لماذا وإلى أين ؟

الكريمي.. كوميدي الهامش الذي أضحك الملايين ومات حزينا

حين يمتزج البكاء والضحك معا في عزاء كوميدي، فتأكد أنه أتقن دوره إلى آخر لحظة حتى جعل الناس وهي تترحم عليه تذكره بسكيتشاته وحلقياته الساخرة فلا تستطيع أن تحبس ضحكتها وابتسامتها الحزينة على فقدانه.

هذا ما حصل لعشاق الكوميدي المعروف بـ”الكريمي” الذي رحل عن الدنيا اليوم السبت نتيجة إصابته الخطيرة على مستوى الرأس جراء حادثة سير خطيرة أدخلته غرفة الإنعاش منذ الجمعة الماضي. تاركا وراءه مئات الأشرطة والتسجيلات التي توثق لكوميدي أحبته فئة عريضة لأنه لم يتصنّع دوره وانساق وراء عفويته وجعل من الأسواق الشعبية فضاءه الذي يبدع فيه، ما جعله قريبا من بسطاء الناس الباحثين عن السخرية والتهكم عن وضعهم، بلغتهم العامية التي تنضبط لقواعد الرسميات.

الراحل هو محمد بلحجام، ولد في جماعة الكريمات بالشياظمة التي استمد منها لقبه الشهير في عالم الحلقة وفي المهراجات الفكاهية بمختلف جهات المغرب. وقد تميز فنه بالنكت الساخرة التي تتناول قضايا اجتماعية متنوعة وهادفة جعلته محبوبا لدى جمهوره العريض.

ويظهر من خلال تفاعل مواقع التواصل الاجتماعي مع هذا الفقد، أن الراحل، رغم أنه لم يسع وراء الشهرة ولم يتبع دروب الماركوتينغ رغم مؤهلاته التي فاق بها كثيرا من الكوميديين، ورغم أنه ظهر على شاشة التلفزيون مرة واحدة وعاد، اختيارا قبل أن يكون قسرا، إلى بيئته التي ألف بعيدا عن الأضواء قريبا من “الشعب” لأن الإنسان ابن بيئته… فقد استطاع الكريمي أن يصنع اسمه ولو على الأقل لدى فئة معينة، إلا أنها عريضة. إذ انتشرت مقاطعه وسخرياته في الفايسبوك والواتساب على الخصوص، بشكل سريع منذ إعلان دخوله غرفة الإنعاش، وارتفع النسق حين تأكد الجميع أنه توفي، فشرع محبوه في تذكره والبحث عن آثاره التي تركها وراء.

لقد مات الكريم حزينا وقد أضحك الملايين يقول كثيرون. مات فقيرا رغم ثروته المهنية، ولم يستغل رأسماله الفني ليصل إلى مايريد. وغيره من الذين لديهم رأسمال فني فقير صنعوا منه ثروة. وطريقة موته تقول هذا.. لقد كان قيد حياته على متن دراجة نارية بسيطة كبساطة صاحبها قبل أن يصطدم بشاحنة.

مات تاركا وراءه شهادات اعتراف، قد تكون متأخرة في حقه، لكنها كثيرة، من قبل صناع فن الكاريكاتور والكوميديا وفنانين ورواد فن الحلقة التي نزفت من جديد برحيل كوميدي “ابن الشعب”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

3 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
المهدوي
المعلق(ة)
12 يوليو 2020 12:15

قالوا : لعمش في بلاد العومي يتسمى كحل لعيون
عن أي فن هادف وملتزم تتحدثون عنه؟؟؟؟؟
إنه فعلا زمن التفاهة وسيادتها
رحم الله الفقيد

المهدوي
المعلق(ة)
12 يوليو 2020 12:15

قالوا : لعمش في بلاد العومي يتسمى كحل لعيون
عن أي فن هادف وملتزم تتحدثون عنه؟؟؟؟؟
إنه فعلا زمن التفاهة وسيادتها
رحم الله الفقيد

الحسين الاشهب
المعلق(ة)
12 يوليو 2020 11:26

رحم الله الفنان الكوميدي الرائع كريمي،وقد ترك لنا كوميديا رائعا أضحك ملايين المغاربة داخل وخارج المغرب في فن الحلقة ،بهزلياته وحركاته المتناغمة بدون تصنع وبدون انقطاع
حوله مجموعة من البسطاء من الشعب افرح قلوبهم وأسرهم بواقعهم المعاش وهو ابن بيئته الطبيعية غير أن هذا الرجل لم ينصف كباقي الفنانين والقلة القليلة هي التي حظيت باهتمام كبير. وبالمقارنة مع هذا الفنان والفنانيين الآخرين وقد تتبعت إنجازاته والله ليعتبر من الفنانين الكبار ،وربما أعتقد أن فن هذا الرجل لقي راحته في الحلقة خير من المسرح والتلفزة.اللهم ارحمه رحمة واسعة واجعله من عبادك الصالحين والشهداء واغفر له والهم ذويه الصبر والسلوان.انا لله وانا إليه راجعون.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

3
0
أضف تعليقكx
()
x