لماذا وإلى أين ؟

كورونا غير سبة.. مصدر يكشف لـ”آشكاين” أصل الصراع بين منيب وبلافريج

في الوقت الذي تعمل فيه أحزاب سياسية على رص صفوفها وهيكلة قطاعاتها استعدادا للاستحقاقات الانتخابية التي لا يفصلنا عنها سوى سنة من الزمان، طفا على السطح صراع يهدد بشق صفوف “الحزب الاشتراكي الموحد”، وبعثر كل أوراقه.

صراع المتحدث عنه تفجر بين الأمينة العامة للحزب المذكور، نبيلة منيب، والبرلماني عمر بلافريج، الذي سطع نجمه كقوة انتخابية ودعائية جلبت انتباه عدد من الشباب إلى الحزب، وخرج (الصراع) إلى العلن بعدما ظل سريا لفترة طويلة من الزمن.

مصدر من داخل الحزب أرجع اندلاع ما وصفه بـ”الحرب الباردة”، بين منيب وبلافريج “إلى ما بعد المؤتمر الرابع للحزب، الذي حمل منيب إلى ولاية ثانية وبصلاحيات أكبر ونفوذ أوسع”، مشيرا إلى أنه “بعد شهور قليلة من المؤتمر دفع الاختلاف بين الطرفين إلى تقديم بلافريج لاستقالته من المكتب السياسي للحزب، احتجاجا على كون الأخير أصبح آلية لاجترار الكلام وفقط ولا يتم إشراك أعضائه في القرارات الحاسمة التي أصبحت تنفرد بها منيب”، حسب المصدر.

“التصريحات والتصريحات المضادة حول وباء كورونا ما هي إلى النقطة التي أفاضت الكأس”، يقول المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته، مردفا ” أساس الخلاف يعود لرفض بلافريج كيفية تعاطي منيب مع بعض القضايا، كطريقة تسييرها للحزب وموقفها من اندماج أحزاب الأغلبية، وهو ما لم يعجبها، إضافة إلى تقربه من سندها الرئيسي في الحزب، محمد بنسعيد آيت إيدر، والذي لا يُخفي إعجابه ببلافريج وبما يقوم به من عمل تواصلي، مما جعل منيب تستشعر خطر سحب بساط أكبر قوة داعمة لها من تحت أرجلها”.

المصدر أسر للموقع أن “بلافريج “لم يخفي عدم رضاه على تراجع منيب عن وعودها والتزاماتها مع حلفائها في فيدرالية اليسار الديمقراطي، بالاندماج في إطار حزب واحد قبل انتخابات 2021″، مبرزا أنه (بلافريج) يرى أن “طموح منيب الشخصي إلى القيادة عرقل الاندماج، بحيث أنها تشترط، الحصول على ضمانات بقيادة الحزب الذي سينتج عنه (الاندماج)”، حسب تعبير المصدر دائما، الذي أكد أن “بلافريج يرى أن المطلوب حاليا مرحلة انتقالية تقودها قيادة ليس لها طموح شخصي، ويكون دورها تعاقدي محدود في الزمان والمهام الموكلة لها، كما هو الحال عند عدد من التنظيمات العالمية”.

وعن الانتقادات التي وجهت إلى بلافريج عقب السؤال الذي وجهه إلى رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، حول “دعم الفكر العقلاني، ومواجهة الخرافة التي تعاطى بها العديدون مع فيروس كورونا”، مباشرة بعد تصريحات لمنيب اعتبرت فيه كورونا “مؤامرة غربية”، قال مصدر “آشكاين”، ” تخيل معي لو كان المقرئ أبو زيد أو بنكيران هو من أطلق تلك التصريحات التي خرجت بها منيب وبعدها وجه بلافريج سؤاله إلى رئيس الحكومة، كيف كانت ستكون ردة فعل هؤلاء المنتقدين، وعلى رأسهم منيب؟” مضيفا ” بلافريج في سنة 2003 وجه وهو ما زال شاب في الاتحاد الاشتراكي، أيام عز هذا الأخير، وجه رسالة إلى عبد الرحمان اليوسفي يطالبه فيها بتحمل مسؤوليته فيما وصل إليه الحزب بعد القبول بحكومة التناوب دون ضمانات، وطلب منه الاستقالة، لكن اليوسفي لم يحقد عليه ولم يتهمه بالتمخزن، ومازالت علاقته به طيب لحد الآن، عكس ما فعلت منيب عندما انتقدها ولو بشكل غير مباشر”.

حول ذات الموضوع، تروج أنباء بين أعضاء “الاشتراكي الموحد”، أن منيب كشرت على أنيابها ضد بلافريج بعدما وقفت على عدد من المعطيات التي تؤكد لها أنه (بلافريج) يعمل رفقة أعضاء آخرين ممن قدموا إلى الحزب من الاتحاد الاشتراكي، على تأسيس تيار قد يعود إلى هذا الأخير مع اقتراب الانتخابات”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

3 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
عبد الله
المعلق(ة)
9 مارس 2020 20:48

أتسائل : لماذا لا يتحمل حزب التقدم والإشتراكية و الإتحاد الإشتراكي مسؤوليتهما التاريخية في لم شتات اليسار الى يومنا هذا ، بفتح نقاش وطني ينتج عريضة توافق تجمع الأحزاب على المبادئ الكبرى لليسار المغربي ? فالإتحاد قوة ، وهم أقرب لتحالف مع أحزاب الوسط ( الإستقلال و الحركة الشعبية ) ، وأحزاب تقدمية كالبام ، فنبيلة منيب تمرر عن نفسها فرصة تحويل الأفكار لأفعال بالفوز بحقيبة وزارية ( كالتعليم مثلا ) بتقلبها الدائم وسط “أنصاف الأوهام” بتعليقاتها التي أصبحت متجاوزة (كالتحكم و المؤامرة).
صراحة كنت ولازلت معجبا بشخصية هذه الإنسانة المثقفة ، لاكن مجال السياسة يتطلب بعض التنازلات للوصول للحقيقة.

احمد
المعلق(ة)
8 مارس 2020 12:04

بعدما راجعت الموضوع تبين لي ان بلافريج غير ناضج سياسيا.
فكيف يعقل ان يطرح مشكلا حزبيا على رئيس الحكومة الذي تصرف مع موضوع كورونا وكأن المغاربة محصنون ضدها.
بالنسبة للمؤامرة الغربية فهي غير مستبعدة والكثير من الدول والمؤسسات والاشخاص تحدثوا عنها.
فعلا ليس هناك دليل ولكن هذا لا ينفي الاحتمال سيما ام وجود معامل ومختبرات للاسحلة البيولوجية
فاما انه ساذج او انه سيء النية.
لكن سؤاله تهافت التهافت

بوحتى
المعلق(ة)
8 مارس 2020 10:55

قلال قلال حنا مافينا ميتقسم راه النظام بغانا انبقاوا قلال قلال وقوتنا في وحدة اليسار

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

3
0
أضف تعليقكx
()
x