لماذا وإلى أين ؟

شباب يتربصون ببرنامج دعم المقاولات بفكرة “ناخد غير الفلوس”

إلى جانب أولئك الحالمين بامتلاك مشروع، من بوابة البرنامج الملكي الواعد الذي انطلق قبل أيام لدعم المقاولات، تبرز فئة أخرى تتربص وتعول على المبادرة لكن بهدف آخر.

ولم يخف عدد كبير من الشباب، في تصريحات استقتها “آشكاين”، مُبتغاهم من تقديم ملفاتهم، إذ تبين أنهم يريدون الحصول على دعم مالي سيمكنهم من تخصيصه لأغراض أخرى، خصوصا بهدف الهجرة عن طريق شراء عقد، مستغلين تنوع “الكريدات” بين قروض الاستثمار (انطلاقة) وقروض الاستثمار والتشغيل (انطلاق المستثمر القروي)  والقروض المجانية لفائدة المقاولات الصغيرة جدا المسماة     TPE-Start

ويعول عدد منهم على حماس البنوك لمنح القروض، على الأقل للاستفادة من قرض 50 ألف درهم الذي تبدأ منه هذه السلفات، معتبرين أن البنوك عادة ما تشرع في منح هذه القروض الصغيرة دون دراسة الملف جيدا ولا تهتم لقدرة حامل المشروع على استرجاعه. كما شددوا على أن المواكبة تغيب بعد منح القرض رغم ما يُقال بخصوص العرض الجديد المُقدم للشباب.

مسؤول بنكي قال لـ”آشكاين” إنه استقبل شبابا في الوكالة التي يسيرها بمكناس تقدموا بأفكار مشاريع وملفات لم يدرسها أصحابها أبدا، لأنهم “بغاو يديرو الفلوس” كما قالوا له، مبرزا أنهم يهدفون إلى تلقي الدعم وفقط للاستفادة منه في أمور أخرى، وهو ما عرّض ملفاتهم للرفض. وأشار إلى أن أغلب الملفات التي تلقتها وكالته تخص مشاريع فلاحية صغيرة لا تحتاج إلى قدر كبير من المال.

وأوضح أن البنوك تسعى إلى الوقوف أمام هذه الأهداف بالتدقيق جيدا في الملفات ومعرفة ما إذا كان الشاب فعلا قادر على إنجاح مشروعه لمعرفة حقيقة “نيته”.

هذا الطموح في تملّك المال وليس المشروع عبّر عنه شاب، قال إنه يعول على التحفيزات التي سيجدها صاحب المشروع الفاشل، حيث أشار إلى أنه في حالة فشله ولم تتمكن المقاولة من ضمان تسديد التمويل الممنوح من طرف البنك، يستعمل هذا الأخير ضمانات المشروع، بمعنى أنه يسترجع الأصول التي قام بتمويلها، أي أن خسارة المقاول تكون محدودة في مبلغ التمويل الذاتي. واعتبر الشاب نفسه أن هذا “امتياز” بالنسبة إليه حيث يمكنه إعادة نسبة قليلة في حال فشل في تحقيق ما يريده عن طريق هذا المال.

وفي موضوع البرنامج الذي يعول عليه عدد كبير من الشباب للهروب من شبح البطالة، قال المحلل الاقتصادي، رشيد ساري، إن المؤسسات العمومية المعنية به (لانابيك، العمالات، مراكز الاستثمار…) غير مستعدة حاليا، على جميع المستويات، إذ أشار إلى غياب جهاز قار للاتصال به ليكون مخاطبا، كما لا توجد مكاتب في العمالات، فيما الأبناك رغم حملاتها مترددة، متسائلا عن المعايير التي تختار بها الملفات المرشحة، حيث اعتبر أن انخراطها في هذا الوقت متسرع لأن الشبابيك مفتوحة قبل التعبئة، مستفسرا لماذا لم يتم إشراك البنوك التشاركية.

وقال ساري، في حديث سابق مع “آشكاين”: “يجب إعداد الأرضية الإدارية اللازمة لهذه المبادرة، وتأهيل الشباب، فقبل وضع ملف في البنوك يجب تخصيص تكوينات وتقييمات، إذ كما يعلم الجميع هناك من يريد أن يستفيد من أموال الدعم وهو غير مؤهل”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x