لماذا وإلى أين ؟

محتالون أسسوا وداديات سكنية لينصبوا على مئات المواطنين

ارتفع عدد المواطنين الذين أسقطتهم وداديات سكنية في فخ النصب، بعدما سددوا ما لديهم من أموال دون أن يمتلكوا شققهم التي كانوا يحلمون بها. وقد دفعت القضايا التي ظهرت في الآونة الأخيرة إلى خروج ملفات نصب واحتيال إلى العلن، بعدما قرر أصحابها تحطيم جدار الصمت وفضح الذين أجهضوا أحلامهم.

وتلقى هذه الوداديات، التي هي جمعيات في الأصل، إقبالا لكونها تنشئ مشاريع سكنية بتكلفة أقل لفائدة منخرطين يدفعون دفعات محددة في أجزاء زمنية محددة، ليقتنوا الأرض ودفع جميع التكاليف بينهم. وتُمتعها الدولة بعدة امتيازات خاصة على المستوى الضريبي والعقاري والتكوين والتأطير والمساعدة القانونية، وكذلك المراقبة وفض النزاعات بين المنخرطين

وهذا ما شجع أشخاصا، تبين من القضايا المعروضة أنهم بدون مستوى ولا تكوين، على جعل الوداديات التي أسسوها مطية للنصب على عشرات المواطنين، سواء بمشاريع منتهية لكنها متعثرة وتشوبها تجاوزات، أو بمشاريع وهمية لا توجد إلا في مخيلة الحالمين بامتلاك شققهم، على غرار ما تعيشه ودادية “إيكو سكن” التي أنشأها شخص سنة 2013 وسّوق لمشاريع شقق فاخرة، وشرع في استهداف فئة معينة قادرة على شراء ما سوّق له من شقق فاخرة، فمرت السنين دون أن يروا لأحلامهم أثرا، وهو ما أدى به الآن إلى السجن في انتظار صدور الحكم النهائي ضده.

ودادية “الرمال الذهبية” بدورها يوجد رئيسها خلف القضبان في انتظار الحكم بعدما أقام مشروعا مليئا بالتجاوزات والخروقات راح ضحيتها العشرات.

ولا يقل الأمر سوءا، أو أكثر ربما، بالنسبة لجمعية (ف) التي تمتلك مشاريع شقق فاخرة موزعة هنا وهناك، بلغ الأمر برئيسها، الذي لا يتوفر على مستوى دراسي، إلى التلاعب بـعشرات الأطر وأفراد الجالية مذ التسعينات، دون أن يحسم القضاء إلى غاية الآن في مشكلتهم رغم أن الرئيس أدين ابتدائيا بتهم استعمال مال مشترك، حيث أعاد النقض الملف إلى الصفر من جديد وهو ما أحيى الامل من جديد لديهم خصوصا بعد الدينامية الأخيرة التي تعيشها الهرهورة وتمارة ونواحيها، حيث العشرات من المشاريع والعقارات التي تفوح منها رائحة التلاعب.

كما اضطر العامل للتدخل في مشروع ودادية في أزيلال بعدما وقف منخرطوها على شبهات بالتلاعب والتزوير في المحاضر. وفي بنسليمان أدانت المحكمة في دجنبر 2018 رئيس الودادية السكنية ”المحيط الأزرق” بالمنصورية بعشر سنوات سجنا نافذا وسكرتيرته التي كانت متابعة في حالة سراح مؤقت ب ثلاث سنوات سجنا نافذا.

وغيرها من الوداديات التي صنعت نصابين احترفوا الاحتيال والمراوغة لأكل مال منخرطيها، والتي تسيء إلى باقي الوداديات لأنها تعطي الانطباع بأن جميعا “بعبعا” مخيفا وملجأ للنصب، والحال ليس كذلك بطبيعة الحال، فكم من مواطنين استفادوا من الامتيازات التي تقدمها هذه الوداديات.

لكن، بعدما وجد رؤساء أنفسهم داخل السجن، تشجع ضحايا وفاعلون ونشطاء لكسر صمتهم وإطلاق نداءات للمحاسبة والتحذير، لكي لا يسقط آخرون في فخ وداديات لا تؤسس إلا بغرض النصب، خصوصا مع الطلب الذي لا يتوقف على السكن، بمستوياته.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

8 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
الطاهر
المعلق(ة)
الرد على  الطاهر
29 فبراير 2020 15:41

جمعية الخضيلة غير سليمة لدى السلطات لكنها هي ولجنتها تسبح جارج كل إطار قانوني .تعتقد انها مستقلة عن القانون – توهمات

عمر زيادي
المعلق(ة)
الرد على  الطاهرة
29 فبراير 2020 15:21

هناك مثل يقول: اذا رغبت أن تغتني في ظرف وجيز، فعليك بإنشاء تعاونية سكنية..

خالتي الطاهرة
المعلق(ة)
29 فبراير 2020 14:11

ارى صوت العدالة يقترب بثبات من الحاج رئيس جمعية “ف”. الحق يعلو و لا يعلو عليه .

الطاهر
المعلق(ة)
29 فبراير 2020 11:03

فعلا ليس كل رؤساء الجمعيات يحولون شيكات المنخرطين إلى حساباتهم الشخصية، ليس كلهم يزورون تواريخ ااجموعات العامة و يقيمونها بمن حضر حيث يقتصر توجيه الدعوة للمنخرطين في مشروع معين ثم يعتبرون أن الجمع كان لكل المنخرطين، ثم يحرر معالي السيد رئيس جمعية محضر للجمع العام الغير قانوني لوحده على هواه يغير بموجبه تركيبة مكتب الجمعية وكذا القانون الأساسي حتى يخول لنفسه صلاحيات متعددة.

الطاهرة
المعلق(ة)
29 فبراير 2020 03:49

رئيس جمعية “ف” رجل مخلص و شريف، و رمز فائه يدل على الفضل و الفضيلة.

الطاهرة
المعلق(ة)
الرد على  احمد
29 فبراير 2020 03:36

احذروا الخلط، فرئيس جمعية “ف” رجل مؤمن يخاف الله يحافظ على أوقات الصلاة بل يؤديها امام المنخرطين و يقوم بالعمرة سنويا و بماله الخاص الحلال من مداخل معاشه السمين حيث كان يشغل منصب السامي قبل ام يحال على المعاش .

الطاهرة
المعلق(ة)
29 فبراير 2020 03:28

جموعات العامة بدون نصاب أيها الطاهر النصاب

احمد
المعلق(ة)
28 فبراير 2020 22:52

حذاري من التعميم فهناك من يعتقد ان الودادية منعش عقاري ولا يحضر الجموعات العامة.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

8
0
أضف تعليقكx
()
x