لماذا وإلى أين ؟

هل أصابت كورونا “البام” حتى أصبح ينشر مذكرات “البيجيدي”

من غرائب الممارسة السياسية، أن نجد الموقع الإلكتروني لحزب ما، وهو لسان حاله، يقوم بدعاية لحزب أخر يعتبر غريما له وينشر مذكراته الموجه لقواعده، وهي خاصية مغربية في زمن كورونا .

الواقعة حدثت بين حزبين كان إلى حدود الأمس القريب يعتبران بعضهما خطا أحمرا، ولم يتركا من التهم والشيطنة ما لم ينعتا ويتهما بعضهما به، قبل أن ينقلب كل شيء بين عشية وضحاها ويصبحا سمنا على عسل، والأمر هنا يتعلق بحزب “الأصالة والمعاصرة” وحزب “العدالة والتنمية”، الأول ثاني حزب من حيت عدد المقاعد النيابية، ويتموقع في المعارضة، والثاني أول حزب في المغرب من حيث المقاعد النيابية، وهو القائد للحكومة.

معلوما أن القاعد تقول “في السياس ليس هناك عداوة دائمة ولا صداقة دائمة وإنما هناك مصالح دائمة”، وليس عيبا أن يصبح حزبان حليفان بعدما كانا عدوان لكن؛ احتراما لقواعدهما ولمن وضع ثقتها فيهما من الناخبين، ألم يكن عليهما تقديم قراءة نقدية تبين ما الذي تغير حتى يصبح أحدهما يقوم بالدعاية للأخر ونشر مذكراته على موقعه الرسمي؟؟

فمن يطالع عنوان : “المصباح يدعو قواعده إلى التقيد الصارم بالإجراءات الصحية وبالمنطق التشاركي مع الهيئات والمؤسسات”، قد يعتقد أن الأمر يتعلق بعنوان صحفي منشور على الموقع الإلكتروني لـ”المصباح”، أو بأحد المنابر الإعلامية غير الحزبية، لكنه لن يعتقد أبدا أن هذا العنوان هو لمذكرة تخصر حزب “البيجيدي”، منشورة على موقع حزب “الجرار”، وقد لا يصدق ذلك ويضن أن هذا الموقع الذي يعتبر ناطقا باسم الحزب المذكور قد تم اختراقه ووضع هذه المادة الخبرية عليه !!!

جميل تخليق الحياة السياسية لكن الأجمل الوضوح مع القواعد الحزبية والناخبين ، فتميع الحياة السياسية والتعاطي بعبث مع التنافس الحزبي قد يُنفر الكثيرين من هذه اللعبة ويأزم وضع المشهد السياسي أكثر مما هو عليه.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

2 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
احمد
المعلق(ة)
15 أبريل 2020 18:23

اذل هدا على شئ فإنما يذل على استحمار الدكاكين السياسية للمواطن المغربي. ومن صوت لهم فهو فعلا حمار لا قيمة له

محمد بن دودة
المعلق(ة)
2 أبريل 2020 17:08

المرحلة ليست تسجيل “النقط” او الزيادات،بل التعاون وتكاثف الجهود ،لتجاوز هذه المرحلة العصيبة التي تمر بها المملكة ،على كل حال وإن اختلفوا أو تنافروا لأقصى حد فهم جميعاً مغاربة و انتظام الخلاف شيئ إيجابي لأنهم يعلمون جد اليقين بأن كلا الحزبين يحتلون المراتب الاولى في المشهد السياسي المغربي في الانتخابات الأخيرة يعني كثلتين لا يستهان بهما .حفظ الله المملكة.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x