لماذا وإلى أين ؟

إلغاء “سيام” يكبد مكناس ووزارة الفلاحة ومؤسسات وفلاحين خسائر فادحة

تم إلغاء المعرض الدولي للفلاحة الذي كان مقررا تنظيمه في مكناس منتصف الشهر المقبل، بسبب كورونا، وبذلك تم إلغاء معاملات تجارية وصفقات والتسبب في خسائر تساوي الملايين من الدراهم، على اعتبار أن المعرض أصبح سوقا دولية ذات رواج اقتصادي وتجاري كبير تعول عليه أكثر من مؤسسة عمومية وخاصة وكبار الفلاحين والمزارعين وغيرهم.

وكان وقعُ إلغاء الدورة 15، الذي نزل كالصاعقة على المعنيين، كبيرا نظرا لكونه جاء قبل أيام قليلة قبل انطلاقته، إذ كان الكل جاهزا، وتم تخصيص منتوج ضخم من المواد الزراعية والفلاحية واللوجسيتيكية للعرض، إذ تشير تقارير اقتصادية إلى أن المشاركين والعارضين (1400 عارض) والمساهمين سيتكبدون خسائر تصل إلى 80 في المائة من رقم معاملاتهم السنوية، وهو ما يشكل ضربة قوية لقطاع الفلاحة في المغرب.

وزارة الفلاحة باعتبارها المعنية هي أكبر الخاسرين، نظرا للعقود التي تبرمها على هامش المعرض وحتى قبل انطلاقته، خصوصا أن مؤسسات كثيرة متفرعة منها متخصصة في الفلاحة عوّلت على “سيام” وما يستقطبه من كبار الفلاحين.

كما أن المعرض يشهد إبرام عقود مع وكالات تجارية وتسويقية واستشهارية ومع شركات تأمين وبنوك لعرض منتوجاتها أمام الفلاحين…

ويتميز المعرض بأقطابه التسعة التي تضم أيضا لوازم الفلاحة وآخر ابتكارات التكنولوجيا، ناهيك عن الفرصة التي تتاح للتعاونيات والمقاولات الفلاحية الصغيرة لبيع منتوجها وتقريبه للمواطن والفلاح… وقد تحقق لهم كسبُ أرباح مالية مهمة في المعارض السابقة، سواء مالية (أكثر من 3 في المائة على الأقل من رقم المعاملات) وتسويقية (إشهار وتلقي مساعدات دعم ومواكبة وإبرام عقود)، قبل أن يتبخر العرض الذي خُصص للدورة 15.

خسارة فادحة للمدينة

وإلى جانب الخسائر الناتجة عن تجهيز المكان (32.5 هكتار، منها 11 هكتارا مغطى) عجّل هذا القرار بإلغاء جميع الحجزوات الفندقية والخدماتية والسياحية في مكناس، وايضا في فاس، حيث قدر مسؤولون الخسائر في ما بين 20 و25 في المائة من رقم المعاملات المعول عليها.

ويبقى القطاع غير المهيكل هو أكبر الخاسرين، حيث تنتعش مهن موسمية على هامش المعرض (نقل، تغذية، مبيت…) تتيح فرص شغل لعشرات الشباب. ولا يرتبط الأمر بمكناس، إذ تنتعش فاس أيضا، خصوصا على المستوى السياحي، قبل وبعد المعرض بأيام.

وتشير التقديرات إلى أن العاصمة الإسماعيلية خسرت 100 مليون درهم، إذ إضافة إلى الانتعاش الفندقي والسياحي، يستقطب المعرض آلاف الزوار بشكل يومي (عُول على 900 ألف في الدورة التي ألغيت)، وما يعنيه ذلك من حركية للمدينة على أكثر من مستوى، حيث تعول على “السيام” للخروج من ركودها الاقتصادي والتجاري والسياحي.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x