2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

سجلت صادرات الغاز الطبيعي الجزائري نحو إسبانيا أدنى مستوى لها على مر التاريخ، كما تظهر ذلك الإحصائيات الرسمية الأخيرة التي نشرتها شركة كويس التي تدير احتياطيات المحروقات الإسبانية، بعدما كانت الجارة الشرقية المورد الإفريقي الرئيسي لإسبانيا من الغاز بفضل خطي أنابيب يربطان البلدين.
وشرعت إسبانيا في البحث عن بدائل للغاز الجزائري منذ مارس الماضي حينما استوردت هذه المادة من الولايات المتحدة وروسيا، عبر سفن شحن كانت تكاليفها أرخص من الاعتماد على خطي ميدغاز أو خط الأنابيب المغاربي الذي يمر عبر المغرب. وهو ما جعل أمريكا تصبح على رأس المصدرين لغازها نحو شبه الجزيرة الإيبرية إذ خلال الشهرين الماضيين ارتفعت مبيعاتها بنسبة 467 في المائة، فيما كانت روسيا في ثاني زبون قبل الجزائر التي انخفضت نسبة الاعتماد عليها بـ28 في المائة.
وهو ما يعني بحسب تحاليل الإحصائيات أن هذا سيؤثر على الجغرافيا السياسية والعلاقات الدبلوماسية بين هذه الدول.
وتسببت الأزمة التي تمر منها سوق النفط والغاز في العالم إلى تدني الأسعار وتضرر محطات التكرير الإسبانية، وهو ما جعل الشركات تتحرك لمراجعة جميع عقودها في مواجهة الانخفاض الحاد في الأسعار رغم أن ذلك سيدفعها إلى أداء غرامات لم تأبه لها، منها على الخصوص أكبر شركة غاز في إسبانيا التي باشرت مراجعة عقودها مع الجزائر.
وأوردت تقارير إعلامية إسبانية قراءات محللين وخبراء إسبان، أجمعوا على أن إنهاء الاعتماد على الغاز الجزائري أفضل سيناريو في ظل الأزمة العالمية، حيث قالت صحيفة “إنفورماثيون” أن “إسبانيا ظلت تابعة للجزائر منذ 30 سنة من التناقضات في ما يخص العقود ينضاف إلى ذلك عدم الاستقرار السياسي في الدولة الواقعة في شمال إفريقيا”، مشيرة إلى أن “القوة العظمى في أمريكا الشمالية 27 في المائة من واردات إسبانيا من الغاز الطبيعي بـ 7924 جيجاوات في الساعة، فيما انخفض شراء الهيدروكربونات من الجزائر بنسبة 38.4 في المائة.
البداية من حكومة بيدرو سانشيز.. والنهاية مع تبون
يقول الخبراء الإسبان إن هذا التغيير الذي يعتبرونه تاريخيا جاء مع حكومة بيدرو سانشيز التي باشرت تنظيم مصادر إمدادات النفط منذ يونيو 2018، وذلك عبر وضع خطة لزيادة الاعتماد على الواردات الأمريكية ومع إعادة تنشيط المشتريات من فنزويلا، حيث نتج عن ذلك تضاعف تدفقات الخام الفنزويلي بين أكتوبر 2018 ونفس الشهر من عام 2019 بحوالي زائد 561 في المائة، وفي حالة الولايات المتحدة ارتفعت بنسبة 58 في المائة على أساس سنوي، دائما وقفا لبيانات شركة “كوريس”.