لماذا وإلى أين ؟

مطران القدس: نحن على ثقة أن المغرب لن يرضخ لابتزازات “صفقة القرن”

آثار اعلان الرئيس الامريكي دونالد ترامب، عن خطة السلام الامريكية بالشرق الاوسط، او ما يسمى بصفقة القرن، جدلا واسعا بالمغرب، ليس فقط لان القضية الفلسطينية تنال تضامنا ودعما مغربيا منقطع النظير، كما هو شأن باقي شعوب المشرق العربي وشمال إفريقيا، بل لان ما تبع هذا الاعلان من تصريحات لوزير الخارجية، ناصر بوريطة التي جاءت مناقضة لتصريحات رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، في ظل تسريب اخبار حول مقترح اسرائيلي تتم بموجبه مقايضة الاعتراف الامريكي بمغربية الصحراء، بالاعتراف الرسمي المغربي باسرائيل.

هذه التطورات دفعت عدد من الهيئات السياسية والحقوقية والنقابية والمدنية والمهنية، من مختلف المشارب الفكرية والايديولوجية، إلى الدعوة الى مسيرة مليونية للتعبير عن رفض الشعب المغربي لصفقة القرن وتشبته بدعم الشعب الفلسطيني، وذلك يوم غد الاحد 9فبراير 2020، بالعاصمة الرباط.

في هذا السياق ، اجرت جريدة “اشكاين” حوارا مع مطران القدس، ورئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، في مدينة القدس المحتلة، عطا الله حنا، والذي تطرق للموقف الفلسطيني من صفقة القرن، ورايه في مواقف الدولة العربية وخاصة المغرب، اضافة الى الابتزاز الاسرائيلي للمغرب، وكذا الرسالة التي يوجهها للمغاربة في ظل هذا الجدل المثار.

1/ كيف تلقيتم إعلان ترامب عن ما يسمى “صفقة القرن”؟

شكرا لجريدة “آشكاين” المغربية، عن إستضافتها، إن إعلان ترامب عن ما يسمى بصفقة القرن، إنما هي تقديم ترامب ما لا يملك لمن لا يستحق. من الذي عين وخول ترامب لكي يكون قاضيا ومقررا لمصير الشعب الفلسطيني؟، من الذي اعطاه الحق لكي يقدم فلسطين لأعداء الإنسانية المستعمرين المستبدين المستوطنين العنصرين الذين أوتي بهم من هنا وهناك، نرفض صفقة ترامب كما رفضنا كل الصفقات وكل المؤامرات التي إستهدفت القضية الفلسطينية.

صفقة ترامب المشؤومة يرفضها الفلسطينيون بكافة أطيافهم وفصائلهم، فلسطين هي للفلسطينيين، هكذا كانت وهكذا ستبقى عاصمتها القدس، وإجراء ترامب الأخير إنما تم الإعلان عنه في البيت الأبيض ومن هناك مباشرة دهب إلى مزبلة التاريخ، الفلسطينيون لن يفرطوا بحقوقهم وثوابتهم مهما كثرة الضغوط من ترامب وحلفاءه.

2/ ما رأيك في مواقف الدول العربية من هذه الصفقة؟

نحن من قلب مدينة القدس نوجه نداءنا للأقطار العربية مجتمعة وللشعوب العربية، مذكرين إياهم بواجباتهم الأخلاقية والإنسانية والوطنية والعروبية إتجاه القضية الفلسطينية، التي هي قضية الشعب الفلسطيني بالدرجة الأولى، لكنها قضية كافة الأحرار من أبناء الأمة العربية والأحرار في سائر أرجاء العالم، وبالتالي فإن مهمة إفشال المؤامرات التي تستهدف القضية الفلسطينية لا تقع على كاهل الفلسطينيين وحدهم بل على العرب جميعهم والذين عليهم أن يتحملوا مسؤوليتهم في إفشال هذه الصفقة.

العرب قالوا في وقت من الأوقات أن فلسطين هي قضيتهم الأولى ونتمنى أن تبقى هي قضيتهم الأولى، ونوجه من خلالكم التحية للامة العربية وللأحرار من أمتنا العربية من المحيط للخيج الذين عبروا عن رفضهم وإستنكارهم لصفقة القرن ولكافة المؤامرات.

3/ أثير جدل كبير بالمغرب بعد نشر صحف إسرائيلية عن محاولة إبتزاز المغرب في وحدته الترابية، أي إعتراف أمريكي بمغربية الصحراء مقابل إعتراف علني للمغرب بالكيان الصهيوني، كيف تقرأ هذه الخطوة الإسرائيلية؟

إن السلطات الإحتلال مدعومة من قبل أمريكا وحلفاءها تسعى لابتزاز الدول العربية وإبتزاز بعض الدول الصديقة والمؤيدة للشعب الفلسطيني، إنهم يحاولون إبتزازهم بوسائل المختلفة سياسية وإقتصادية، لكن نحن على يقين أن المغرب الذي نحبه ونتمنى له الخير لن يرضخ لهذه الإبتزازات وهذه الضغوط، ونحن على ثقة أن المغرب ملكا وحكومة وشعبا لن يقبلوا بهذا الإبتزاز وسيستمرون في سعيهم في الدفاع عن القضية الفلسطينية وإفشال صفقة القرن.

4/ ما هي رسالتك للشعب المغربي الذي سينظم يوم الأحد مسيرة مليونية بالرباط للتعبير عن رفض صفقة القرن؟

أوجه تحية للشعب المغربي الشقيق الذي حدد يوم الأحد القادم لتنظيم مسيرة مليونية في الرباط للتعبير عن رفض صفقة القرن، وشخصيا زرت المغرب وإلتقيت مع أهلنا هناك وإكتشفت مدى تعلق أبناء المغرب بفلسطين وقضيتها، وتعلمون أنه في القدس هناك حي المغاربة وباب المغاربة وحضور للمغرب في القدس، كما أن هناك حضور للقدس في قلوب أبناء المغرب الحرصين على القضية الفلسطينية.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x