لماذا وإلى أين ؟

هل تحول وهبي إلى خادم عند أخنوش؟

بعدما انتظر المغاربة أن تقوم قائمة لحزب “الأصالة والمعاصرة”، على يد الأمين العام الجديد، عبد الطيف وهبي، بعد الانتكاسة التي أصابته إثر خيبة أمله في احتلال المرتبة الأولى في الانتخابات التشريعية السابقة وما نتج عن ذلك من مغادرة إلياس العماري لقيادته، تحول الرئيس الجديد لهذا الحزب “خادما” لدى رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، عزيز أخنوش، وناطقا باسمه في صفقة غريبة، ويصعب توصيفها هل هي سياسية أم استشارية تواصلية باعتبار وهبي محاميا أيضا.

فلقد أصبح واضحا الآن أن السبب الحقيقي لإعفاء وهبي لرئيس فريقه النيابي محمد أبو درار لم يكن بسبب خلافات سياسية، وإنما كان بالأساس لترضية حزب الأحرار والتمهيد لعدم تزكية أبو درار للانتخابات المقبلة، لفسح المجال لترشح ذراع أخنوش الأيمن مصطفى بايتاس في الانتخابات الثشريعية المقبلة، باعتبار أبو درار منافسا قويا في الدائرة البرلمانية لسيدي ايفني وهي نفسها دائرة بايتاس.

كما أنه وخلافا لما عُهد على رؤساء الأحزاب والمسؤولين السياسيين والحكوميين والنقابيين، عندما يُطلب منهم تكذيب أو نفي واقعة ما تخص مسؤولا أخر، بطلب توجيه السؤال للمعني بالأمر، عمد وهبي إلى المسارعة لنفي خبر نشرته “آشكاين” عن معارضة أخنوش لأي نقاش حول تأميم مصفاة “لاسامير”، بل وراح يدافع عن “مول البومبا”، كما سماه سلف وهبي في قيادة “التراكتور”، دون أن يقدم ما يقنع بأن الواقعة لم تحدث. وما يثير الاستغراب أكثر هو أن وهبي، الذي أقام الدنيا وأقعدها من أجل الوصول إلى الكرسي الذي يجلس عليه في قمة “البام”، وانتقد بشدة في مناسبات كثيرة اخنوش، مستعملا كل الأسلحة، المشروعة والمحرمة سياسيا، تحول بين عشية وضحاها من المنتقد المهاجم الساعي لكشف العيوب السياسية والتدبيرية لأخنوش، إلى مدافع شرس عنه، ومبررا لمحاولاته حرمان الخزينة العامة من ملايير الدراهم، وهو ما يدفع إلى التسائل عما هو المقابل الذي تلقاه وهبي لتقديم هذه الخدمة وتسخير فمه لأكل الثوم بدلا عن أخنوش.

وهبي، ومند سيطرته على قيادة “الجرار”، عمل جاهدا على التودد لأحزاب سياسية، وعلى رأسها حزب العدالة والتنمية، وكأن حزبه لقيط منبوذا من طرف أقرانه بالساحة السياسية المغربية، ويسعى إلى كسب عطفهم لكي يجد له مكانا بينهم، ناسيا أو متناسيا أنه الحزب الذي يحتل الرتبة الثانية من حيت عدد المقاعد النيابية ويسير أغلبية جهات المغرب والعشرات من الجماعات الترابية، وغير مكترث أيضا لمشاعر قياديي الحزب ومنتخبيه ومناضليه وهم يشاهدون أمينهم العام يتحول إلى “سخار كاري حنكو” لدى رئيس حزب تحوم حوله شبهات باستغلال موقعه لخدمة مصالحه الاقتصادية، ويتهمه تقرير لجنة برلماية بتحقيق”ربح غير مشروع” لملايير الدراهم على حساب المواطن بعد تحرير سوق المحروقات.

وهبي الذي كان يتواصل يوميا بالصحافيين لانتقاد وتمرميد أخنوش، بمناسبة أو من دون مناسبة، هرول عند أول انتفاضة ضده داخل الحزب، إلى الاحتماء بنفوذ أخنوش، بعدما تأكد أن التودد للعثماني وإخوانه، لن ينفعه في لهفته للوصول إلى السلطة.

وختاما، في الوقت الذي كان ينتظر من رئيس البام أن يطلع الرأي العام على موقفه من مسألة تأميم أو إعادة تشغيل مصفاة لاسامير، لكون الدولة والمجتمع في حاجة ماسة إلى الحفاظ على الأمن الطاقي للبلاد، اكتفى وهبي بتقمص دور الناطق الأمين باسم أخنوش بالإسراع بنفي تصريح هذا الأخير حول الموضوع، أضف إلى ذالك التصفيات السياسية الأخيرة التي قام بها داخل البام والتي، برأي العديد من المراقبين، تصب في مصلحة الأحرار وتساعده على الحصول على مكاسب انتخابية قادمة، مما يوحي بتحول جذري في علاقة بام وهبي بأحرار أخنوش من خصم شرس إلى تابع موالي بدون إعلان بنود الاتفاق الجديد.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

3 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
علي
المعلق(ة)
30 مايو 2020 21:40

وهبي شخصية كارزماتية لكنه ليس شعبوي ويزن كلماته جيدا.
أريد فقط أن أذكر صاحب هذا المقال أنه تارة يتهم وهبي بالخضوع للعدالة والتنمية وها نحن نرى اتهامه بموالاة أخنوش العدو رقم 1 للبيجيدي حاليا.
لم تكن للبام أي فرصة قبل وهبي بل أن أمثال العماري يجعلون البيجيدي غير محتاج للقيام بعملية انتخابية أصلا، كما أن اجترار خطاب وممارسات البام السابقة سيؤدي إلى نفس النتائج.
العدالة والتنمية تظهر العداء لمن تخاشاه انتخابيا وقد ذكرهم بنكوران بالأسماء، فأخنوش كان مزيان وللى خايب بمجرد طموجه في رئاسة الحكومة.
لدي اقتراح عملي، بلا ما ضيعوا الوقت يجب على بعص الأحزاب أن تتحالف ومن يهاجم وهبي باسم الديموقراطية فإنه يثير الشفقة، أو أنه مكلف بمهمة.

المصباحي
المعلق(ة)
30 مايو 2020 21:19

فكير يجب توديح الحزب المي حتال المرتاب تاني المال وتزوير هوم اليوصله في واصل أم روتب اليكن ياكون فيه هي روتاب الخميس ؤ ساديس أم بنيسب الي وهاب راه موحم كيبع الماتش بي أبخس الاتمان كان يبحت علي المنصيب الي ينسب معايقل حت علي واحيد وحت صادق المقرب الي وصالو الهد المنصيب أسيد احمد الادريس

كريم
المعلق(ة)
30 مايو 2020 21:05

عملية استرزاق سياسية و مادية بامتياز….. مول الشكارة هو الغالب دائما مع الوصوليين الانتهازيين…. كارتة!!!

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

3
0
أضف تعليقكx
()
x