لماذا وإلى أين ؟

ما هي حقيقة فيديوهات سقوط مواطنين في الشوارع بسبب كورونا؟؟

يتداول عدد من رواد منصات التواصل الاجتماعي فيديوهات لمواطنين مغاربة وهم مغمى عليهم بشوارع بعض المدن المغربية، ويدعي أصحاب هذه الفيديوهات أنها تعود لمواطنين مصابين بفيروس كورونا المستجد “كوفيد19″، الذي أودى بحيات الآلاف من الأشخاص عبر العالم، ومواطنين مغربيين إلى حدود نشر هذا المقال.

الكثير ممن تداولوا هذه الأشرطة صدقوها دون عناء طرح سؤال حول مدى صحتها أولا؟ وإن كان فعلا مواطن مغمى عليه، هل ذلك بفعل كورونا؟ وما الفائدة من ترويجها على نطاق واسع؟

انتشار فيديوهات سقوط أشخاص بالشوارع ونسب ذلك إلى الإصابة بفيروس كورونا ظاهرة ليست حكرا على المغرب، فقبله تم تداول العديد من تلك الفيديوهات، وأغلبها مركبة، والحديث عن كونها تعود لأشخاص بالصين، والخطير أن قنوات تلفزية كبيرة تداولت مثل هذه الفيديوهات وتحدثت على أنها تحدث في إيران، واعتمدتها لمهاجمة نظام الحكم في هذا البلد وبكونها أدلة كاشفة عن إهماله للمنظومة الصحية لبلاده ودعم ما سمته بالإرهاب الشيعي، وكل ذلك في سياق حرب سياسية بين أصحاب هذه القنوات والجمهورية الإيرانية. والحال أن أغلب هذه الفيديوهات مفبركة أو تعود لحالات سابقة عن انتشار كورونا أو بسبب عوامل صحية أخرى أو مضخمة.

في المغرب، ردعت الإجراءات المتخذة من طرف المصالح المعنية، وخاصة إجراءات رئاسة النيابة العامة ووزارة الداخلية، عدد كبير من رواد ونشطاء المنصات الاجتماعية (ردعتهم) عن مشاركتها عبر حساباتهم وصفحاتهم الاجتماعية، لكن لم تفلح في منعهم من مشاركتها فيما بينهم أو عبر مجموعات في الوتساب خصوصا، وذلك من دون التحقق من صحتها، ومن صحة التعاليق المصاحبة لها ولا من الأثار الوخيمة التي يمكنهم أن يحدثوها من خلال مشاركتهم لها مع اصدقائهم؟

فقبل جائحة فيروس كورونا، كان مشهد سقوط مواطنين بالشوارع أحيانا والأسباب متعددة، بين من يغمى عليه بسبب الضغط أو بسبب مرضى مزمن أو العياء أو غيرها من الأسباب الأخرى، أمر عادي، ولم يكن تداول فيديوهات تلك الحالات، على قلتها، يثير اهتمام أحد، لكن اليوم الكل أصبح خبير ويتحدث على أن المغمى عليه مصاب بكورونا وكأنه أجرى له التحاليل اللازمة وتأكد من ذلك!!

تداول مثل هذه الفيديوهات قد يساهم في قتل أشخاص عن غير قصد، حيت أن الحديث عن كون كل من سقط أرضا هو مصاب حتما بكورونا قد يرعب المواطنين ويدفعهم إلى الفرار من كل من يسقط أرضا، حتى ولو كان مصاب بمرض أخر يعالج منه ويحتاج من يمكنه من تناول دوائه الموجود معه، أو من يقدم له اسعافات أولية قد تساعده في النجاة من موت يسببه له فيديو نشره جاهل بالحقيقة!!

اللحظة تتطلب الكثير من التريث وإعمال العقل وتغييب الحسابات السياسوية والإيديولوجية الضيقة، وعدم استغلال الفرصة من أجل تصفية الحسابات مع أية جهة كانت، رسمية أو غير رسمية، فالانتصار في الحرب على كورونا يتطلب تلاحما وتضامنا وتعاونا بين أبناء الوطن الواحد والبشرية جمعاء كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

3 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
مغربي
المعلق(ة)
17 مارس 2020 23:09

الخطير اننا نصدق لان لما تسمع صوت معربي او مغربية والمكان .في نظري المغاربة لازالوا يتلاعبون بارواحهم وارواح الناس لازالوا يضحكون ويلعبون في حين الامر خطير والله لم احس ابدا كما احسست من هدا الفيروس لشيء واحد انه سريع الانتشار مرت فيروسات ولم تحرك في شيئا الا هدا المصيبة هل هو عقاب من الله للعالم بسسب الظلم الدي يتعرض له البشر خصوصا المسلمين التعديب الجسدي والنفسي. القتل .
اللهم ان كان هدا الوباء من عند فلا تعدبنا به اللهم لا تعدبنا بدنوبنا ولا دنوب غيرنا .اللهم ان كان هدا الوباء من صنع البشر ويريد ايداء الناس به فاخده عندك واحفضنا منه.يارب العالمين وانت القادر عليه.
ايها الناس اكتروا من الدعاء والاحتياط الدعاء سبحان الدي لا يضر مع اسمه شيئ في الارض ولا في السماء

مهاجرة
المعلق(ة)
17 مارس 2020 16:19

بلا كورونا سيرو هير حدا باب مستشفى ابن سينا تشوفو العجب
راه الصحة في المغرب هشة

محمد بن دودة
المعلق(ة)
17 مارس 2020 15:15

على النيابة العامة أن تتحرك ،الظرف لا يحتمل التلاعب و نشر مقاطع و الاشاعات من بعض (الطفيليين) لان الوقت ليس للمزحة،وان تطبق عليهم اقصى العقوبات.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

3
0
أضف تعليقكx
()
x