لماذا وإلى أين ؟

هل يؤدي اعتقال آلاف الخارقين للحظر إلى ظهور بؤر وبائية جديدة؟

تظهر حصيلة عمليات الأجهزة الأمنية حيال خارقي حالة الطوارئ الصحية، أنها تقوم بعمل كبير ومحمود لا شك في أنه ساهم في ردع كل من لا يؤمن بأن بقاءه في مسكنه هو مأمنٌ له ولأسرته ومحيطه.. إذ بلغ عدد الموقوفين خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية 3795 شخصا، تم إيداع 1910 منهم تحت الحراسة النظرية، ليكون المُجمل هو 72.685 شخصا، بينهم 38.842 تم وضعهم رهن تدابير الحراسة النظرية وتقديمهم أمام النيابة العامة.

لكن، ألا تؤدي هذه الاعتقالات في حد ذاتها إلى تشكيل تجمعاتٍ جديدة، حين يقبعون في مراكز الحراسة النظرية أو السجون؟ إذ يفرض علينا هذا الفيروس اللعين تجنب أي تجمع وتزاحم لكي لا ينتشر، وبالتالي حين يجتمع الموقوفون تزداد حدة الخطر المحذق بهم، خصوصا أنهم يبقون جنبا إلى جنب من 24 إلى 48 ساعة قبل الحسم في أمر سجنهم أو إطلاق سراحهم، فنحن نتحدث هنا عن أزيد من 38 ألفا وضعوا رهن الحراسة النظرية منذ إعلان حالة الطوارئ، بغض النظر عن مصيرهم في ما بعد.

كما أن توقيفهم ونقلهم عبر سيارات الشرطة يشكل تهديدا على حياتهم وحياة موظفي الشرطة والسلطات المحلية، إذ من لحظة ركوب الموقوفين إلى غاية وصولهم مخفر الشرطة قد ينتقل الفيروس بطريقة أو بأخرى. والأرقام سجلت إصابة عدد كبير من رجال الأمن به منذ حالة الطوارئ، فواجبهم الوطني يجعلهم عرضة للخطر لأنهم في احتكاك دائم مع الأشخاص، ورغم وضعهم الكمامة فإن الظروف التي ينقل فيها الموقوفين لا تسمح باحترام مسافة الأمان بما يجعلهم معرضين لاحتمال الإصابة ونقل العدوى.

ونبه عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، إلى تحول مخافر الشرطة، لا قدر الله، إلى بؤر وبائية بسبب الأعداد الكبيرة للموقوفين. مستحضرين تحول سجون ومعامل إلى بؤر وبائية، والمخافر لا تختلف كثيرا عنها.

وهو ما يطرح السؤال هل هناك تدابير احترازية توازي عمليات التوقيف هذه بما يمكن من حماية الجميع؟ ألم يكن من الأجدر تطبيق عقوبات أخرى غير الاعتقال لمخالفي الحظر الصحي؟ لماذا لم يتم الاقتداء ببعض التجارب الأوربية التي لا تعتمد مقاربة الاعتقال كأولوية لمن لا يلتزمون بمقتضيات حالة الطوارئ الصحية، وتنهج مقاربة أخرى تعتمد أساسا على الغرامات والعقوبات البديلة؟

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
الوزاني
المعلق(ة)
29 أبريل 2020 06:39

كون دارو عي 200 درهم لكا شدة كون منو ااصندوق يعمر منو بنادم يحشم

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x