لماذا وإلى أين ؟

حصري.. وثائق تكشف تلاعبا في مشروع الثانوية المُنهارة بعد تدشينها من طرف الملك

عرى انهيار جزء من الثانوية التأهيلية “الخليل” بجماعة سيدي الطيبي، أمس الجمعة، حجم الشبهات التي تحوم حول صفقات المؤسسات التعليمية، حيث وضع مجلس جماعة سيدي الطيبي الأكاديمية في الواجهة بعد تحميلها المسؤولية باعتبارها صاحبة المشروع منذ بدايته.. إلا أن وضعها في واجهة الفضيحة لم يُخرجها بعدُ من صمتها.

وفي انتظار روايتها هي الأخرى، تُظهر معطيات ووثائق حصرية تحصلت عليها “آشكاين”، أن من وراء هذا الصمت تختفي تفاصيل كانت تتشكل منذ 2015، السنة التي عُرض فيها على الملك محمد السادس مشروع مخطط التنمية المندمجة والمستدامة لإقليم القنيطرة.

فمن ضمن المشاريع التي يحتويها المخطط الملكي بناء مؤسسات تعليمية في المجال الحضري (8)، وأخرى في الوسط القروي، ضمنها ثانوية “محمد شكري” التي بُرمجت ضمن إعادة هيكلة الجماعة القروية سيدي الطيبي.. وهي نفسها الثانوية التي انهار جزء منها الجمعة الماضي.. ما يعني أن اسمها تم تغييره.

المشكل ليس في تغيير اسم الثانوية، تجاوزا، بل إنها بُنيت في غير مكانها استنادا إلى “عوائق” جاءت في مذكرات ومحاضر رسمية متعقلة بالتصاميم الطبوغرافية والأماكن وغيرهها، بعدما كان مُقررا تشييدها على مساحة حوالي 20 ألف متر مربع وِفق اختيارات لجنة مختلطة شُكلت سنة 2016.

وقد حُدد مبلغ بناء الثانوية (محمد شكري) في 4 ملايين درهم، بمعدل 200 درهم للمتر الواحد لفائدة جماعة سيدي الطيبي، قبل أن يتقرر منحُ البقعة مجانا للوزارة بعد إفراغها من المترامين عليها، وهو ما تم فعلا بعد مرافعات النائب الإقليمي آنذاك.

إلا أن المسار المتعثر لتشييد الثانوية أخذ منحى آخر مباشرة بعد مغادرة زينب العدوي إلى أكادير لتتقلد هناك منصب الوالية على جهة سوس ماسة، إذ سمح ذلك، وفق مصادر مسؤولة ومطلعة على الملف، لمن كانوا يتربصون بالمشروع ليُغيروا مكانه المُحدد سلفا في عهد العدوي، حيث تم نقله إلى موضع آخر، كان عبارة عن مزبلة !! وذلك رغم رفض النائب الإقليمي أحمد كيكيش، وهذا سبب الصراعات التي انفجرت بين الأخير وعدد من المسؤولين أفضى إلى تنقيله نحو سلا قبل إنهاء مهامه نهائيا من قبل الوزير السابق رشيد بلمختار بعد تفجير فضيحة ثانوية لم يسمح بنكيران لبنائها كما يقول النائب الإقليمي نفسه في تصريح سابق لـ”آشكاين”.

وقد نال صفقة تشييد الثانوية التي أصبحت تحمل اسم “الخليل” مقاولون يتحدرون من مدينة مكناس، رغم عدم صدور دراسات تقنية حول المكان الجديد لتحديد مدى ملاءمته ليحتضن الثانوية.. ولم يشرع هؤلاء المقاولون في بنائها إلا في سنة 2018. قبل أن يطفو الموضوع إلى الواجهة بعد الانهيار الذي دفع فاعلين جمعويين ومتتبعين إلى الدعوة لفتح تحقيق يعري كامل الحقيقة التي مازالت تفاصيلها غامضة أمام صمت المعنيين.

وجدير بالذكر أن رئيس جماعة سيدي الطيبي، كشف عن جزء من الوقائع، بعدما قال إن تتبع المشروع يشرف عليه مهندسة معمارية ومكتب للدراسات ومكتب للمراقبة التقنية ومختبر ومهندس طوبوغرافي ملتزمين مع الاكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، وهي من تصرف أجورهم وفق القوانين الجاري بها العمل. وقال إن الجماعة شريكة بالأرض فقط ولا علاقة لها نهائيا بالأشغال.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x