لماذا وإلى أين ؟

الكنبوري: “كورونا” آية من آيات الله في هذا الكون العجيب

اعتبر الباحث المغربي إدريس الكنبوري، أن “وباء كورونا الذي لا تزال الألسنة تلهج به خوفا ورهبا آية من آيات الله في هذا الكون العجيب”، مشيرا إلى أن “الأوبئة المعاصرة فيها تحد لقدرات الإنسان الحديث ومفاهيمه (…).

وأضاف في تديونة: “لكن أن يأتي الوباء من الصين ويخلق الرعب في الغرب أمر عجيب. الصين هي الجنس الأصفر الحقير في ميثولوجيا الغرب المسيحية، وكان الغرب ينظر دائما إلى الصين على أنها بلد الأعاجيب والأساطير، حتى أن ماركو بولو في رحلته إليها لم ير سوى ما يريده كأوروبي فملأ رحلته بالاكاذيب، خلافا لابن بطوطة المسلم الذي نقل عن الصين الحقيقة. وقد ظل الغرب ينظر إلى الصين بعيني بولو حتى وقت قريب”.

لكن كورونا أيضا، يقول الكنبوري، “فيه تحد للعلم الحديث وللنزعة العلموية التي تؤمن بأن العلم قضى على الدين والمختبر على الكنيسة والعقل على الميتافيزيقا. قول الله تعالى في كتابه”قل سيروا في الأرض فانظروا” فيه دعوة إلى التعلم من الحضارات. في كل عصر عصر كان التحدي الطبيعي وتحدي الأوبئة متناسبا مع تطور العلم في الفترة نفسها. في كل عصر عصر لم تكن الكوارث إلا في مستوى العقل الإنساني في الفترة نفسها. كلما ارتقت حضارة علميا وظنت أن حصونها تحميها جاءت الطبيعة (؟) بالتحدي المتناسب في السرعة والقوة والجنس، لذلك نقرأ في القرآن عقوبات ضد الأمم القديمة متناسبة مع التقدم الحاصل لديها. هناك أمم عرفت بالبناء الشامخ القوي فجاءت العقوبة مضادة، هناك أمم عرفت بتقدم الطب في زمنها فجاءتها عقوبات تتحدى الطب، وهكذا هكذا”.

وتابع تفسيره للوباء: “الغريب أيضا أن بعض حالات التقدم الحضاري ترتبط بنوع من التحدي الذي قد نسميه التحدي الأول. كلما حققت حضارة تقدما في مضمار اعتقدت أنها الأعلى، وهذا ما حصل مع الحضارة الغربية الحديثة. فقد نشأ مفهوم غريب ولكنه خطير على المستوى الثقافي هو”قهر الطبيعة”. القرآن لا يتحدث عن قهر بل عن تسخير، لكن إذا أراد الإنسان استعمال مفهوم حربي مع الطبيعة فسترد عليه بنفس المفهوم. هذا نسميه التحدي الثاني، رد الفعل. كورونا أيضا فيه واحدة من المسائل الفلسفية العظمى. الاتساع الحضاري والعالمية قد تتحول بسرعة إلى مضاداتها، ومفاهيم الآخر والتسامح قد تنقلب إلى معاكساتها. الغرب الذي يتبجح بأنه صاحب مفهوم الحضارة الإنسانية الواحدة صار الآن يحمي نفسه. الحجر الموضعي للمصابين بالوباء صار حجرا على الصعيد الوطني والقاري. الانعزالية في مواجهة العالمية. التسامح انقلب إلى شوفينية، انظروا إلى السلوكات الرهابيةضد الصينيين في العالم. هناك أسوار ثقافية تبنى بالتدريج دون أن نراها. شعوب تعزل نفسها.

كورونا أيضا فيه جوانب قد لا يراها الجميع، بحسب الباحث نفسه، لكننا نراها نحن بعين الروح. وهي أن “النظام الصيني سام المسلمين هنالك الخسف والذل والهوان فسلط الله عليهم الذل والخسف والهوان إلى حد التصاق اسمهم عالميا بأخطر وباء. قد يرد علي البعض طبعا: وما ذنب الإيطاليين والإسبان وغيرهم؟ ثم ما ذنب المواطن الصيني البسيط؟”.، وأضاف: ” الأسئلة البسيطة تناسب العقول البسيطة، والبسيط هو كل من يريد المشي على بساط ولا يريد أن يصعد في جبل، كما في الوثائقيات. يقول القرآن” واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة”، بل لا أجد تعبيرا أفضل ولا أرقى من هذه الآية عن الحضارة الإنسانية العظيمة. إنها تقول لنا بلغتنا: المسؤولية الإنسانية مشتركة، هناك قوانين وتشريعات دولية يجب الاتفاق عليها، هذه وظيفة المؤسسات الدولية والقبعات الزرق والتدخل الإنساني، تلك الفضائل التي اهتدى إليها الإنسان الحديث لكنه أخطأ في تطبيقها. وذلك معنى أدركه الجبائي المعتزلي فقال: الفتنة العذاب. قال الجبائي أيضا: أمر الله المؤمنين أن لا يقروا المنكر بين أظهرهم فيعمهم الله بالعذاب”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

4 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
Bennani Morsi Taoufik
المعلق(ة)
28 فبراير 2020 14:17

وهل قتل اطفال وشيوخ و تعذيب شعب واستيطان دولة فلسطين كذلك اية !!!!!!؟؟؟؟؟

فاسي
المعلق(ة)
الرد على  الوجدي
28 فبراير 2020 13:22

اكيد انه كتب هذه الخزعبلات على هاتف اوبو او هواوي أو حاسوب لونوفو… عقول تنتمي إلى ما قبل التاريخ وتريدوننا ان نبز بها حضارة الصين وحضارة الغرب…
ليس في هذه الترهات ما يمكن ان يناقش… لهذا سأتوقف عند هذا الحد …

الوجدي
المعلق(ة)
28 فبراير 2020 11:33

الجهل في حقيقته وثنية لا ينتج افكارا نيرة ولكنه يصنع اصناما تتحرك على هيئة بشر . والله إنه حرام أن تسموا مثل هذا الجاهل اﻷمي بباحث !
كوارث بشرية تعيش بيننا لديها جماجم فارغة وأمخاخ خاوية تفكر بطريقة أهل القريش مند 1440سنة . والمصيبة ليست في جهلها بل الاخطر في نشر هذة التفاهات وبث السموم وزرع جهلها بين العامة وتسويقه على انه شيء مفيد او ذو منفعة
الجاهل عدو نفسه لانه لا يشعر بكلاخه بل يعتبر نفسه مثقفا ومحلل وصاحب شأن .
تافه يمسك بهاتف من إبتكار الصين وانترنيت من اختراع الغرب ويرتدي ملابس وأشياء من صنع النصارى ويتطاول عليهم
هذة العينة يجب الحجر عليها قبل ان تؤدي غيرها بغبائها

reda
المعلق(ة)
28 فبراير 2020 11:18

أدق مقال قرأته على الإطلاق حول ظاهرة كورونا و أسميها الظاهرة حصرا.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

4
0
أضف تعليقكx
()
x