لماذا وإلى أين ؟

هل حاولت وزارة الصحة إنقاذ ماء وجه العثماني بتنكرها لـ”وثيقة” اليوبي؟

في الوقت الذي ينتظر فيه المغاربة قاطبة خطة واضحة من الحكومة من أجل الرفع من تدابير الحجر الصحي الذي يدخل شهره الثاني، سيما أنه لا تفصلنا عن 20 ماي، الموعد المحتمل لرفع الحجر الصحي،  إلا 12 يوما، خرج رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني مساء أمس الخميس بالقول إن حكومته ليس لها أي تصور بعد، اللهم سيناريوهات يتم تدارسها.

خرجة العثماني يوم أمس على القنوات التلفزية الرسمية أبانت على أن هناك خلل في تواصل القطاعات الحكومية فيما بينها، خاصة أنه لم يشر إلى وثيقة “خارطة الطريق لرفع الحجر الصحي” التي أنجزتها مديرية علم الأوبئة التابعة لوزارة الصحة والتي أكدت على أنه من المستحيل الإبقاء على الحجر إلى غاية انتهاء الجائحة وبالتالي قدمت سيناريوهات من شأنها تدبير المرحلة المقبلة والتحكم في الحالة الوبائية.

الوثيقة التي أعدها محمد اليوبي، مدير المديرية، تم التطرق إليها قبل ساعات من لقاء رئيس الحكومة، واعتمدت معطياتها على الحالة الوبائية منذ ظهور أول حالة مصابة بكوفيد19 بتاريخ 2 مارس إلى غاية 5 ماي، أي أن العثماني كان لديه الوقت الكافي للاطلاع على الوثيقة والحديث ولو عن جانب منها عوض القول على أنه لا يوجد أي تصور، إلا إذا كانت الحكومة عازمة على تمديد آخر للحجر الصحي.

ولكن الغريب في الأمر، أن الوثيقة بعد أن تم التطرق إليها من قبل المنابر الإخبارية يوم أمس، ورغم أنه استشهد ببعض ما جاء فيها عند حديثه عن دراسة كشفت أن الإجراءات التي اتخذها المغرب جنبته 200 وفاة يوميا، خرجت وزارة الصحة اليوم ببيان ذكرت فيه أن الوثيقة غير رسمية وأن الوزارة تعمل مع باقي القطاعات المعنية على تدارس خطة لرفع الحجر الصحي، دون أن تنفي صحة الوثيقة أو ما جاء فيها، فماذا تعني أن الوثيقة غير رسمية؟ والمفهوم أن المديرية وضعت خطة أو كما أسمتها خارطة طريق عددت فيها سيناريوهات قابلة للتنفيذ يمكن اعتمادها أو لا من قبل الحكومة.

فكلمة “غير رسمية” بدون أن تعلن عنها الوزارة فهي واضحة للعيان، لكن هذا لا يمنع على أن الوثيقة أنجزتها مؤسسة تابعة لوزارة الصحة والتي هي قطاع حكومي، أي مؤسسة رسمية، فما الحاجة لتبرير رسمية وثيقة من عدمها مادام الأمر برمته يتمحور حول سيناريوهات ممكن اتباعها ويمكن لا؟ فهل بهذا البيان تحاول الوزارة إنقاذ ماء وجه العثماني الذي بدا أن لا علم له بها خلال اللقاء التلفزيوني.

العثماني الذي اشتهر في وقت سابق بعبارة “مفخباريش” وجد نفسه في موقف حرج، بعدم اطلاعه على تصور وزارة الصحة التي هي تحت مسؤوليته، وهو ما جعل خرجته عبارة عن تقديم معطيات سبق التطرق إليها ولا تغني ولا تسمن ولا تشبع فضول الملايين من المغاربة الذين ربما انتظروا أن يأتي اللقاء بأجوبة شافية وكافية خصوصا فيما يخص الحجر الصحي علما أنه تبقى أقل من أسبوعين على رفعه.

فهل حاولت وزارة الصحة إنقاذ ماء وجه العثماني من خلال التنكر للوثيقة التي أعدتها مديرية علم الأوبئة التابعة لها، حتى لا يظهر أنه لا يعلم شيئا عنها، أم أن التصور الذي أعدته ذات المديرية سيتم التراجع عنه لأسباب لا يعلمها المغاربة؟

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

4 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
nash
المعلق(ة)
9 مايو 2020 02:00

للأسف الشديد ، العديد من المعلقين على قضية ” الحجر الصحي” يرددون كلاما باجترار ميكانيكي ليس إلا . يجب التعامل مع هذا الموضوع بشكل منطقي و عقلاني بعيدا عن العواطف . استمرار الحجر الصحي في المغرب سيزيد من معاناة شريحة عريضة لا تتوفر على مصدر رزق قار ، كما سيلحق اضرارا كبيرة بالإقتصاد الوطني . العديد من الدزل و المحسوبة على ما يصطلح على تسميتها ب” المتقدمة” فضلت إمساك العصى من الوسط و أ‘لنت عن رفع تدريجي للحجر الصحي مع اتخاذ تدابير وقائية و احترازية .
أنا متأكد، أن العديد من المغاربة في الوقت الراهن أصبح هاجسهم الأكبر هو توفير لقمة العيش حتى ولو عرضوا أنفسهم للإصابة بالوباء و الذي يعتبرون أهون من الجوع.

Mogo
المعلق(ة)
8 مايو 2020 21:56

التبعية للمستعمر لازالت تسيطر على عقول النسؤولين في البلدان النغرب العربي

المعزوزي
المعلق(ة)
8 مايو 2020 20:41

هاد السي العثماني…بزاف عليه يكون رئيس حكومة راه هاد البوست كبيييير عليه..يمشي يشارط في جامع في مسقط رأسه بسوس أحسن ليه..
رجل ليست له كارزمة ولا صفات رئيس حكومة منضبط و رزين و يُقدر المسؤولية الملقاة على عاتقه.
يتصرف بنزق و ليست له دراية بالعمل الحكومي… و كلامه المتسرع يوقعه في أخطاء فادحة…
من شاهد ندوته الصحافية أمس سيتضح له ما قلته في الرجل…كان شارداً و يغني خارج السرب وقال عدة أشياء لكي لا يقول شئ…
وفي نهاية الندوة يطلب من المواطنين أن يدعون له…
هل بالدعوات سنسيير هذا البلد..؟أظن لا…
التسيير يكون بالعمل الجاد و الإنسجام التام بين جميع مكونات الحكومة…
ماشي كلها يلغي بلغاه…

مواطن 1
المعلق(ة)
8 مايو 2020 19:19

هناك خطة مستنسخة عن فرنسا
لأنه يصعب إيجاد خطط للخروج من الحجر الصحي والكل متعطش.للخروج وتلك هي المصيبة.فاحذروا.يجب تغيير عدة سلوكيات في المجتمع المغربي ….
واش دخول الحمام مثل خروجه

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

4
0
أضف تعليقكx
()
x