لماذا وإلى أين ؟

هل ستطبق مذكرة لفتيت بمنع التجمعات فوق 50 شخص على 51000 مسجدا؟

آشكاين/محمد دنيا

استنفر فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) المملكة المغربية، التي سارعت عبر مصالحها المختلفة، إلى إعلان مجموعة من الإجراءات والتدابير الإستباقية من أجل محاصرة هذا الوباء العالمي، ومنعه من الإنتشار على مستوى التراب الوطني. وما قرار وزارة الداخلية بمنع جميع التجمعات العمومية؛ التي يشارك فيها 50 شخصا فما فوق، إلا تدبير إحترازي لمواجهة هذا الوضع الإستثنائي.

ومباشرة بعد إعلان وزارة عبد الوافي الفتيت، إلغاء جميع التظاهرات واللقاءات الرياضية والثقافية والعروض الفنية، التي يشارك فيها 50 شخصا فما فوق، تساءل البعض في هذا الإطار؛ هل سيشمل هذا القرار، منع إقامة الصلوات الخمس وصلاة الجمعة والدروس الدينية ودروس محو الأمية بالمساجد؟ وهل سيتم إغلاق حوالى 51000 مسجد بالمغرب؛ كإجراء إستباقي من بين الإجراءات المتخذة سلفا للوقاية من فيروس كورونا؟

ويَتحجَّج هؤلاء بأدلة منطقية مختلفة، من قبيل أن أعدادا هامة من المساجد تستقبل أكثر من 80 شخصا؛ خلال بعض الصلوات الخمس كالمغرب والعشاء، كما أن هناك مساجد كبرى معروفة بتجاوز عدد المصلين داخلها عتبة الـ 100 شخص؛ خلال صلاة مفروضة واحدة، ما يتسبب في التزاحم عند الدخول والخروج، والتحية عبر المصافحة وتقبيل الأكتاف والوجنتين بعد الصلاة، وهذه بيئة مناسبة لإنتقال العدوى، حسبهم.

كما يقول المتسائلون حول قرار وزارة الداخلية، ببراهين دينية كثيرة، من قبيل أن الأمراض الوبائية تُعد من الأعذار المبيحة لترك الحج والعمرة، فما بالك بمنع الصلوات الخمس جماعة داخل المساجد، مؤكدين أن شريعة الله جعلت من أهم مقاصدها حفظ النفس، حيث قال تعالى في سورة البقرة؛ {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}، كما أن شريعة الله قائمة على التيسير لا التعسير، والتخفيف لا التشديد، ومنه قوله تعالى {هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} في سورة الحج، و{يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} في سورة البقرة.

من جهة أخرى، اعتبر هؤلاء أن وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية؛ أحمد التوفيق، وجه بدوره مذكرة إلى مندوبي الشؤون الإسلامية ونظار الأوقاف، بغية دعوتهم لاتخاذ الإحتياطات اللازمة للوقاية من كورونا، لكنه لم يتجرأ؛ حسبهم، من إعلان منع الصلاة داخل المساجد، وهو أهم إجراء في هذه الظرفية، كما فعلت دولة الكويت؛ التي منعت الصلاة جماعة واكتفت بالآذان، وكما أقدمت عليه السعودية بتعليق العمرة مؤقتا.

وينتظر هؤلاء إعلان وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بمنع الصلاة داخل المساجد المغربية، وهو القرار الذي يتماشى مع الإجراءات التي قامت بها المملكة المغربية وأعلنتها مجموعة من الوزارات، من أجل محاصرة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، مثال وزارة الداخلية التي منعت جميع التجمعات العمومية؛ التي يشارك فيها 50 شخصا فما فوق، ووزارة التربية والتعليم العالي؛ التي قررت تعليق الدراسة في جميع المستويات، إلى إشعار آخر.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x