سابقة.. أطر صحية مدنية تتهم الإدارة العسكرية لمستشفى كوفيد-19 بالسعيدية بـ”التمييز والشطط”

في سابقة من نوعها، انتفض عشرات الأطر المدنية بوزارة الصحة التي اشتغلت بمستشفى كوفيد 19 بالسعيدية، ضد إدارته العسكرية، بسبب ما وصفوه بـ” الممارسات السلبية” التي قالوا إنها “تحبط العزائم وتحط من كرامتهم كأطر صحية من طرف إدارة مستشفى كوفيد-19 –السعيدية التي يرأسها الكولونيل سعد مراني”.

الأطر المنتفضة التي يزيد عددها عن 30 شخصا بين أطباء وممرضين، وقعت عريضة أولية، تتوفر آشكاين على نسخة منها، ضمنتها ما اعتبرته ممارسات سلبية حاطة من كرامتهم من طرف المسؤول العسكري، كـ”الازدواجية والتمييز في التعامل معنا كأطر مدنية، مقارنة مع الفريق العسكري “بدءا بمكان تغيير الملابس في براريك من قصدير بها ثقوب بالسطح، تتساقط منها الأمطار مما يعرض حياتنا للخطر إذا ما وقع تماس كهربائي، في حين تم تخصيص مكاتب مكيفة ومجهزة لأعضاء الفريق العسكري بكل أطيافه”.

كما اشتكى الأطر المشار إليهم في عريضتهم الموجهة لـ” المندوب الإقليمي لوزارة الصحة بإقليم بركان”، وضعهم في “الجبهة الأمامية مباشرة مع مرضى كوفيد 19، وقيامهم بكل المهام الطبية والتمريضية والاجتماعية (كتنظيف وغسل المرضى وتغيير الحفاظات للذين لا يستطيعون الحركة… ، تنظيف قاعات المرضى وإخراج الأزبال…)، وإبعاد أعضاء الفريق العسكري عن المعركة الحقيقية، واكتفائهم بالجلوس في المكاتب الإدارية، وتقديم الورود للمرضى المتعافين و توديعهم وأخذ الصور والفيديوهات معهم ” .

المنتفضين اتهموا زملائهم العسكريين بـ” الغياب الدائم عن الحراسة في أقسام كوفيد-19 رغم تواجد أسماء بعضهم في لائحة الحراسة”، و “نهج أسلوب الأوامر والتسلط”، مشيرين إلى عدم تمكينهم من وسائل الوقاية وبقياسات ملائمة، حيث كانت تعطى بكميات ناقصة، فكانوا يرغمون على المغامرة بأرواحهم للدخول عند المرضى بالحد الأدنى لشروط السلامة، رغم أن هذه المواد كانت متوفرة وبكثرة داخل الصيدلية”، ملفتين على أن مندوب وزارة الصحة المذكور ” أكد ما قالوه وتدخل أكثر من مرة لحل هذا المشكل”.

الخطير أيضا في عريضة الأطر الطبية لمستشفى كوفيد19 بالسعيدية هو كشفهم على معطى تصرف كاد أن يتسبب في كارثة إنسانية بالإقليم، والمتمثل في “رفض إدارة مستشفى كوفيد-19 القيام بتحاليل PCR لمرضى تم استقبالهم بقسم المستعجلات بمستشفى الدراق، يحملون جميع الأعراض السريرية، البيولوجية ونتائج الكشف بالسكانير، تدل جميعها على الإصابة بمرض كوفيد 19، مما تسبب في عرقلة السير العادي لقسم المستعجلات لساعات عديدة، حتى تدخل مندوب وزارة الصحة، للقيام بتلك التحاليل، وليتبين بعد ذلك أن نتائجها إيجابية، كما تبين أيضا بعد فحص مخالطيهم أن نسبة كبيرة منهم مصابة بمرض كوفيد-19. فتم تجنيب الاقليم كارثة وبائية ولله الحمد”، حسب تعبيرهم.

وحملت العريضة ذاتها العديد من التظلمات وكشفت عن مجموعة من الخروقات، حسب وصف أصحابها من قبيل ” إعطاء أطر وزارة الصحة كمامتين بالأسبوع لكل واحد، فرض إعادة استعمال اللباس الواقي (EPI) على أطر وزارة الصحة، عدم احترام توقيت الاجتماعات من طرف الإدارة، تبني نظام عمل لا يحترم التوزيع العادل للعمل وأوقات الراحة القانونية، عدم إشراك الطاقم الطبي في اتخاد القرارات العلاجية المتعلقة بالمرضى، عدم احترام دوريات وزارة الصحة ( ( circulaires du MS، عدم توفير حمامات للأطر الصحية داخل المستشفى، نظرا لأهميتها في الحد من العدوى، تكليف اطباء وزارة الصحة بالقيام بتقارير إدارية كثيرة لا علاقة لها بالعمل الطبي، و رفض إجراء تحاليل PCR لغالبية أطباء وممرضي وزارة الصحة الذين طالبوا بذلك بعد انتهاء العمل بمستشفى كوفيد-19 ، وإرسالهم مباشرة إلى منازلهم، وبالتالي مخالطة عائلاتهم”.

العريضة السابقة تأتي أياما فقط بعد ما تم تداوله عن إبعاد ضابطة بالقوات المسلحة الملكية من مستشفى”كوفيد19″ بالسعيدية،  وإعادتها إلى القيادة العامة بالرباط، على إثر شبهة تعرضها للتحرش الجنسي، من طرف زميل ضابط بنفس الوحدة، والتبليغ عنها، فيما لازال المشتكى به يزاول مهامه بذات المدينة والمستشفى، حسب مصادر من عين المكان.