لماذا وإلى أين ؟

الدوسري واللحم المغربي

 لحسن أمقران
يعلم القاصي والداني أن المغرب يسوّق له في المواقع الاحتماعية خصوصا عند أهل المشرق على أنه بلاد الدعارة والسحرة حتى أنه أضحى موضوعا للتنكيت الجنسي بل ولأعمال تلفزيونية ذيعت على الهواء تصوره ماخورا مكتمل الأوصاف. صورة نمطية شجعت الباحثين عن اللذة على التحليق نحو بلادنا والفظاظة في طلب الجنس وممارسته بشكل هيستيري.

مهما حاولنا غض الطرف أو حتى التخفيف من حدة الآفة، يظل الواقع مأساويا وبكل المقاييس، لقد أصبحت بلادنا تربح ريالات معدودة ثمنا بخسا لكرامتها، لعفتها ولكبريائها، وأصبحت الفيديوهات المسرّبة في المواقع الاجتماعية من جانب المشارقة أنفسهم ممن يتباهون بمغامراتهم الجنسية في المغرب، وفيديوهات “المختطفات” المسجونات في بيوت المشارقة ممن يستعطفن المسؤولين للدخول على الخط شبه ظاهرة اجتماعية تستحق طرحا سوسيولوجيا وسيكولوجيا.

من جهة أخرى، أصبحت صورة السائح الخليجي – وبشكل شبه قطعي – مجرد ميسور باحث عن اللذة في مجتمع ينخره الفقر، صيد ثمين وجب تحمّله لبعض الوقت مقابل سخاء منقطع النظير، بل و”مشروعا” لمفتاح سحري قد يسمو ب”الضحية” المحظوظة من الفقر المدقع إلى الغنى الفاحش.

أسوء ما في الوضع الإيقاع بالقاصرين العزّل وبشكل شبه علني في سوق النخاسة الجنسية بتواطئ بين العائلات والوسطاء والزبناء في مدن بعينها، ويستعصي الفهم عندما نجد أن التحقيقات الموثقة للظاهرة في القنوات العالمية لم تحرك فينا شيئا، قد نزعم أن منابر إعلامية تريد “تشويه” صورة بلدنا، لكن عندما نلقي نظرة على عدد القضايا المتعددة للاعتداءات الجنسية داخل المحاكم المغربية والتي تتراوح بين التغرير بالقاصرين وهتك أعراضهم أو الزواج غير الموثق، ناهيك عن الاعتداءات التي يتم حلها بالتراضي أو الصمت درءا للفضيحة، لا يمكن إلا أن ندق ناقوس الخطر ونحذر من “صناعة تايلاندية” تعشش في بلادنا.

مفارقة أخرى تتمثل في غياب المجتمع المدني عموما وعلى وجه الخصوص الجمعيات التي تعتبر نفسها جمعيات مدافعة عن النساء أو الأطفال كلما تعلق الأمر بقضايا معروضة على المحاكم يكون فيها الأجنبي طرفا، مع العلم أن مسرحها الأساس هو المدن السياحية التي تعج بالسياح المشارقة، غياب يوازيه صمت مؤسسات الدولة التي يفترض أن تحفظ سمعة الدولة وكرامة المواطن وتجاهلها لهذا الورم الخبيث التي يتهدد بلادنا، وما تطويع الأحكام القضائية بشكل يسمح بتهريب الأظناء مقابل كفالات إلا وجه قبيح لهذا الصمت المطبق.

سياق هذه الأسطر طبعا هو النداءات المتكررة لمغربيات ممن نصب عليهن المشارقة في “زواجات” غير شرعية ولا قانونية سواء داخل المغرب وخارجه، كأس أفاضها تمكين أحد السياح الكويتيين من الهروب من العدالة مقابل “كفالة” وهو الذي اعترف باغتصاب قاصر وفض بكارتها، لنختم وندعو الدولة إلى الصرامة والحزم في هذه القضايا، ليس فقط مع الباحثين عن “اللحم المغربي”، بل أيضا مع هؤلاء اللائي يستبحن كرامة الوطن ويمرغنها في الوحل، ونتساءل في الأخير: من خوّل للوالدين أن يتنازلوا عن حق القاصر ضحية الاغتصاب خصوصا أمام دوافع الفقر والجهل؟؟؟

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين و إنما تعبر عن رأي صاحبها حصرا.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

2 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
محمد ايوب
المعلق(ة)
27 فبراير 2020 08:25

