لماذا وإلى أين ؟

مندوب الصحة بميدلت: هكذا نُحصن الإقليم من كورونا (صور)

وضع فيروس كورونا مسؤولي الصحة والسلطات المحلية في إقليم ميدلت على المحك، بعدما أصاب إلى غاية الآن 46 شخصا في مدينة الريش، بل وصل إلى دوايرها النائية المعزولة، وهو ما يُصعب المهمة، إلا أنه مع ذلك تبقى الرقعة المصابة محصورة ويرتفع عدد المتعافين يوما بعد آخر ولم تُسجل أية حالة وفاة. ويرجع الفضل إلى التدابير الاحترازية والتفاعلية بين جميع السلطات، والتي يشكف عنها في هذه الحوار المندوب الإقليمي للصحة حسن بوزيان.

بداية، أين وصلت الحصيلة إلى حدود مساء اليوم (الاثنين 20 أبريل) في إقليم ميدلت التابع لجهة درعة تافيلالت التي فاقت فيها الحالات المؤكدة 154 إلى غاية الآن؟
إلى حدود اللحظة التي نتلكم فيها وصل الرقم إلى 46 حالة مؤكدة، 12 حالة شفاء بعد تعافي 3 حالات أمس الاثنين، ودون تسجيل أي حالة وفاة الحمد لله، فيما يبلغ عدد التحاليل التي أجرينا 558 لحد الآن، من ضمنها 19 تحليلة أخذت من مدينة ميدلت والباقي من الريش ونواحيها، كما أننا ننتظر نتائج تحليل 33 عينة تم إرسالها للمختبر.

كيف تتعاملون مع الحالات المؤكدة؟
عندما يتأكد لنا إصابة شخص بالفيروس نتسابق حينها مع الزمن للبحث عن مخالطيه، كخطوة أولى، إذ نجري اجتماعا للبحث عنهم. ونسافر إلى الريش حيث يتواجد جل المخالطين للاجتماع أيضا مع الطاقم الطبي هناك، ونعد لائحة المعنيين بتنسيق تام مع السلطات الإقليمية التي تعرض بدورها نتائج بحثها المتزامن.

في السابق كنا نعتمد على معهد الصحة المتواجد في الرباط لإجراء التحاليل، لكن الآن نعتمد على المستشفى الجامعي في فاس، وهذا ما قلّص زمن انتظار النتائج.

إن جل المخالطين موجودون في الريش ودواوير في ضواحيها، تحديدا التابعة لدائرة أموكر، وقد تنقلت شخصيا بمعية الطاقم الطبي للبحث عن المخالطين، ونجري بحثا دقيقا عنهم وعن أصدقائهم والأماكن التي قصدوها. بعد ذلك يتم نقلهم عبر سيارات الإسعاف إلى فنادق المدينة حيث يخضعون للحجر الصحي في انتظار الكشف عن نتائج التحاليل. وفي حال التأكد من الإصابة ينتقل المصاب مباشرة إلى مستشفى مولاي على الشريف بالراشيدية، المُتفق عليه لاستقبال الحالات المصابة. ورغم التأكد من سلبية التحاليل فإن المعني يبقى معزولا لقطع الشك باليقين من سلامته.

وبشأن المتعافي نهائيا من كورونا، فإن سيارة الإسعاف تتنقل إليه إلى الراشيدية، لتُقله إلى ميدلت في بعض الفنادق تحت رعاية السلطات الإقليمية والصحية، وموازاة مع ذلك تكون الوحدات الطبية المتخصصة قد عقّمت منزله قبل التحاقه به.

ألا تُصعب طبيعة المنطقة الجبلية وعُزلة بعض الدواوير تنقلاتكم؟
بالفعل، الدواوير منتشرة ومتفرقة في منطقة جبلية، إلى درجة أننا نضطر للمشي ساعات للوصل إلى دوار معزول. أضف إلى هذا أننا نعمل كثيرا إلى غاية الساعات الأولى من الصباح، لأننا ننتظر إلى حين إرسال العينات المأخوذة إلى المختبر.. فمثلا كنا قد تنقلنا قبل أيام إلى جماعة أوتربات البعيدة جدا عن مدينة الريش لأخذ عينات 55 شخصا مشكوك فيهم، وقد استمرت العملية إلى غاية حلول الظلام… هذا الأمر يكلفنا مجهودا مضاعفا في الحقيقة، لكن في سبيل أن نحمي السكان يجب أن نفعل هذا ونقوم بواجبنا بكل تجرد ونكران للذات إلى غاية تخلص بلادنا من هذه الوباء اللعين.

 

ماذا عن الإجراءات المتخذة من طرف المندوبية والمديرية والسلطات المحلية؟
هناك إجراءات صارمة جدا في مداخل جميع المدن، التي تلعب دورا كبيرا في عمليات احتواء تفشي الفيروس، حيث تم نقل حالات من هذه النقط إلى الحجر الصحي في منازلها تحت مراقبة لجنة طبية متخصصة تابعة للمندوبية. وتتشدد الإجراءات مع القادمين من الجهات والمدن المصابة، إذ يُعرضون على الأطقم الطبية للتأكد من سلامتهم… وهذا ما جعل هذه المناطق آمنة.

قلتم إن عدد المشكوك في إصابتهم إلى غاية الآن 19 يوجدون في ميدلت، كيف تعرفتهم عليهم وكيف تتعاملون معهم؟
بعضهم اتصل بالجهات الصحية المختصة بعد شكه في حالته الصحية بعدما قدموا من خارج الإقليم، آنذاك ننتقل إلى المعني في منزله لنخضعه للفحص. كما أن هناك حالات شُك فيها عند المرور في نقط العبور.

كيف يتم هنا التنسيق بين أكثر من سلطة؟
لقد تم تشكيل لجنة لليقظة الإقليمية يترأسها السيد عامل صاحب الجلالة على الاقليم، وهذا ما يمكننا من التنسيق بشكل يومي، حيث تجرى اجتماعات واتصالات وتحركات، فأمس مثلا اجتمعنا مع عامل الإقليم لتدارس التدابير المتعلقة بنزلاء السجون لحمايتهم من الفيروس. كما نتفاعل مع أي مستجد وطارئ.

ماذا عن وضعية السياح الأمريكيين والفرنسيين الموجودين في مدينة ميدلت؟
نُحيطهم بكامل العناية، وهو ممتنون بهذا وفرحون بالأمن والأمان الذي وجدوه في المدينة. لقد تنقلنا إليهم للمرة الثانية للوقوف على حالتهم الصحية وأجرينا لهم فحوصات طبية، سواء لحمايتهم من وباء كورونا أو لعلاجهم من حالاتهم الصحية.

هذه العناية لا تتعلق فقط بالسياح، بل إن السلطات المعنية التفتت إلى نزلاء دار العجزة في ميدلت، والتي تحتضن حوالي 20 شخصا، حيث تلقى مستخدموها تعليمات ونصائح للعناية بهم، إضافة إلى المتشردين الذي يتلقون أيضا الرعاية الصحية حيث تم نقل أحدهم إلى دار العجزة، وهذا كلها بفضل تظافر جهود الجميع، من درك وشرطة وسلطات محلية واامديرية الجهوية للصحة، إلى جانب الأطقم الطبية التي تقف في الصف الأمامي لحماية الإقليم في إطار الحرب التي تشنها بلادنا على هذه الجائحة.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x