لماذا وإلى أين ؟

وضع استراتيجيات آنية ومستقبلية لمحاربة فيروس كورونا   “كوفيد-19”

مصطفى طه

لقد أصبحت الصحة العالمية مرة أخرى خلال هذه السنة، قضية جوهرية لدى الرأي العام الدولي، حيث تأهبت جميع الشعوب، لمكافحة فيروس كورونا “كوفيد-19” المعدي.

بإذن الله، مع انتهاء القضاء على هذا الفيروس، يجب على المنتظم الصحي الدولي، أن يركز على ضمان الالتزامات السياسية الضرورية، للحفاظ على البرمجة والتنسيق الصحي العالميين، لأنها تعتبر منظومة واقعية ونموذجية، للقضاء على الأمراض المعدية في المستقبل.

مند ظهور هذا الفيروس، بجمهورية الصين الشعبية، انتشر هذا المرض بشكل كبير ومهول، ومع مرور الأيام، تم التصدي له نتيجة لذلك، انخفض عدد الأشخاص الذين يموتون بسببه، في حين انخفضت نسبة الإصابات الجديدة، في العديد من الدول الأكثر تضررا من هذه الجائحة، لهذا يمكن تفعيل عمل كبير، للسيطرة على فيروس كورونا، الذي يشكل عبئا ثقيلا على شعوب العالم، من الناحية الاقتصادية والاجتماعية، خاصة على البلدان، ذات الدخل المحدود والمتوسط.

من أجل نهج سياسة محاربة فيروس كورونا المعدي، يجب التركيز على تحقيق أهداف سكان العالم، التي تدعو إلى إيجاد لقاح مضاد لهذا الوباء المستجد، لهذا ينبغي أن تشمل البرامج المتخذة في هذا النطاق، عدة تدابير ميدانية، لمراقبة حالات الأمراض المزمنة، وكذلك مرضى ارتفاع ضغط الدم، التي تم تشخيصها وعلاجها، ومعرفة معدل الذين يخضعون للعلاج، والذين استطاعوا التغلب بنجاح على هذا الضغط، ومستوى العلاج المطلوب، للحد من نسبة الوفيات.

الجهود المبذولة من طرف بعض الدول الكبرى، كالولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا، الهادفة الى الوصول إلى لقاح مضاد، لمكافحة  فيروس كورونا، ستعرف الأيام القليلة المقبلة، تقدما ملحوظا، نتيجة للدعم الكبير والقوي، والتعاون بين الشعوب، الذي أعاد تشكيل الأسواق في المستقبل القريب، لبرامج التشخيص والعلاج، من خلال معرفة الدواء المناسب واللازم، وتجميع الطلبات، وتعزيز المنافسة، بالإضافة إلى الدعوة المكثفة والمسترسلة، التي ستمكن صناع القرار السياسي العالمي، ومقدمو الخدمات، من ضمان كفاءة السوق، وذلك من أجل السماح مستقبلا، وفورات الكم للممولين بالانتقال من الحلول ذات الكميات الكبيرة والهامش المرتفع، إلى نماذج ذات الحجم الكبير والهامش المنخفض، لتخفيض تكلفة هذا اللقاح المستقبلي.

الهدف من هذه الخطوات الإنسانية الصحية، التحكم المباشر في فيروس كورونا المعدي، لضمان وصول المرضى إلى الدواء بيسر، وبأثمنة معقولة، ومن أجل محاربة هذا الداء، يجب تعزيز شركات استراتيجية، على المدى القريب جدا، لتوسيع التغطية الصحية الشاملة.

لهذا يجب على بلدنا الحبيب المغرب، تعزيز استثماراته، في النظم الصحية، لمكافحة جميع الأمراض المعدية والغير المعدية، وتوفير الموارد البشرية الطبية الكافية، ووضع الاستراتيجيات الفعالة، على المدى القريب والمتوسط والطويل، وإشراك جميع الفعاليات المدنية والمنظمات الحقوقية المغربية، وتوجيه البرمجة الصحية بشكل صحيح، والزيادة من الوقاية والرعاية الضرورية واللازمة، وكذلك التوجيهات التحسيسية الميدانية، والأهم من ذلك، إذا نهجنا نفس خطة محاربة مرض السل، لن تكون هناك حاجة إلى المزيد من بدل أي جهد مجاني، للقيام بهذا العمل مستقبلا.

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين و إنما تعبر عن رأي صاحبها حصرا.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x