لماذا وإلى أين ؟

مبروكي يكشف كيفية تحويل الخوف من “كورونا” إلى أمر إيجابي (حوار)

يعيش المغاربة كباقي بلدان العالم جائحة “كوفيد19″، حيث اضطر  إلى إغلاق حدوده مع باقي البلدان وتطبيق الحجر الصحي وإعلان حالة الطوارئ الصحية لتفادي انتشار الفيروس الذي أصاب حول العالم قرابة 600 ألف شخص ووفاة أزيد من 24 ألف آخرين، إلا أن هذا الوضع الجديد خلف أو قد يخلف آثارا سلبية على نفسية المحجورين، ومن بينهم المغاربة من ناحية أن حياتهم العادية قد توقفت وأصبح عليهم المكوث في البيت طوال الوقت وطوال فترة الطوارئ التي ستمتد إلى غاية 20 أبريل، ومن ناحية أخرى الخوف من تفشي الفيروس الذي أصاب 275 شخصا في المغرب، فيما تسبب في وفاة 10 أشخاص وتعافي 8 آخرين، إلى حدود كتابة هذه الأسطر.

وعلاقة بالموضوع، تواصلت “آشكاين” مع الخبير في التحليل النفسي الدكتور جواد مبروكي للإجابة على بعض الإستفسارات فيما يتعلق بالآثار السلبية للوباء على نفسية المغاربة.

العديد من المغاربة بدأوا  يشكون من الوضع الذي نعيشه بسبب وباء كورونا، مبرزين أنه يؤثر على نفسيتهم، هل الأمر يمكن اعتباره عاديا من منظور علم النفس؟

 بطبيعة الحال هذا أمر لا بد منه و “طبيعي” (أفضل من عادي) لأن تكويننا الانساني وكذلك الحيواني يُنتج أو يصنع فطريا مشاعر الخوف أمام أي وضع في خطر على حياتنا لكي نقوم بما هو واجب علينا لحماية حياتنا وكياننا. ولما أتحدث عن المشاعر أريد أن أقول أن ليس لدينا سلطة عليها بل تُفرض علينا، مثلا إذا وجدت نفسي أمام شخص بسلاح أبيض فطريا تنطلق مشاعر الخوف وتزيد دقات القلب ويرتفع تركيزي بكل الحواس على الشخص الذي يشكل خطرا علي وينطلق فكري في نفس الحين لوجود حلول لانقاد حياتي.

الآن نرى أن كورونا تشكل خطرا واقعيا على الانسان في كل أرجاء العالم ونرى عدد الموتى وخصوصا أن هذا الوباء يصيب الغني والقوي والفقير والضعيف ولا شأن له بالشريحة التي ينتمي إليها الضحايا.

الأمر أصبح خطيرا ونعلم أن كورونا سوف تدق أبواب أجسادنا وكأنها ملك الموت يأتيك بغتة.

إذن الخوف هو أمر “طبيعي” والخوف هو من الميكانيزمات النفسية المهمة قصد وجود حلول للنجاة من الخطر وأغتنم الفرصة للالحاح على أن الحل الحالي للنجاة من شبح الكورونا هو المكوث في المنزل وغسل اليدين بالصابون مدة 30 ثانية وكل 30 دقيقة وحتى في بيوتنا لأن كورونا هو ربما يوجد داخل بيوتنا.

كيف في نظركم يمكن تجاوز هذا الوضع، علما بأن الحجر الصحي المنزلي يشبهه الكثيرون بالسجن؟

هو الاعتراف بأن الشعور بالخوف ليس ضعفا بل أمرا طبيعيا وغريزيا ويجب أن نحمي أنفسنا بتطبيق أوامر المنظمة الصحية العالمية والسلطات الصحية المغربية. ولهذا وربما من دور الاعلام أن يشارك في تحسيس المغاربة على ايجاد “معنى” لحجرهم الطبي. والمعنى الذي بإمكاننا أخذه هو أن المكوث في البيت ليس سجنا بل مشاركة في حرب ضد الكورونا، إننا كلنا جنود نقوم بدورنا العسكري الوطني من داخل بيوتنا ونساهم في العملية العسكرية العالمية ضد الكورونا.

بل يجب أن نفتخر بأنفسنا بالقيام بالواجب الوطني بمكوثنا في بيوتنا التي تحولت الى ثكنة عسكرية وانطلاقا منها نحارب العدو الكوروني. لابد أن نقوي الحس بالانتماء إلى المجتمع مع تقوية الوعي الجماعي ونتضامن بالمكوث في البيوت.

إذا أمكن بعض النصائح التي من شأنها التخفيف على الناس الوضع الذي يعيشونه، وبعض الأنشطة الممكن القيام بها خلال فترة حالة الطوارئ ؟ 

هناك الكثير من الأنشطة والمواد التي يجب أن تصل إلى العائلات المغربية لمساعدتهم على تغيير نظام الحياة أثناء أداء هذا الواجب الوطني والإنساني والعالمي أي الحجر الصحي.

ولهذا قررت منذ بعض أيام تسجيل حلقات فيديو يوميا أعرض فيها نشاط عائلي قصد التخفيف من الخوف وتقوية العلاقات بين أفراد العائلة وتعلم العيش على التعايش داخل البيت، ومن بين أهم الأنشطة التي يمكن القيام بها داخل الأسرة خلال هذه الفترة تتمثل بالأساس في تقوية الترابط العائلي عن طريق سرد قصص تعارف الأباء وزواجهم لأبنائهم، والحديث عن شجرة العائلة أو الاستماع إلى الأبناء والتعرف عليهم أكثر من خلال أنشطة ترفيهية، مع تقليل ساعات مشاهدة كثرة الأخبار عن “كورونا” وتعويضها بعروض عن الوقاية من الأمراض وتاريخ الأوبئة وكذلك التطرق إلى الحديث عن فن الطبخ والأكلات التي تقوي المناعة كون أن المطبخ مهم في حياتنا خصوصا في هذه الظرفية.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x