لماذا وإلى أين ؟

أفضل الحلول الرياضية لفوبيا “كورونا”!

خلدون الشيخ

لا شك أن فيروس “كورونا” المتجدد بات يسبب صداعاً للمسؤولين والحكومات حول العالم، فلا أحد يعرف مصدره ولا سبب تواجده، ولا أحد متيقن من كيفية انتشاره المخيفة حول العالم، والأنكى لا أحد يملك علاجا له حتى الآن.

طبعاً هناك أمراض حول العالم كانت سببا في الوفيات منذ مطلع العام الجاري أكثر بكثير مما تسبب به كورونا حتى الآن، ومنها حالات الانفلوانزا العادية، والتي تعد مشابهة في أعراضها لما يصيب حاملي فيروس “كورونا”، لكن خطورة الأخير تكمن في غموضه وسهولة انتقاله من المصابين الى الاصحاء، ولهذا أصبح “الهوس” والفوبيا والارتياب والوسوسة مسيطرة على الكثيرين في محاولة لمنع وصول الفيروس اليهم، ليشاركهم في ذلك بعض الحكومات والهيئات التي باتت تفكر في احتياطات عدة للوقاية من هذا الوباء.

في عالم الرياضة سيكون الخطر محدقاً بالجميع، كون كل الألعاب المختلفة تجمع بينها وجود جماهير مشجعة لفرقها، وهذا يعد أسهل الطرق لانتقال العدوى وانتشار الفيروس، بين أكبر عدد ممكن من الأفراد من أماكن مختلفة، ولهذا كان الحذر طاغياً، وقاد الى عمليات كبيرة من التأجيل والالغاء لمسابقات رياضية عدة، خصوصاً في شرق آسيا، لكن دورة ألعاب ضخمة كأولمبياد طوكيو التي من المفترض ان تجرى الصيف المقبل، فلم يتم التطرق الى الغائها أو تأجيلها، لانها ستعد كارثة مميتة لاقتصاد البلاد، حيث كلف الاستعداد لهذه الألعاب أكثر من 12.5 مليار دولار، وأي تأجيل بالاسابيع سيكون محسوب المخاطر وقريبا من الهاوية، ولكن أي تأجيل بالشهور أوالالغاء سيعني قمة الكوارث لبلد موبوء بالفيروس أصلاً، وكانت مشاكله السابقة تتعلق بحرارة الطقس والخوف من الزلازل الكبيرة المدمرة.

في عالم كرة القدم الاوروبية، كان لايطاليا نصيب الأسد من الارباكات، بعد اكتشاف أكثر من 3 آلاف حالة وأكثر من 120 وفاة، وهي أكثر الدول الأوروبية اصابة بهذا الفيروس، ولذلك فان كل مباريات الدوري والكأس ستجرى اما خلف أبواب موصدة بدون جمهور أو تؤجل الى تاريخ غير محدد، والأندية بشكل عام في أوروبا تصارع من أجل منع الخيار الأول، وهو اللعب بدون جمهور، في حين تصارع الاتحادات لمنع الخيار الثاني وهو التأجيل، لانه سيكدس الموسم المزدحم أصلاً وسيمنع انهاء الموسم في اي وقت مناسب. لكن سبب رفض الاندية لخيار اللعب بدون جمهور، كونه سيخنقها مادياً، فكل الأندية تعتمد اساساً في مداخيلها على 3 وسائل، الأول المكافآت والجوائز النقدية من المسابقات التي يشارك فيها النادي، ومنها مداخيل التي تأتي من حقوق البث التلفزيوني، والثاني مداخيل الدعاية والتسويق والرعاية، والثالث والاهم هو المداخيل من الحضور الجماهيري لمبارياته، والتي تتعلق ببيع بطاقات الحضور وبيع منتوجات النادي، واذا وافقت هذه الأندية على خيار اللعب خلف أبواب موصدة، فان ثلث مداخيلها سيتلاشى.

رابطة الدوري الأنكليزي الممتاز، أرسلت كتيبات الى الاندية العشرين في الدوري ترتكز على ثلاث خطط للتعامل مع الفيروس، الاولى بقاء الحال على ما هو عليه، اي اللعب بحضور الجماهير وفي المواعيد المحددة، والخطة “ب” هي اللعب خلف أبواب موصدة، والخطة “ج” وهي اما الالغاء او انهاء الموسم او التأجيل.

توجيهات الحكومة الى الرابطة نصت على العديد من التوصيات المتعلقة بالنظافة وأساليب الوقاية وابقاء أجهزة طبية في كل ناد، ومع ذلك أصدر كل ناد تعليماته الى لاعبيه بالتوقف فوراً عن مصافحة المشجعين والمعجبين او التقاط صور “سيلفي” معهم أو التوقيع على اوتوغرافاتهم، ومع ذلك قالت الحكومة البريطانية انها لن تسير على نهج الحكومات الأخرى بالغاء المسابقات او منع الجماهير من الحضور، الى أن تتأكد من وجود ما يدعو الى ذلك. وقالت: “الاحداث الرياضية لا تعتبر بحسب مسؤولي هيئة الصحة عاملاً مساهما في انتشار الفيروس، ولهذا نستمع الى النصائح التي تطالب بالالتزام بنصائح مبنية على دلائل علمية وليس بهوس وفوبيا العنواين الكبيرة للصحف اليومية”. ومن هنا اعتبرت الحكومة ان الدلائل تشير الى ان الاصابات بالفيروس تقع في الاماكن المغلقة كالمنازل والمدارس ومكاتب العمل وليس في الاستادات المفتوحة والاماكن الاخرى المفتوحة، أي ان الشخص قد يصاب في سوق مغلق أو مطعم بنسبة أكبر بكثير من اصابته اثناء حضوره مباراة في استاد مفتوح.

سيبقى العلم هو السلاح الناجع لمكافحة هذا الوباء وليس “الهوس” والفوبيا في التعامل مع الامر، عفى الله الجميع.

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين و إنما تعبر عن رأي صاحبها حصرا.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x