2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

احتفالات عيد العمال لهذه السنة، ليست كسابقاتها، حيث تكتسي طابعا خاصا، في ظل تفشي جائحة “كوفيد19” التي يشهدها العالم، والتي فرضت حالة طوارئ صحية حالت دون الخروج للتظاهر وتنظيم مهرجانات خطابية والاحتجاج على قرارات الحكومة فيما يخص قضايا الشغيلة وحقوقها.
“كوفيد19” غير الكثير من عادات سكان العالم، وجعلته ينهج استراتيجيات جديدة للتواصل واستمرار العمل في ظل التباعد الاجتماعي، حيث باتت معظم اللقاءات والندوات والاجتماعات تنظم من خلال منصات التواصل الاجتماعي أو عن طريق تطبيقات الاجتماع عن بعد، وكذلك الحال للنقابات التي لم تجد من تجديد نضالها وتأكيد استمرارية دفاعها عن حقوق الشغيلة، بدا سوى الاحتفال عن بعد ومن داخل المنازل.
وفي هذا الصدد، أورد الكاتب العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، النعم ميارة، أن احتفالات فاتح ماي هذه السنة لها طابع خاص نظرا لتفشي جائحة “كوفيد19″، مبرزا أنه وبالرغم من حالة الطوارئ الصحية إلا أن النقابة لا تزال متشبتة بنضالاتها لكن الأولويات تغيرت ليصبح التضامن للخروج من الأزمة سيد المواقف.
وأوضح ميارة في تصريح لـ “آشكاين” أن النقابة كباقي النقابات الأخرى تحتفل عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعيد العمال من خلال صفحتها على الفايسبوك واليوتيوب وذلك تحت شعار “نبقاو متضامنين”، إيمانا بالمسؤولية الوطنية التي على عاتق المركزيات النقابية المتعلقة أساسا بالجانب التضامني وجانب الحس الوطني التي طالما دافعت عنها النقابات لا في فترة الحماية ولا في فترة الاحتلال أو حتى ما بعد الاستقلال.
وبالرغم من ذلك، يضيف النقابي، أنه وجب التحدث عن الإخفاقات الحكومية خاصة فيما يتعلق بتنزيل مجموعة أو غالبية بنود اتفاق 25 أبريل 2019، ولا كذلك في ظل الجائحة التي صاحبتها فقدان العديد من مناصب الشغل والشركات التي ستُغلق أبوابها وكذا الأزمة الاقتصادية ما بعد هذه الجائحة.
وأكد ميارة على أن النقابة اليوم تركز على حماية سلامة العمال والعاملات داخل المصانع والشركات، الذين لا يمكن أن يشتغلوا في ظروف غير صحية تفتقر إلى شروط السلامة الصحية، مشددا على أن كيفية الحفاظ على سلامة هؤلاء الأشخاص من أجل استمرار الدينامية الاقتصادية، هو الطابع الطاغي على احتفالات النقابة إلى جانب التضامن لمواجهة الأزمة.
ويرى ذات المتحدث أن هناك أمور أخرى وملفات شائكة سيتطرق إليها “الاتحاد العام للشغالين بالمغرب” حينما تنتهي هذه الأزمة، مستطردا “في هذه الظرفية الحالية وجب على المغاربة المكوت ببيوتهم لأنه الدواء الوحيد للتصدي لانتشار الفيروس إلى جانب العمل بتعليمات وزارة الصحة”.
ومن جهته، قال الكاتب العام للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، عبد القادر الزاير، إن النقابة كانت بين خيارين إثنين، أن تخلد ذكرى عيد العمال بطريقة غير معتادة أو تتخلى عن الاحتفال، نظرا لهذه الظرفية، لكن في الآخير ارتأت أن لا تفوت هذه الفرصة وتمكين جميع مناضليها من المشاركة في احتفال خاص عن طريق العالم الافتراضي.
واعتبر الزاير في حديثه لـ “آشكاين” أن جائحة “كوفيد19” أرغمت العديد من البلدان على نهج استراتيجية جديدة للتواصل عن بعد، وكذلك النقابة حرصت على التحضير لعيد الشغل هذا العام ببرنامج يتماشى مع الظرفية الراهنة بدءا من كلمة المكتب التنفيذي التي بتث على الساعة 12.00 على صفحة الكونفدرالية بالفايسبوك.
وتابع المتحدث بالقول إن “من بين القضايا التي تتطرق إليها ذكرى فاتح ماي هذه السنة هي ظروف انعقاد هذه الاحتفالات والوضع الحقوقي والاجتماعي دوليا ووطنيا، على اعتبار أن فاتح ماي ذكرى عالمية وكذلك الأوضاع الناتجة عن جائحة كورونا تهم المغاربة وباقي سكان العالم.
وأكد الزاير أن الوضع الذي يعيشه المغرب اليوم جاء نتيجة الرأسمالية التي طالما تجاهلت وتتجاهل الوضع الاجتماعي الذي له تأثيره، وبالتالي، يضيف المتحدث، أن هذا التجاهل يخلق دولة غير اجتماعية، بالرغم من أن اليد العاملة هي قوة منتجة ومستهلكة في نفس الوقت ووجب النهوض بأوضاعها وحقوقها لتوفير كل شروط الوضع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي على حد سواء.