عصيد: السياسات في المغرب بلا منطق ولا ضوابط
قال الكاتب والمفكر؛ أحمد عصيد، إنه في بلاد مثل المغرب، “يصعب معرفة اتجاه الواقع أو التنبؤ بالسياسات، لأنها بلا منطق ولا ضوابط”، مشيرا إلى أن السياسات “تتبع فقط المزاج والإنفعالات”.
وأوضح عصيد، أن ما سبق ذكره، “يطرح أكثر من سؤال عن كثرة المؤسسات الحكومية وغير الحكومية، وعن أسباب ازدحام “الخطط الوطنية” و”الاستراتيجيات”، بدون أثر لها على واقع الناس، سوى مزيد من التدهور”، لافتا إلى أنه “يمكن قراءة هذا الواقع البئيس” من خلال مجموعة من النقط الأساسية.
واعتبر المتحدث؛ في تدوينة له على “الفايسبوك”، أنه يمكن قراءة الواقع المغربي من خلال؛ “مقاومة مراكز النفوذ في الدولة لأي تغيير، واستغلال أي ظرف عصيب أو طارئ من أجل تقوية السلطوية، عوض إصلاح هياكل الدولة والتراجع عن الأخطاء، بالإضافة إلى “تشرذم النخب والقوى الإجتماعية والتنظيمات والتيارات وتباعدها المستمر”.
“إضعاف الأحزاب السياسية والمجتمع المدني، للحيلولة دون وجود قوة توازن في مقابل السلطة”، يسترسل المفكر المغربي، مضيفا “ضعف الوعي الديمقراطي في المجتمع، وشيوع ثقافة الإستهلاك والأنانية الفردية وقيم الفساد التي تغذيها السياسات المعتمدة”.
واعتبر عصيد، أنه بقدرة قادر ينقلب التصويت إلى ضدّه، وتتغير المواقف داخل مؤسسة رسمية، وبقدرة قادر يتحول الخلاف والصراع والمطالبة بسحب قانون مخالف للدستور إلى “مصادقة بالإجماع” في البرلمان”، مستدركا “في لمح البصر تعلن الحكومة عن إغلاق مدن كبرى، بدون مراعاة مصالح الناس متسببة في معاناة آلاف المواطنين، وبقدرة قادر تختفي ملفات فساد تستوجب متابعات لم تحدث، وبقدرة قادر يصبح كل صحفي معارض للسلطة مغتصبا و”هاتكا للأعراض”، وفق تعبير المتحدث.
أنت مهرج وستبقى كذلك حتى تموت.لا تعرف إلا معارضة السياسات وأنت خارج السياسة ولا ندري لك تخصص في مجال ما له ارتباط مباشر بالواقع المعيشي للمغاربة. ما هم معروف عنك أنك مثقف أمازيغي ذو نزعة فلسفية.وهل هذا يؤهلك لتنتقد القرارات والسياسات المتخذة؟ المتعارف عليه هو أن الناقد لشيء ما، يكون له اقتراح بديل حتى يكون لنقده مدلول عملي حتى وإن لم تكن له صبغة سيلسية.
إذن خلاصة القول أنك يا سيد عصيد لا تكتب عن السياسات إلا لتظهر كمضطلع بشؤون حياة المغاربة،لكن في الواقع أنت نتاج ثقافي متعصب لأمزغيتك فقط، وتحاول أن تزرع البلبلة بين أمازيغ وعرب المغرب.
أكتب الشعر بالأمازيغية أحسن لك.
تحليل واقعي موضوعي ينطلق من المعطيات الملموسة
استيقظت من سبات عميق فوجدت طبيعة البلد تبدلت؟ وأحوال الناس تبهدلت؟ وعمران البلد تلبد؟ والرذيلة أزبدت؟ والفضيلة لبدت ؟والقيم تردت؟. “”و عشقت أن أحيى سنوات 70 و 80 و، لم لا؟، سنوات 90؟ !!! “”
وأول ما أثار انتباهي وحير لبيب فكري هو اختفاء الابتسامة من تقاسيم وجوه الناس ،بعد أن كانت الأفواه ملآى بالبشر في ما مضى من سنوات الرصاص، وغصت أحياؤنا ومدننا وأزقتنا وقرانا بكآبة قهرية انكثمت معها الأنفاس، و تلاشت التحية المتبادلة وتداعت طمأنينة النفوس.
وكلما صادفت من الناس أحدا لا ينهي كلمة حتى يذكرني بهذا الماضي القريب وجماله وأناقته ونضجه و مخياله الشاسع وفكره الثاقب و الطيبوبة البادية على محياه، والسكينة المضروبة على روحه ولبه .. فأسأل السؤال المحير أ لم يكن هذا الماضي عقدا محبوكا من سنوات الرصاص؟ فتبادر إلى ذهني سؤال أكثر حيرة : إذا كان الناس في هذا الشأن من سنوات الرصاص فما سنواتنا يا ترى هاته ؟ التي جعلت سواد الأمة تتلاشى ببطء وعلل النفس تسود، وعنف ضد الأصول يحتد، وعقول الشباب إن لم تهاجر تركل وإن لم تركل تدجن بأنواع السموم الصلبة، والناس تساق كالقطعان ..إذن ما سنواتنا هاته .
أ نحفر في الذاكرة أنها سنوات اللصوصية الراقية ؟حيت المسؤول وأي مسؤول لا ترتاح نرجسيته إلا وسطا ونهب.
