لماذا وإلى أين ؟

سفيان نعوم: المغاربة مكيشدهومش هُرّ.. والحومة مصدر إلهامي (حوار)

سفيان نعوم ابن مدينة أكادير، والفائز بلقب برنامج المسابقات في المواهب الكوميدية “ستاند أب”، فنان فكاهي استحسن المغاربة أداءه في البرنامج ، ليمنحوا له أصواتهم والتي مكنته من الظفر باللقب، كا تفاعل معه عدد من المتضامنين بعد طرده من عمله بسبب مشاركته في البرنامج .

هو فنان فكاهي، صاحب أداء مسرحي أبهر المتابعين ولجنة تحكيم البرنامج، سيكون معنا في فقرة “ضيف الأحد” وسنتحدث معه حول خلفياته الفنية، وبداياته وسنتعرف عليه أكثر من خلال طموحاته المستقبلية، واهتماماته الفنية .

بداية مرحبا بك في فقرة ضيف الأحد لموقع “آشكاين “، قربنا من شخصيتك أكثر وكيف اكتسبت الحس الفكاهي ؟

بداية أشكر موقع “آشكاين” على الاستضافة وعلى فتحها الباب لي كي أجيب على بعض استفسارات المتابعين والجمهور، وفي ما يخص سؤالك فأنا اكتسبت الحس الفكاهي منذ نعومة أظافري، كنت صغيرا أحب تقليد الأشخاص والمشاهير وأفراد عائلتي، كنت أحب أيضا خلق مواقف وأطعمها بشخصيات، وقد تكون حيوانات وظواهر أحيانا يعني كنت محبا للتقليد وتشخيص المواقف بصفة عامة، وهذا اكتسبته من حي “أنزا بأكادير” الذي ترعرت فيه، وهو حي شعبي، له خصوصية وتنوع ثقافي من أطياف جغرافية مختلفة من المغرب، فتجد فيه الصحراوي، والأمازيغي، والشمالي، يعيشون في حي واحد بشكل متناغم، إضافة إلى الطبيعة الملهمة المختلفة أيضا فهناك البحر، والجبل، ما يجعل صفاء الذهن أحيانا يساعد على تربية الحس الفكاهي، كما لا يفوتني أيضا القول، إن عائلتي كانت سببا في تربية هذا الحس في شخصيتي بشكل كبيير جدا.

على ذكر عائلتك، حدثنا عن وسطك العائلي أين ترعرعت؟ وما هي الخلفية العائلية التي كبرت فيها؟

انأ أصولي “مسفيوية” من مدينة أسفي، ولكن عائلتي استقرت في مدينة أكادير، ووالدي توفي منذ مدة طويلة، بعد أن كان كان يعمل إطارا في الصيد البحري، ووالدتي كانت تعمل أستاذة، وهي التي تكلفت بأمرنا بعد رحيله، حيث لم نحس أنا وأخي بأي نقص عاطفي، أو مادي تجاه غياب الأب، لأن والدتي قامت بمهمتها على أحسن وجه، بالرغم من الظروف القاسية أحيانا إلا أنني درست في مدارس جيدة، وحصلت على شواهد عليا مهمة، مكنتني من الاشتغال في مجال السياحة لمدة 12 سنة، فيما يعود تكويني الفني إلى الجمعيات في حي “انزا”، ودور الثقافة في أكادير، التي احترفت فيها المسرح مع فرق مسرحية كبيرة، وكنت أصغر فنان يقوم بكتابة وإخراج مسرحيات، تقوم بجولات وطنية ودولية بإسبانيا، وفرنسا  وفي مدن مغربية عديدة.

هل تعتقد أن تكوينك المسرحي واحترافيتك في مواجهة الجمهور  بالمقارنة مع زملائك من المشاركين في البرنامج ساهمت في فوزك باللقب، أم أن الأمر يتعلق بتصويت الجمهور؟

أعتقد أن الأمر يتعلق بتكويني المسرحي، ولا شك أن الجمهور ولجنة التحكيم لاحظوا ذلك خلال الدورات الأولى للبرنامج، تفاجؤوا بالطريقة الخاصة التي قدمت بها عروضي و”سكيتشاتي” في البرنامج، انطلاقا من أدوات مسرحية متعلقة بالنظرات، والحركة فوق الخشبة، إضافة إلى اللكنة، والشخصية، كلها عوامل ساعدت في اقتناع الجمهور بي، لكن هناك أمر مهم أيضا وهو المواضيع التي اخترتها إذ لم تكن مستهلكة، فلم أتحدث أو أسخر من المواضيع المستهلكة، مثلا كالمقارنة بين الحياة في المدينة والقرية، أو المقارنة بين الغرب المتقدم  والمغرب، فأنا اخترت مواضيع سهلة وبسيطة خلقت منها “إصطداما كوميديا” جعل منها فرجة ممتعة للجمهور.

