لماذا وإلى أين ؟

لماذا أُغلقت الحدود في وجه بطمة وفُتحت للبيدوفيلي الكويتي؟

لا حديث في الأيام الأخيرة سوى عن ما بات يعرف بـ “عصابة حمزة مون بيبي” المختصة في الابتزاز والتشهير،  والتي من بين أبرز المتهمين فيها المغنية المغربية دنيا بطمة، المتابعة في حالة سراح مع إغلاق الحدود في وجهها.

لكن الغريب في الأمر أن هنالك قضية أخرى لا تقل أهمية عن “عصابة حمزة مون بيبي” التي تعددت فيها التهم بقدر تعدد أسماء المتهمين، وهي قضية اغتصاب وفض بكارة قاصر لا يتجاوز عمرها 14 سنة من قبل بيدوفيلي كويتي بمراكش، تمت متابعته في حالة سراح دون إغلاق الحدود في وجهه، الأمر الذي شجعه على الهروب خارج أرض الوطن غير عابئ بما اقترفه.

بمعنى، ما الفرق بين القضيتين معا لكي يتم تمتيع شخص غير مغربي بالسراح المؤقت دون إغلاق الحدود في وجهه، بالمقارنة مع منع بطمة من السفر خارج التراب المغربي؟ علما أن قضية البيدوفيلي والتهم الموجهة إليه أخطر بكثير من التهم الموجهة إلى بطمة بل وقد تكشف على أن الأمر لا يتعلق فقط بالتغرير واغتصاب قاصر، كما صرح عمر اربيب، عضو المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان في تصريح لـ “آشكاين” حينما قال إن قضية الكويتي لها صلة بشبكة للاتجار بالبشر ودعارة الأطفال.

ففي تحليلنا لهذا التنقاض والعشوائية في التعامل مع هكذا ملفات تُسائل الجسم القضائي المغربي والمقاربة القضائية التي ينهجها في قضية دون أخرى، يحيلنا بدرجة أولى إلى دور الإعلام ومدى تأثيره لا على الرأي العام أو على بعض المؤسسات، كيف ذلك؟ ففي قضية “حمزة مون بيبي” سخر الإعلام كل ما أوتي من قوة لمتابعة أطوار القضية والكشف عن خباياها وحيثياتها، وهذا دور من أدوار الإعلام كي لا ننكر ذلك.

ولكن للأسف، ليس على حساب قضايا مجتمعية أخرى قد نغفل عنها مثل قضية الكويتي البيدوفيلي التي لم تحظى بذات الأهمية إلا بعد تفجر خبر إطلاق سراح المعني بالأمر مؤقتا، حيث سارعنا آنذاك لمعرفة أطوارها والتساؤل والتنديد حول المعايير التي يمنح فيها القضاء السراح لمجرم اغتصب قاصر وتسبب في افتضاض بكارتها وتصويرها وهي ترقص له وعرض الفيديو على أنظار المحكمة مع إقرار أنها ذهبت معه بمحض إرادتها غاقلا أن الفتاة قاصر وما أقدم عليه هو التغرير بها مقابل مبلغ مالي مغري بالنسبة لطفلة في سنها.

اليوم اتضح بالملموس أن عدم إغلاق الحدود في وجه الكويتي كان خطأً جسيما، وأقرت المحكمة بذلك في شخص الرئيس الأول لمحكمة الاستئناف اليوم الثلاثاء، وفق ما صرح به الحقوقي أربيب في تصريح سابق لـ “آشكاين”، والذي أكد قائلا أن السفارة الكويتية ساهمت بغطائها السياسي والدبلوماسي والمالي من أجل إفلات مواطنها من القضية ضاربة عرض الحائط بنود اتفاقية حقوق الطفل التي تعد الكويت طرفا فيها. الآن نحن أمام الأمر الواقع، البيدوفيلي هرب خارج أرض الوطن في الوقت الذي تم تسريحه بكفالة مالية قدرها 3 ملايين درهم وبعد تدخل مباشر من سفارته بالمغرب، أو بمعنى آخر وبالدارجة العامية “اللي عطا الله عطا” الآن يجب تصحيح مسار القضية وهو ما سيجعلنا نتساءل مجددا ما هي الإجراءات التي يمكن أن يتخذها القضاء في حق هذا الكويتي بعد هروبه من المغرب؟

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

4 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
محمد ايوب
المعلق(ة)
الرد على  حنظل
12 فبراير 2020 11:59

لماذا؟
أتساءل لماذا هذه الضجة على:”هروب”المجرم الكويتي؟ أعتقد أنه في مخيلة كل خليجي ذو مال أن بلدنا عبارة عن ماخور مفتوح في وجه كل من يدفع…هذا شاهدناه وعايناه وسمعناه وقرأناه ولا زلنا نشاهده ونعاينه ونسمعه ونقرأه في مختلف وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي… تابعنا ذلك من خلال برامج بثتها قنوات أجنبية عن سياحة الجنس بعاصمة المجاهد البطل يوسف بن تاشفين وعاصمة السعديين والتي يسمونها بجوهرة السياحة وقيلة السياح ببلدنا ظانين بأننا لا نعلم عن واقع السياحة الجنسية بها شيئا…ظلموك يامراكش وظلمونا معك وجعلوا سمعة نسائنا وبناتها وشبابنا في الحضيض حتى أصبح الواحد منا يستنكف من جنسيته المغربية في لقائه بالخليجيين خاصة…

حنظل
المعلق(ة)
11 فبراير 2020 22:24

والله أشعر بالبكاء،شرف بناتنا و إخوتنا أصبح ثلاثة ملايين

احمد
المعلق(ة)
11 فبراير 2020 21:25

هناك أسئلة قانونية يطرحها اطلاق سراح هذا البيدوفيلي
1 استقلالية القضاء من خلال التساؤل عن القنوات التي سلكتها السفارة الكويتية للحصول على السراح بل ماهي صفة هاته السفارة.
2 هل يحق للاب التنازل عن الشكاية بمقابل
لا اعتقد لان هناك قاضي القاصرين فالاب لا يستطيع بيع عقار قاصر بدون اذن.
ثم ان مقابل التنازل سيحتفظ به الاب وحبذا لو امرته النيابة بايداع المبالغ لحساب الضحية الى حين بلوغه سن الرشد.
للي بقى فيا ان الكويتيين تهكموا من المغرب والمغربيات.
إطلاق سراحه خطأ

REZA SALAM
المعلق(ة)
11 فبراير 2020 21:22

HA INSANA GHAYR MA39OLA MICROBA BA3ET LAHME BNAT LEBLAD LHIMARATIEN O TAYHAT B BLADNA O REDATE LEMGHARBA KOLHOME F 9OFA WAHDA SURTOUT LI MERAKCHINE WALAT MADINATE MORAKOCH LHAMRA WAKRE LI DA3AR RA9IYA DYAL LHIMARATIENE WALAW LEGWAR KAY DIRO LA PUB LI BAGHI LJINS O AKLE O LJAW ZWIENE O KOLCHI RKHES SIRO LMERAKECH F LMAGHRIBE WACH HADECHI 3ADI LAH YAKHOD FIHA O MOSA CHEMKAR LAH9

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

4
0
أضف تعليقكx
()
x