2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

بعد خرجته الإعلامية الفردية قبل بضعة أيام يعلن فيها تبرعه براتب شهري لفائدة الصندوق الوطني لمحاربة آثار فيروس كورونا، الأمر الذي أثار استغراب زملائه باعتبار أن العملية جماعية أوكلت للوزارة الوصية مهمة الإعلان عنها، يطلع اليوم سفير المغرب في بولونيا، السيد عبد الرحمن عثمون، بإعلان جديد أثار جدلا وسجالا واسعين بين الهيئة الدبلوماسية المغربية.
في هذه الخرجة الفيسبوكية، يخبر السفير المذكور أنه قام بزيارة زميله السفير الإيطالي، المعتمد مثله لدى بولونيا، ليعرب له عن تضامن المغرب مع إيطاليا في المحنة التي تجتازها هذه الأخيرة من جراء وباء كورونا.
السؤال الأول الذي يطرح نفسه هنا هو بما أن السفراء المغاربة هم سفراء صاحب الجلالة ويتكلمون بإسم الدولة المغربية، فهل توصل السيد السفير بتعليمات رسمية من وزارة الخارجية للقاء زميله الإيطالي ليقوم بنشر موقفه التضامني مع الدولة الإيطالية كنشاط وموقف ديبلوماسي على الصفحة الرسمية للسفارة المغربية بصوفيا؟ فالدولة إن أرادت أن تعرب عن موقف رسمي فهي تعتمد على آلياتها التواصلية الخاصة بها عن طريق وزارة الشؤون الخارجية.
ثانيا، أن يقوم سفيرنا بزيارة زميله الإيطالي فلا عيب في ذلك، ولكن أن يعبر عن موقف رسمي لم تكلفه الدولة المغربية بالإعلان عنه، حسب معلوماتنا، فهو ما اعتبره بعض المتتبعين تجاوزا من السفير لاختصاصاته الحصرية، ولا يمكن تبريره بوضعه العائلي الإيطالي. فالسيد عثمون هو معتمد لدى بولونيا، وكل تصرفاته وأقواله وإعلاناته يجب أن تنحصر في نطاق الدولة المعتمد لديها حصريا حسب الأعراف الدبلوماسية.