لماذا وإلى أين ؟

أمنستي ليست مقدسة ولا فوق القانون الدولي لحقوق الإنسان

نوفل بعمري

كنت قد تقدمت بملاحظات حول رد أمنستي على تعليق الحكومة وملاحظاتها على تقريرها موضوع الجدال، ومن بين الملاحظات التي تقدمت بها هي المتعلقة بالعنوان واعتبرت أن العنوان فيه نوع من إسقاط الطائرة، فقد اسعملت المنظمة عنوان ” المغرب،الصحراء الغربية” وهنا أثرت ملاحظة حول إقحام الصحراء الغربية في الموضوع كعنوان بدون داع، العديد من الأصدقاء ممن تفاعلوا مع ما كتبته اعتبروا أن إيرادي لهذه الملاحظة محاولة “لي الحقيقة” و إن كانت الحقيقة هنا نسبية لأننا نقدم قراءات متباينة حول رد أمنستي، فكان لابد أن أوضح مايلي:

– موقفي لم يكن مبنيا على رفض استعمال أمنستي في العنوان ” الصحراء الغربية”، بل على العكس شخصيا غير ما مرة و في عدة برامج تلفرية أو مقالات كتبتها حول نزاع الصحراء استعملت الصحراء الغربية دون أي حرج كما أني لم أتلقأية ملاحظات سواء من القنوات التلفزية التي استعملت في بلاتوهاتها المصطلح أو من الصحف الورقية أو المواقع الإلكترونية، لذلك اعتبرت َ مازلت أعتبر أن هناك انفتاح شبه رسمي حول استعمال هذا الوصف.

ثانيا: الصحراء الغربية هو توصيف عدم استعمالنا له في سنوات سابقة، هو ما أعطاه معنى سياسي و تم تحويله إلى عنوان للضغط على المغرب كما هو الحال بالنسبة لأمنستي في حالتنا، أو أنه تعبير على موقف انفصالي، مع العلم أنه توصيف لتموقع جغرافي للصحراء الغربية التي هي جزء من الصحراء الكبرى.

ثالثا: أمنستي استعملت هذا المصطلح بمنطق سقطت الطائرة، وحاولت قليان السم للمغرب، على اعتبار أن ما أوردته هو رد على الحكومة يحمل تصريح لبعض مسؤوليها، بالتالي نحن لم نكن أمام تقرير حقوقي يتم تبويبه ضمن المنطقة الجغرافية المعنية بها “المغرب، الصحراء الغربية” بل نحن امام قصاصة أشبه بقصاصة إعلامية.

رابعا: إيراد هذه الملاحظات ليس إدانة لأي ناشط سواء كان صحفيا أو سياسيا معارضا، بل هو مناقشة لتفاعل المنظمة مع واقعة تدعي حدوثها، و كنت منذ بداية هذا النقاش قد آثرت الصمت وتتبع ما يجري و انتظرت رد أمنستي على تعليق الحكومة المغربية، و لو كانت المنظمة قدمت دلائلها العلمية التقنية الجازمة لإدعاءاتها لكنت أول المنددين بمن يفترض أنه تم استهدافه، والحال أننا أمام اتهامات خطيرة غير مسنودة علميا و تقنيا، الصمت كذلك في الجهة المقابلة لا يمكن أن يكون.

خامسا: امنستي ليست مقدسة، و لا فوق القانون الدولي لحقوق الاٍنسان و لا المعايير الدولية في كتابة التقارير، ولا يمكن أن تكون ورقة للمس أو لتقويض سيادة الدول أو الضغط عليها، ما كان يمكن أن يقال للدولة المغربية في حال أنها قدمت دلائلها العلمية يجب أن يقال لها في عملية التدليس التي قامت بها.

سادسا: منظمة العفو الدولية افتتحت مكتبها في المغرب في ظل سياق حقوقي محدد، و الجميع يعرف الواقعة التي أجبرت الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي وهو وزير أول للتدخل بشكل شخصي بعد أن دك إدريس البصري خيمة الافتتاح على المنظمين والحضور، لاستكمال فعاليات افتتاح الفرع بالمغرب، و هو فرع علامة على التقدم المحرز في المجال الحقوقي.

محامي وخبير في ملف الصحراء المغربية

*إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين و إنما تعبر عن رأي صاحبها.

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

2 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
عمر احيدان
المعلق(ة)
7 يوليو 2020 08:48

أشباه الحقوقيين يتسلقون في زمن الردة..بل ويطبلون ويصفقون للنظام .. امنسيني او منظمة العفو الدولية نتفق او نختلف معها لا تحتاج دروسا من هؤلاء الذين يتقنون دهن الضباط ويستحزقون صفة الحقوقي… اما الإعلاميين والصحفيين في بلادنا فهم ضحايا التكافل وضحايا السلطة ويدعون الثمن لأنهم بكل بساطة يكشفون الجقيقة للشعب وليس العكس.

ابو زيد
المعلق(ة)
6 يوليو 2020 02:11

انا لن أدخل في النقاشات الفلسفية و القانونية التي تحيلك الى حلقات الحرم الجامعي! حيث أن بعض ما يسمى بالحقوقيين لم يتخطوا الحرم رغم مرور السنين.
قلت ما يسمى بالحقوقيين عمدا لأن المواطن لا يحتاج لالقاب يضفيها بعض الناس على بعضهم البعض حتى يلبسوا بدلة المحاماة دون إذن الهيئة!
لن ندخل في هذه النقاشات و سنكون منطقيين، الهيئات الحقوقية لا تجد لها موطئ قدم الا في دول العالم الثالث.
الولايات المتحده، انجلترا، الصين،و دول أخرى عديدة لا تأبه و لا تجد أي تأثير لهذه الهيئات.
نحن يمكن أن نتقبل لوم اي كان في إطار داخلي دون تبعية لاي كان، اما و أن تكون الصفة الحقوقية مهنة فأنا أرى أن تراتبية و تبعية الأفراد تجعلهم يخرجون عن الحياد!
ثم قدسية اي عمل تبقى نسبية!

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x