لماذا وإلى أين ؟

زين الدين: مغرب ما بعد كورونا صعب سياسيا وهذا ما يتطلب القيام به

آشكاين/محمد دنيا

يتفق المحللين السياسيين والإقتصاديين والإجتماعيين، على أن مغرب ما بعد فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، لن يكون هو مغرب ما قبل هذا الوباء، وذلك من خلال مجموعة من التغيرات التي أحدثها هذا المرض على البنيات الإجتماعية والإقتصادية والسياسية، ليس في المغرب فقط، وإنما في عدد هام من دول العالم، خصوصا التي فشلت في خنق هذا الوباء العالمي ومنعه من الإنتشار.

في هذا الإطار، قال أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء؛ محمد زين الدين، إن “المغرب ليس بمنأى عن الضغوطات، التي سببها فيروس كورونا للعالم على كافة الأصعدة الإقتصادية منها والإجتماعية”، مردفا أن ذلك “سيكون له تداعيات كبيرة جدا على مغرب ما بعد كورونا، على المستوى الإقتصادي والإجتماعي، الأمر الذي يتطلب إعادة النظر في كيفية التعاطي مع الشأن السياسي في المغرب، عبر منظور أكثر احترافية وواقعية وفاعلية”.

وأوضح زين الدين؛ في تصريحه لـ”آشكاين”، أن هذه “الأزمة تتطلب حكومة قادرة على تدبير المرحلة، بنفس إحترافي وبواقعية سياسية أكبر، ودرجة كبيرة من الإنسجام بين مكوناتها”، مشيرا إلى أن “الوباء سيخلف مشكلا كبيرا مع ندرة الموارد الإقتصادية بالمغرب، خاصة أنه لا يتوفر على الإمكانيات الإقتصادية الكبيرة، من أجل مواجهة تداعيات الوباء؛ وبالتالي فمن الصعب تدبير مرحلة ما بعد فيروس كورونا في المغرب”.

وأكد المتحدث، أنه “على المستوى الإجتماعي؛ أقدمت الحكومة على اتخاذ تدابير مؤقتة، من قبيل دعم الفئات المُعوزة وصرف مبلغ 2000 درهم للمسجلين في صندوق الضمان الإجتماعي”، متسائلا “لكن إلى متى ستتحمل الدولة هذا العبء؟”، مُستدركا “هذا يتطلب حكومة أكثر احترافية وأكثر واقعية وأكثر انسجاما في التعاطي مع هذه الأزمة، التي سترخي بظلالها على كافة المجالات”.

وشدَّد زين الدين، على أنه “بعد هذه الأزمة، يجب إعطاء أهمية قصوى للمجالات الحيوية، من قبيل الصحة والتعليم والأمن؛ التي كانت في الواجهة الأمامية للأحداث خلال الأزمة”، مضيفا أن ذلك “يفرض على الفاعل السياسي إعادة النظر في تعاطيه مع هذه القطاعات الحيوية، كما يفرض على مكونات الحكومة المزيد من الإنسجام، رغم أنه إلى حدود اللحظة؛ أبانت على نوع من الإنسجام والفاعلية”.

وخلص أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية، إلى أن “الفاعل السياسي أبان خلال هذه المرحلة على روح المواطنة، ونجح في وضع الخلافات السياسوية والحزبية جانبا؛ إستحضارا لمصلحة الوطنة”، مسترسلا “لكن بعد أزمة كورونا هذه؛ يُستلزم مجهود أكبر من طرف الحكومة والفاعلين السياسيين، لأن الوضع صعب جدا”، وفق تعبير المتحدث.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x