2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

أحمد فطري*
مهما حاولنا أن نصرف النظر عما يلي:
• كون رئيس اللجنة المكلفة بإعداد النموذج التنموي الجديد هو من بين المسؤولين السابقين الذين مهدوا السبيل للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها بلادنا حاليا، والتي أدت أصلا إلى إحداث هذه اللجنة.
• وكون تركيبة اللجنة المعنية قد أثار نقاشا طويلا عند تشكيلها، سواء حول بنية هذه التشكيلة ذاتها، أو حول الثقافة الفرنكفونية لمعظم أعضائها، أو حول بُعد عدد منهم عن واقع المجتمع المغربي وقضاياه وهمومه اليومية.
• وكون وجود هذه اللجنة في حد ذاته هو ضرب في صميم الحكومة المنبثقة عن أغلبية برلمانية نتيجة انتخابات تشريعية، مما يجعل هذه الحكومة هي المسؤولة أولا وأخيرا عن تحضير النموذج التنموي المنشود، وبالتالي عن نجاحه أو فشله.
• وكون العديد من الباحثين والمختصين قد شككوا في مصداقية اللجنة المعنية والغاية من وراء إحداثها، ثم عارضوا منهجية عملها ودحضوا مسبقا كل النتائج التي قد تتوصل إليها.
• وكون الكثير من هؤلاء المهتمين يعتبرون أن إشراك اللجنة المختصة للفاعلين السياسيين والنقابيين والجمعويين في بعض أشغالها ما هو إلا نوع من العبث ومضيعة للوقت وذر للرماد في العيون ليس إلا.
مهما حاولنا أن نصرف النظر عن كل ذلك وسواه، فإن تطور الأحداث وواقع الحال يؤكد لنا صحة الكثير من آراء أولئك المحللين، إن لم تكن كلها؛ وهو الأمر الذي فضحه السلوك الأخير لرئيس هذه اللجنة عندما أقدم على خطوة مشينة شكرته عليها السيدة سفيرة فرنسا بالمغرب، وهي تكشف في تدوينة لها -إثر لقائه بها- عن مسألتين خطيرتين لا بد من إثارة الانتباه إليهما:
أولاهما: أن السيد رئيس لجنة النموذج التنموي المنتظر قدم للسيدة السفيرة تقريرا مرحليا عن عمل اللجنة، وكأن بلادنا ما زالت تحت الحجر والوصاية؛ في حين أننا دولة مستقلة منذ أزيد من ستين سنة، وتتمتع بسيادة محترمة نعتز بها على الصعيدين الداخلي والخارجي معا.
وثانيهما: أن السيدة السفيرة ترى أن التقرير المرحلي الذي قدمه لها السيد رئيس اللجنة يفتح آفاقا جديدة جدا للاتفاق الاقتصادي الجديد!! وكأن في الأمر ما يُطمئنها إلى أن تبعية المغرب لفرنسا لا خوف عليها البتة، ولذلك فسيادتها راضية على هذا الأمر حاضرا ومستقبلا…
وفي هذا السياق فإننا نتساءل:
* كيف سمح السيد بنموسى لنفسه أن يجري هذا اللقاء مع السيدة السفيرة، ويقدم لها تقريرا مفصلا عن عمل لجنته قبل أن يقدم التقرير المذكور لجلالة الملك الذي عينه على رأس هذه اللجنة أولا، وللشعب المغربي من خلال ممثليه في البرلمان ثانيا!!؟؟
* وبأي حق يبرر السيد رئيس اللجنة ما قام به بأنه يدخل في إطار لقاءاته مع ممثلي دول أخرى، وأن موضوع لقائه مع السفيرة الفرنسية كان من أجل تدبير العلاقات بين فرنسا والمغرب، وإفريقيا وأوربا، بعد زوال الجائحة؛ وفي ذلك مس صريح بمهام وزارة الشؤون الخارجية ومسؤولياتها!!؟؟
* وما هو المنطق الذي يتحدث به السيد رئيس اللجنة وهو ينفي نفيا قاطعا أن يكون قد قدم عرضا حول النموذج التنموي للسيدة السفيرة، في حين أن هذه الأخيرة تؤكد على ذلك وتشكره عليه في تدوينة مسؤولة!!؟؟
* وعلى افتراض صحة ما قاله السيد بنموسى من (أن هذه اللقاءات -التي يجريها- تستعرض طريقة العمل بالدرجة الأولى، أما النتائج فهي غير موجودة)، فإن ذلك لا يصوّغ له إجراء هذه اللقاءات بتاتا!!؟؟
وإذا كان هذا اللقاء/ الوصمة قد جرى بطلب من السيدة السفيرة فإنه سيكون عبارة عن تدخل سافر غير مبرر في سيادة الدولة المغربية، وإن كان أمرا مستساغا لدى دولة حماية سابقة؛ أما إذا كان قد تم اللقاء بطلب من السيد رئيس اللجنة فإنه سيكون تصرفا مستغربا ولا دستوريا ولا مسؤولا، خاصة وأنه صادر من خرّيج مدرسة البوليتكنيك الشهيرة الذي تحمَّل مسؤولية وزارة الداخلية زمنا وعرك الحقل الدبلوماسي طويلا…
إن مثل هؤلاء المسؤولين الذين يشكلون النخب الفرنكفونية ببلادنا، والذين رضعوا من لبن فرنسا وتربوا في أحضانها، هم أنفسهم الذين يخاطبون الشعب المغربي في كثير من المناسبات بغير لغته الرسمية، وهم الذين لا يستطيعون أن يحركوا ساكنا دون استئذان الدولة التي يعتقدون –خطأ- أن نمو بلادهم لن يتم إلا بمباركتها؛ ولعلهم لا يدركون غالبا أنهم بتصرفاتهم ومواقفهم المخزية تلك إنما يحتقرون أنفسهم احتقارا صارخا، ويدفعون بالآخر إلى أن يعاملهم بعدم الاحترام والدونية.
