لماذا وإلى أين ؟

كورونا “يفتك” بإضراب الزفزافي ومن معه عن الطعام 

يبدو أن تأثيرات انتشار فيروس كورونا المستجد، “كوفيد 19″، دولية ومحليا، لم تقتصر على البشر وما خلفه من إصابات ووفيات، والاقتصاد العالمي الذي كبدها خسائر بالملايير، بل تعداه إلى التأثير على عدد من التظاهرات الاحتجاجية وبعض القضايا التي كانت مثارة وتحظى بمتابعة من طرف فئة مهمة من الرأي العام.

ففي المغرب، مجموعة من القضايا تأثرت سلبا بانتشار هذا الفيروس ودخوله للبلاد، بعدما تم تأكيد إصابة 5 أشخاص به مع تسجيل حالة وفاة واحد نتيجة مضاعفاته، (إلى حدود نشر المقال)، ومن بين هذه القضايا، احتجاجات معتقلي الأحداث التي شهدتها مناطق عدة من الريف، أو ما يعرف بـ”حراك الريف”.

فحسب عائلات بعض معتقلي الحراك المذكور، وعلى رأسهم أحمد الزفزافي، فإن ابنه ناصر الزفزافي، المعروف بـ”زعيم الحراك”، وعدد من المعتقلين الأخرين “يخوضون إضرابا مفتوحا عن الطعام وصل يومه العشرين لحد الآن”، وهو الأمر الذي بادرت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، إلى نفيه في حينه.

لكن، وعكس كل الإضرابات السابقة التي خاضها الزفزافي ومن معه، لم يلق هذا الإضراب التجاوب المعهود من طرف منابر إعلامية ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، حيت يظهر جليا التراجع في تناول الموضوع وحتى مشاركة صور وهشتاغات حوله من طرف النشطاء، ليس لأن الموضوع لا يثير اهتمامهم، ولكن لأن الرأي العام الوطني والدولي منشغل بمطاردة أخبار ومستجدات موضوع أخر، إنه فيروس كورونا القاتل واكتساحه للعالم.

الناشط الحقوقي خالد الكاري، يقول إن “المواطنين منشغلون ومهتمون في إطار تحديدهم للأوليات بأخبار الفيروس وانتشاره بالمغرب، مما يجعل كل القضايا الأخرى تتأثر بهذا المستجد، لكن أعتقد أن دورنا كحقوقيين ومتضامنين مع المعتقلين هو المساهمة في جعل قضية الاعتقال السياسي وضعية المعتقلين حاضرة في اهتمامات الرأي العام، طبعا الأمر ليس سهلا”.

وأضاف البكاري في حديث مع “آشكاين” حول هذا الموضوع  أن الاهتمام الإعلامي بكورونا وتبعاتها لم يؤثر سلبا على موضوع إضراب معتقلي حراك الريف وفقط، بل على قضايا كثيرة، حتى تلك التي تنتمي للفضائحيات مثل حمزة مون بيبي، وسياسيا مثلا لم يحظ تأجيل استقبال الملك لوهبي بأي اهتمام، وقس على ذلك، تأخر الأمطار وانخفاض أثمنة النفط في السوق العالمية دون انخفاضها في السوق الوطنية.

في ذات السياق، ومن أجل تسليط الضوء على الإضراب عن الطعام المشار إليه، ينظم يوما تضامنيا مصحوبا بإضراب عن الطعام بالمقر المركزي للحزب الاشتراكي الموحد بالبيضاء، تضامنا مع المعتقلين السياسيين المضربين عن الطعام، وذلك ابتداء من الساعة 07 مساء من الجمعة 13 مارس إلى 07 مساء من السبت 14 مارس، بمبادرة من معتقلين سياسيين سابقين، ونشطاء مدنيين وحقوقيين.

وسيتضمن هذا اليوم مبيتا ليليا وثلاثة لقاءات مفتوحة حول ثلاثة موضوعات: المحاكمات الأخيرة بسبب الرأي، قراءة في تقرير cndh الأخير، شهادات لمعتقلين سياسيين سابقا.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x