“البام” على وقع انقسامات حادة تُهدد بتعطيل محرك “الجرار”

يعيش حزب الأصالة والمعاصرة على إيقاع كواليس وحرب داخلية تظهر معالمها شيئا فشيئا، تُنذر بحدوث انقسامات كبيرة يُرتب لها قياديون وبرلمانيون يدفعون بزملائهم إلى اختيار جهة دون أخرى لينضموا إليها، وذلك إما عبر رسائل ومجموعات في الواتساب أو اتصالات هاتفية يحاول أصحابها جذبهم وإقناعهم بضرورة التموقع لأن الحزب يدنو من انقسام يريده أصحابه أن يكون قبل حلول موعد الاستحقاقات المقبلة.

وشدد باميون، عبر تصريحات متطابقة لـ”آشكاين”، على أن هناك حرب تموقعاتٍ تجري الآن داخل الحزب، وهو ما أعاد بالنسبة إليهم “الجرار” إلى فترة الحرب الشرسة التي نشبت بين تياري “الشرعية” و”المستقبل” قبل انعقاد المؤتمر الرابع الذي انتخب عبد اللطيف وهبي خليفة لبنشماس.

وقد زكّت هذه الكواليس، تضيف مصادرنا، القرارات الأخيرة التي اتخذها عبد اللطيف وهبي،والتي اعتبروها متسرعة، على غرار استبعاد أمناء جهويين وطرد فريق الحزب في البرلمان محمد أبودرار ومعه سعيد العرصاوي مدير فريق البام بمجلس النواب وهو لسنوات في منصبه… وهي قرارات بحسبهم دفعت باميين إلى البحث عن توافقات واستقطابات فيما بينهم تقطع الطريق على ما يعتبرونه حربا يشنها وهبي ليس إلا لإنهاء تركة حكيم بنشماس وإلياس العماري، وهذا بحسبهم “يعيق أي تغيير منشود في الحزب”.

وقد بلورت قرارات الأمانة العامة فكرة لدى عدد من الأسماء يسعون من خلالها في الأخير إلى إنشاء حزب جديد، مقابل آخرين يحملون فكرة خلق حركة تصحيحية، أما فئة أخرى فتستعد لتغيير لونها السياسي والنزول من “الجرار” قبل الانتخابات، فيما عدد آخر اختاروا الحياد والتريث في الحسم.

إلا أن مبادرة المحلل السياسي أعميار عبد المطلب، والقاضية بتأسيس حزب جديد يخرج من رحم “الجرار”، هي التي حظيت بمواقفة عدد لا بأس به من البرلمانيين والقادة في الحزب، خصوصا أنه عبر عن هذه المبادرة في وثيقة، حيث اعتمدوا عليها لخلق “نقاش داخلي” سيفضي إلى مستجدات عما قريب تقول مصادرنا، التي ذكرت أن القيادي سمير بلفقيه، الذي اشتغل مع بنشماس والعماري، يمضي قدما في هذا الاتجاه أيضا، وقد يكون هناك تنسيق لتوحيد كل الجهود التي يبذلها الغاضبون.