إنه نوع من الاستلاب الكلي الذي يعاني منه عدد من المسؤولين عندنا، ولهؤلاء نقول: إذا كنتم قد اخترتم، أو اختير لكم، أن تسلكوا هذا النهج المنحرف طوعا أو كرها، فإننا ننبهكم على الأقل إلى ضرورة أن تتقوا الله في هذا الوطن، وفي أبنائه البررة الذين رضعوا لبن
هذه الأرض الطيبة وتربوا في أحضانها، وأن تتوقفوا عاجلا عن الإساءة إلى مشاعرنا المتجذرة وتاريخنا العريق وحضارتنا المتأصلة؛ وأنتم تسعون جاهدين -بإرادتكم أو بدونها- إلى أن تسلموا للآخر تدريجيا مفاتيح مقوماتنا الثقافية والتعليمية والاقتصادية والاجتماعية…
وكونوا على يقين تام، أيها المستلَبون، أن هذا الأمر لن يحدث أبدا، ما دام يعيش فوق هذه الأرض مواطنون نبلاء يومنون بوطنيتهم الصادقة ومواطنتهم الحقة؛ في الوقت الذي يتطلعون إلى القضاء على مظاهر الفساد والانتهازية، والقطع مع بقايا التخلف والتبعية، وتجفيف كل رواسب الاستعمار السلبية؛ فتتغير إثر ذلك عقلية مثل هؤلاء المسؤولين بعد هذه الجائحة، لنساهم جميعا في بناء مغرب جديد يرتكز على التمسك القوي بمقوماتنا الأساسية التي يستحيل أن يفرط فيها الشرفاء مطلقا.
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين و إنما تعبر عن رأي صاحبها حصرا.
أصحاب الجنسيات الأوروبية والمناصب العليا
مقال نقل و استنسخ راي المواطن المغربي في هذه اللجنة كغالبية اللجن التي تشكل لإعداد أي تصور أو نمودج من تعليم أو اقتصاد أو……
يلاحظ إقصاء متعمد لكل من قد ينال ثقة الشارع.
و عكس ذلك يختار كل من قد برر فشله عمليا بنقله من منصبه و كأنه يكرم بضمه في هذه اللجنة.
انا أضن أن من حق السيد بن موسى أن يطلع سفيرة فرنسا على محتوى نمودجه التنموي ،فانا شخصيا لا اهتم به و لا يعطيني اي أمل لمستقبل أبنائي كغيره من النماذج السابقة التي باءت بالفشل.
و ما دمت أرى أن أعضاء اللجنة لا يمثلون الواقع الملموس فهم بذلك في وضع يخول لهم مجالسة من يريدون و إطلاع من يريدون عن فحوى نمودجهم التنموي عدى المواطن فهو غير معني……
إن مثل هؤلاء المسؤولين الذين يشكلون النخب الفرنكفونية ببلادنا، والذين رضعوا من لبن فرنسا وتربوا في أحضانها، هم أنفسهم الذين يخاطبون الشعب المغربي في كثير من المناسبات بغير لغته الرسمية، وهم الذين لا يستطيعون أن يحركوا ساكنا دون استئذان الدولة التي يعتقدون –خطأ- أن نمو بلادهم لن يتم إلا بمباركتها؛ ولعلهم لا يدركون غالبا أنهم بتصرفاتهم ومواقفهم المخزية تلك إنما يحتقرون أنفسهم احتقارا صارخا، ويدفعون بالآخر إلى أن يعاملهم بعدم الاحترام والدونية