. إصلاح وجب علينا جميعا أن نواكبه بما نستطيع، لا أن نقف في طريقه ونصطنع أي مبرر لتوقيف حركتيه. بل وجب تغيير العقليات وإشاعة الروح الرياضية والتشجيع لأننا مقبلون على محطات تستوجب التوحيد، بدل الاستناد إلى عناصر التفرقة والعنصرية الكروية والتفسيرات الطائشة.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

12 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
جمال بدر الدين
المعلق(ة)
26 يناير 2020 22:00

الكلام عن كرة القدم المغربية ذو شجون، فمعظم الفرق تعاني ماديا أو معنويا، حتى الكبرى منها، فهناك ديون بسبب سوء التسيير وإقالة المدربين وعدم احترام العقود والتلاعب في الصفقات، وتدخل الأحزاب السياسية للاستفادة من دعم الجماهير العريضة للفرق الكبرى كالرجاء البيضاوي، وهناك فرق تريد الانسحاب بسبب أخطاء التحكيم والتحيز، ثم هناك الجمع بين المناصب الجامعية ورئاسة فرق الكرة، فلايعقل أن يسير رجل الجامعة ويسير فريقا للكرة…وعليه يجب على من كل من ينظر إلى القضايا الكروية أن يغير زاوية الرؤية لتبدو له حقائق قد تكون خافية عنه…وأما الشخص المجهول الذي كتب هنا عن الرجاء فهو متحيز ومتطرف، ونسي أن رئيس شباب المحمدية خرج مؤخرا بتصريحات يعبر فيها عن كراهيته لفريق الرجاء بكل وقاحة، لماذا؟؟ الله أعلم!!! ويمكن لهذا الكاتب الغريب أن يبحث عن المقابلة التي أجراها ويسمع بنفسه ويبحث عن الأسباب ويفهم لماذا يدافع الرجاويون عن فريقهم ضد الخصوم والأعداء….

رشيد
المعلق(ة)
24 يناير 2020 11:44

تتكلم على فريق يمثل بلدك قاريا و عربيا أحسن تمثيل ،كان يجب قبل أن تتهم أي جهة أن تقف على الحق و تقارن بعد أن تنظر إلى كيفية تطبيق القانون عند حكام القارة العجوز و غيرها من البلدان المتقدمة في هذه الرياضة، التي تتدخل بصرامة ضد العنف لتحمي أولا سلامة أجساد الرياضيين لأنها تبقى أولا و أخيرا رياضة و أخلاق، و لتعرف أن الحكم هو من يحكم على نفسه، بطريقة أداءه أثناء المباراة. و إذا كان العكس كما تزعم وبأن الأمور على ما يرام، فلماذا تمت برمجة و تسريع تطبيق العمل بمراقبة تقنية الفار لهذا الموسم الذي سيبدأ إن شاء الله، بعدما أعطي الضوء الأخضر من الفيفا، بداية الشطر الثاني من البطولة.

Chafik biyad
المعلق(ة)
23 يناير 2020 22:15

اخي العزيز فريق الرجاء البيضاوي كفريق عتيد احرز على بطولات وطنية و دولية يمثل كرة القدم الوطنية و هو لما كان يخوض غمار الدود على مكانة الكرة المغربية و هو بالأراضي الجزائرية كان يتوسل ان يسعف لتأجيل مباراته مع الجديدة ليتمكن من إجراء هاته المباريات باريحية الا انه يفاجأ بعد القبول و عليه الرجوع إلى المغرب ثم السفر إلى الجزائر في نفس الاسبوع مما يتعدر معه الاستمرار في النقاش العقيم و الحمد لله انتصر في المباراة الأولى و احرز على التعادل بطعم الانتصار في التانية تم في بداية الأسبوع يخوض غمار مباراة قاتلة مع بركان يصاب فيها جل لاعبي الرجاء إصابات خطيرة من لاعب نهضة بركان على إثرها يوضع حد لمشوار احد لاعبيها الكروى هاته السنة على الأقل ان لم يكن الى الابد مع مراعات وضعيته الاجتماعية و العاءلية المتدنية .
و بعد دلك تقول يا اخي هدا الكلام ان فريق الرجاء يعرقل مسار الجامعة

Salam
المعلق(ة)
23 يناير 2020 14:26

صاحب المقال يجب أن تكون لك الجرأة الأخلاقية و الأدبية و لكي تكون نزيه في ماتكتب، يجب كتابة إسمك تحت المقال.

Najib
المعلق(ة)
الرد على  mohamed
23 يناير 2020 14:10

عن أي إصلاح تتكلم عنه،سير سول حمد الله أول الفاضحين للوبي،سير سول على المنتخب فين وصل،أجي بعدا،هاد نهضة بركان اللي ولات تتصول و تجول و تايحابوها الحكام،فين كانت من شحااال هادي؟هاديك الاستقالة اللي دارها ولي النعم من بركان ماتتشمش فيها ريحة التمويه؟!بااااينة ماتتفرجش في الماتشات غير كوبي كولي دارت للمقال اللي وصل من الجهة…

عبدالرحيم
المعلق(ة)
الرد على  عيسى
23 يناير 2020 12:35

اللي يغلب يعف

mohamed
المعلق(ة)
23 يناير 2020 10:38

tu doit au moine écrire ton nom pour connaitre a qui on a l’honneur de parle

عيسى
المعلق(ة)
23 يناير 2020 09:16

من تكون لتتكلم عن الرجاء فريق الأمة بهته الطريقة

كريم
المعلق(ة)
الرد على  عتمان
23 يناير 2020 04:34

جمهور الرجاء دخلا في أزمة نفسية خانقة فاهو لايتقبل الوضع الذي وصل إليه الفريق وهذا مانتج عنه فكره أنه مستهدف فامن المستفيد من إستهداف فريق الرجاء الذي لم يأخذ ولو بطولة منذ 8 سنوات فهل فريق الرجاء ناجح حاليا لكي يستهدف اما مسؤولي الفريق فهم يبعدون الأنظار فقط عن أزمتهم المالية الخانقة اكثر من 6 مليار كلها ديون على الفريق كان من الأجدر بحثهم عن سبل إنقاد الفريق بدل الإتهام وتسويش

Abderrahman
المعلق(ة)
23 يناير 2020 00:19

يبدو أنك من المستفيدين من الإصلاح

عبدو
المعلق(ة)
22 يناير 2020 22:04

الكل واضح وضوح الشمس في يوم صيفي
لماذا لا ترتكب الاخطاء في حق الوداد ههههههه

عتمان
المعلق(ة)
22 يناير 2020 14:55

فين هو هد الإصلاح
بطولتنا بطولة النوم

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

12
0
أضف تعليقكx
()
x