غريب:
محتوى المقال يعج بأفكار هي من صميم الواقع الذي لا ينكره عاقلان ببلدنا…غير أن ما أستغرب له حقا هو قول الكاتب بأن المغربيات هن ضحايا التغرير بهن خاصة عندما يتعلق الامر بقاصر محالة فتاة مراكش..استغرابي آت من كون أن هذه “القاصر”سنا الناضجة والعارفة بطرق التواصل الحديثة تعرفت على:”مغتصبها”وتواعدت معه عبر وسائل التواصل الحديثة..ورأيي هو أن الجشع والطمع والرغبة في الحصول على المال يقف وراء فعل:”الاغتصاب”الذي تعرضت له “القاصر”..والبهدلة الكبرى والإهانة والمذلة هو تنازل الوالدين عن متابعة:”المغتصب”مقابل مبلغ من المال…بمعنى صريح أن الوالدين باعا شرف ابنتهما”القاصر”من أجل المال…ولتذهب العفة والكرامة والشرق الى الجحيم..إن كونوبلدنا يعتبر قبلة للباحثين عن المتعة الجنسية الرخيصة أمر ذاع صيته ولا سبيل لنكرانه بادعاءات فارغة…فقد تم بث برامج على قنوات أجنبية توثق لهذه المذلة/المهزلة…كما نشرت مقالات بذلك أيضا…أما يتم بثه ونشرها عبر وسائل التواصل الحديثة من شهادات الفاعلين والباحثين عن المتعة الحرام ومن الراغبات في استقبال الخليجيين وغيرهم فلا يعد ولا يحصى..سمعة بلدنا في جانب توفير أجواء السياحة الجنسية في الحضيض..يبقى مقال الكاتب دق لناقوس الكرامة التي نرجو أن تتحرك في دماء المسؤولين للبحث عن الوسائل الكفيلة بوضع حد بسوء سمعة الوطن والمغربيات…

جمال الصحراوي
المعلق(ة)
27 فبراير 2020 02:04

اللحم المغربي رغم انه لفظ مجازي لكن لو تم استعمال اللذة او النشوة او النزوة كان خيرا وابلغ تعبيرا
اما عن السياحة الجنسية فهي سياسة حكومة الخوانجية وحكومات قبلها (حتى لا نقول المخزن) لترويج السياحة ولو على حساب مؤخرات الاطفال والجنس بالقاصرين . فهذا القطاع الذي تعول عليه الدولة لتنشيط بيع الخمور المستوردة التي عرفت ارتفاع في ظل حكومة الاسلاماويين وكذا نواذي القمار والعلب الليلية التي بدورها تم منح رخص لها بشكل ملفت وانعاش فيلات الإيجار والفنادق المصنفة كل هذا يتم تحت اعين ومراقبة رجال الامن والمخبريين ومفككي الخلايا.
وهنا اود ان أشير ان هناك لوبي سياحي بمراكش يعارض ويمنع فتح نفق تيشكا خوفا من نقصان السياح في مدينة مراكش التي صنفت بعد بانكوك في البيدوفيليا واغتصاب القاصرين)
_اسبانيا حققت 84مليون سائح سنة 2019 بدون اللجوء الى الدعارة
_البرتغال حققت 24 مليون زاير في نفس السنة بدون بيدوفيليا
_المغرب قال انه وصل عتبة 11 مليون سائح من ظمنهم 4 ملايين من مغاربة العالم جاؤوا لزيارة اهلهم و7 ملايين المتبقية اغلبهم سياح جنسيين .
الدولة مقابل المال تقدم اي شيء قربان لذالك متحججة بارتفاع الدين العام الخارجي وفراغ الصناديق التي نهبها لصوص المال العام
اما قضية البيدوفيلي الكويتي التي اسالت كثيرا من المداد وكيف تورط القضاء في اطلاق سراحه وكذا تواطء السفارة بعد اطلاعها على تنازل توافقي بين الضحية والجاني مقابل مبلغ من المال وكذا هروبه او تهريبه الى بلده تحت حجة انه مريض ويتابع حصص العلاج عند طبيب مختص في بلده وكيف لنيابة العامة التي تهاونة وتساهلت في عدم رفض السراح ومطالبتها بالحق المدني واغلاق الحدود في وجه الجاني حتى صدور الحكم .كل هذا يبين ان هناك تجارة بالبشر وسوق النخاسة غير معلنة وعصابة تسوق المنتوج واطراف متعددة واحداث متشابكة ووقائع مخفية كل واحد بما لديه فرحون.
وهذة ليست الاولى وحتما لن تكون الاخيرة ماذام ان هذة الفئة والعينة من البشر هي وقود يحرك اقتصادا وتسترزق من عدة اطراف مباشرة او غير مباشرة بتواطء او بغفلة عن قصد او بعفوية عمدا او بدون نية
الكلام كثير في مثل هكذا مواضيع لانها احاديث ذوات شجون

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x