هل الفوز بمبلغ 20 مليون سنتيم كافي لكي تفتح الأبواب للفائز نحو الاحتراف ؟

إذا قلت لك انه غير كافي سأكون طماعا، وإذا قلت لك أنه كافي ستغيب المصداقية في كلامي، المهم أن مشاركتي في البرنامج لم تكن لأجل المال كهدف أساسي بالطبع، فانا من حصل على المبلغ، ليس كاملا كما سبق لي أن صرحت والجميع يعرف، فإن جزء منه سأتقاسمه مع زملائي الخمس الذين وصلوا للنهائي، وبالتالي فأنا هدفي من المشاركة ليس هو الجائزة المالية، بل هو الظهور كفنان وإثبات ذاتي، وإبراز موهبتي، والبحث عن موطن قدم لي في هذا المجال مستقبلا، حيث سيمكنني ذلك من الحصول أكثر من 20 مليون سنتيم لم لا، ربما أنا الآن عاطل عن العمل كما تعلمون وكنتم أول جريدة أؤكد لها خبر توقيفي التعسفي عن العمل بسبب البرنامج،  والجميع يعرف قصتي تلك، فربما تلك الجائزة ستنفعني الآن، لأنني في أمس الحاجة إليها أكثر من أي وقت مضى.

الآن أنت عاطل عن العمل والجميع يعرف قصة طردك من العمل، ماذا عن المستقبل ماهي أحلامك وطموحاتك الفنية  ؟

(يجيب ساخرا :..باغي نتزوج ونجلس فالدار..) إنني امزح فقط أنا متزوج ولدي ابن، كما يقول المثل الشعبي المغربي “المعروضة من الخير “، أنا مسعد لطرق جميع الأبواب سواء للمشاركة في عروض “وان مان شو”، أو فرق مسرحية أو كوميدية أو سلسلات فكاهية، و مستعد للمشاركة مع الفنانين وسأتشرف بذلك، وأنا بصراحة أتمنى أن أجد فرصة في مجال السلسلات الفكاهية التليفزيونية، لأنني فنان مسرحي بالدرجة الأولى، وبالتالي أجد نفسي أبدع كثيرا في هذا الباب بالضبط .

هل تعتقد أن إضحاك الجمهور المغربي مهمة صعبة ؟ 

(يجيب ساخرا: …الجمهور المغربي مكيشدوش هرّ داكشي علاش صعيب تضحكو..) نعم هناك صعوبة لأن اختلاف الثقافة الاجتماعية بين المدن والأطياف الجغرافية المغربية، جعل من الفكاهة تأخذ الطابع الجهوي لكل جهة معينة، فيمكن أن انجح في إضحاك  الجمهور في الدارالبيضاء ويمكن أن أخفق في طنجة مثلا، وقس على ذلك من المدن والجهات الأخرى، وإذا نجحت في إضحاك المغاربة كلهم، فأنت فنان عالمي، لان هذا الاختلاف هو بمثابة قوة لصالح الفنان الفكاهي الذي يجب أن يكون فنانا شاملا، طبعا هناك بعض المواقف إذا استثمرها الفنان جيدا يمكن أن تضحك الجميع، حتى وان لم تكن في السيناريو أو الكتابة، وتحضرني واقعة حينما كنت في أحد الأيام بصدد أداء عرض مسرحي، ألبس فيه سروالا فضفاضا جدا ربطته بخيط رقيق غير محكم  جيدا، فإذا به يسقط مني دون أن أدرك ذلك، فانفجر الجمهور ضحكا، واستغربت من كثرة الضحك لأنني كنت غارقا في أداء الشخصية ، حتى أحسست ببرد شديد يدب على أردافي لأجد نفسي عاريا كما ولدتني أمي ،لان السروال الذي كنت ألبس كان فضفاضا جدا وبالتالي سقط عني دون أن أحس . لكنني استثمرت ذلك وارتجلت في الموقف وأصبح من المواقف الخالدة في مسرحياتي. فالفنان يجب أن يعرف متى يستثمر مواقفه من اجل إضحاك جميع الأطياف.

إذا أنت فنان المواقف والارتجال ، من اثر فيك من الفنانين في المغرب أو العالم ؟ من تعتبره قدوتك؟

بصراحة الفنان الذي أثر في مسيرتي كثيرا هو الكندي “ميشل كورتموش”يعجبني كثيرا فنان يضحك بجسده وبإيماءاته، وبحركاته هو من الفنانين الذين وصلوا للعالمية بوسائل بسيطة مثل الجسد، والحركات تستهويني كثيرا شموليته في الأداء .

كلمة أخيرة لجمهورك ولقراء جريدة “أشكاين”؟

أشكر جريدة “أشكاين” لأنها سلطت الضوء على حياتي الفنية والمهنية، كما أشير إلى أن جل وسائل الإعلام تطرقت إلى مشاكلي وقصة طردي من العمل، دون حياتي الفنية، وبالتالي أشكر جريدة “أشكاين” على هذا التميز، كما أشكر الجمهور المغربي الذي ساعدني وصوت لي في البرنامج، وأتمنى أن أكون عند حسن ظنهم في المستقبل، شكرا لكم جميعا .

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x