لماذا وإلى أين ؟

هل سيكون اليمين المتطرف الاوروبي هو الخاسر الاكبر في حرب كورونا….؟

اصبحت خرجات اليمين المتطرف الاوروبي خجولة سواء في الاعلام الرسمي او منصات الفايسبوك و التويتر مقارنة مع قبل زمن كورونا…و هي خرجات فقط من اجل تأكيد الحضور على الساحة ليس إلا….

لكن حرب كورونا التي أدخلت أكثر من نصف سكان الأرض لمنازلهم…قد حرمت بذلك كبريات الشركات من اليد العاملة خاصة في ميادين الفلاحة و الصناعات الغذائية و الخدمات…كما أنها ستغير من الهرم السكاني لأوروبا…

وهو ما  سيجعل اليمين المتطرف الاوروبي يفقد احد اهم أوراقه السياسية و الانتخابية اي الهجرة و المهاجرين…

و  سيضع بذلك اليمين المتطرف في مواجهة كونفدراليات و فيدراليات أرباب العمل لمختلف القطاعات بأوروبا …المحتاجة لليد العاملة بما فيها المهاجرين..

فالوضع الآن يشبه فيلم A Day  wothout a Mexican ” يوم بدون ميكسيكيين ” للمخرج سيرجو اراو سنة 2004… حيث مزارع الطماطم و الزيتون و التفاح و الفراولة تحتاج لعمال فلاحة ، و حيث قطاع السياحة و الخدمات يفتقد للعديد من عماله في مجالات معينة ، وحيث معامل التركيب الصناعي تفتقر الى يد عاملة تقنية ، و حيث دور العجزة بدون مرافقين و ممرضين…وحيث…و حيث…

فما بعد زمن كورونا سيفضح أطروحة اليمين المتطرف بان المهاجر هو من يهدد و  يسرق فرص شغل المواطن الاوروبي..

فمن سيجني اذن محاصيل الطماطم والفراولة و غيرها و  يسكن البيوت البلاستيكية و من سيسهر على عجائز اوروبا…؟ و من سينقل البضائع و يتخد من الشاحنات مسكنه…؟ و من…ومن…؟

اليمين المتطرف سيخسر اكيد معركة كسر العظام مع الباترونا الاوروبية و ستتقوى حقوق المهاجرين بمساندة النقابات العمالية و الجمعيات و المنظمات الحقوقية…

و ستفتح آفاق اكثر رحابة للمهاجرين في مناصب ارقى و أقوى ليس بنسب اليوم الضعيفة ، بل بنسب توازي قوة المهاجرين النوعية و كفاءاتهم التقنية و العلمية  و الفكرية في كل دول أوروبا….

قد لا نبالغ بهذا القول ،  و لكن نحاول ان نقرأ الواقع بايجابية أكثر…لذلك نتوقع أن يكون اليمين المتطرف الاوروبي احد اكبر  الخاسرين في حرب كورونا.. لعدم توفرهم على تصور واقعي لسياسات عمومية واقعية…بعيدا عن الشعبوية و الاخبار الزائفة….

وهو ما يعني ضرورة  إعادة ترتيب اولويات مرحلة ما بعد زمن كورونا…التي تعني بدورها إعادة ترتيب اولويات الناخب الاوروبي ايضا…

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين و إنما تعبر عن رأي صاحبها حصرا.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x