أو نحفر في الذاكرة أنها سنوات الفساد والمفسدين حيث الفاسد وأي فاسد لا ترتاح نرجسية ضميره المغيب إلا وعات فسادا في خيرات البر والبحر .. وزد عليه الاحتكاري وأي احتكاري لأنه من طينة الفاسد لا ترتاح نرجسية ضميره المغيب إلا وأخرج اللقمة من أفواه الضعفاء / والمقهورين .. وضف عليه الانتهازي و أي انتهازي لأنه من طينة الفاسد لا ترتاح عجرفة ضميره المغيب إلا وامتطى صهوة الناس بالقهر.
أو نحفر في الذاكرة أننا بصدد سنوات الأفكار العجاف حيث ترهل الفكر، وكل فكر يركب صهوة الرذيلة الفكرية، يقتص أعناق الفضائل، لتختل موازين العقول المنهوكة الأواصر، التي تغدي أجيالا تتجرع “شيزوفرنيا ” الظاهر والباطن وعقل الدولة يغدي الظاهر ويطفئ نور الباطن بتعليم بنيته الجهل.
أو نحفر في الذاكرة أننا نعيش سنوات “السيكوباتيا” حيث النفوس تلفها وتعتصر رحيقها كآبة متجذرة في أعماق الدواخل والبواطن !!
أي توصيف يتماشى مع سنوات يتجرع مرارتها الوطن و شباب الوطن .
إنها سنوات يتذيل الوطن فيها مراتب الحضيض ؟ !!!
إنها سنوات المشاريع التنموية التي يمتص رحيقها نخبة النخب ؟ !!
في ظل ما سبق كيف أمكننا الحديث عن نموذج تنموي في ظل عقليات جامدة ،ومسلكيات بائدة، فأي تطور هو رهين بدينامية العقليات السائدة .. وتحول رؤيا العقل الجمعي إلى رؤية مجتمعية استشرافية استباقية، وليست روايات خشبية لتصريف الأزمات؟ ألا يمكن لعقل الدولة أن يترزن ويفصح عن الحقيقة لهذا الشباب التائه الضائع باعتباره ركيزة الأمة ورمز رقيها ؟((((((وهنا لا بد من فتح قوس قزحي حتى يتراءى لمن هو مصاب بعمى الألوان .إن النماذج التنموية في البلدان العربية التي تعرف تطاحنات و تجاذبات (تونس ليبيا مصر سوريا..) كانت إلى حد ما نماذج ترقى إلى معدل نمو كاف لخلق عدالة اجتماعية ولكن رحيق التنمية تمتصه نخبة النخب والشعوب تلتقط الفتات، ونخبة النخب تختبئ وراء المقاربات الأمنية / المخباراتية (حيت تحولت الدولة من نظام التعاقدات إلى دولة بوليسية ميزتها القمع والتخوين والتخويف .. هذا هو جوهر الإشكال ، وليس كما يدعي المتوهمون أن الربيع العربي ولد الطوفان… فالدولة البوليسية عجلت بالثورة العوراء وليس الربيع؟ !!!!؟
فواهم من يعتقد أن ما يقع في دول الجوار أسبابه الخرجات الاحتجاجية أو الانتفاضات الشعبية بل المقاربات الأمنية والاستخباراتية التي حمت في ما مضى نخبة النخب مقابل فتات الريع ….)))))
وهنا مربط الفرس ؟ هل بنشر المخبرين في ربوع الوطن لتتبع عورات المواطنين ستنزع فتائل القنابل الموقوتة ألا وهي الاحتجاجات بدون سند تأطيري؟ !!! هل بهذا الجيش من المخبرين والأمنيين المسلطين على رقاب شرفاء الوطن أصحاب قضية وحق سننزع فتيل الاحتجاج؟ أو بهذه المنظومة الأمنية سيشتغل العقل المغربي !!!!! للمساهمة في النموذج التنموي المأمول بأفكاره ومقترحاته بكل حرية وموضوعية ((((وهنا أيضا لا بد من فتح قوس قزحي آخر ألم يتخلف عقل الدولة مع التاريخ في مضى حين همشت هذه المنظومة الأمنية هامات المفكرين المغاربة لهم فكر ثاقب أخدت بلبه الدول منهم من قضى ، ومنهم من ذبل …..)))))
فإذا كانت الدولة وعقلها المفكر يطمح إلى نموذج تنموي بديل أن تقرأ بتبصر مكامن الخلل البنيوي ! وهو باد لا يمكن لعقل حصيف أن يلتف حوله. .. إن النماذج التنموية السابقة لبنتها ريع وحجر زاويتها الفساد السياسي والاقتصادي والإداري .. المستشري في شرايين الأمة ، إنه الظلم الاجتماعي المتنامي في هياكل المجتمع إنها المقاربة الأمنية المخباراتية المسلطة على كيان أنتلجنسيا الوطن .
فليقف عقل الدولة المفكر وقفة تأمل في إنجاح مشروع تنموي جديد بمقاربات فكرية جديدة تشاركية لا أمنية أو مخابراتية ألم يتعب النظام من المناورات والتسويفات ..لأن مواطن اليوم ليس كما كان بالأمس وإعلام اليوم (في ظل المعلومات السيارة والمواقع الاجتماعية والقنوات الفضائية..) ليس كما بالأمس القريب. أما آن الأوان لأن يتخلى عقل الدولة عن المسببات الحقيقية التي تعطل المشاريع الاجتماعية و انتشار اللاعدالة اجتماعية وبالتالي هدر وضياع ثروة الوطن والمواطنين .
إن إشراك أدمغة الشباب يتم بالحد من السموم المخدرة ، بالحد من الاحتقار …….
إن إشراك أنتلجنسيا الوطن لا يتم إلا برفع الرقابة التي تعطل مكنزمات الإبداع
إن إشراك العقل المغربي القح في التنظير والتفكير لا يكون إلا بانتفاء العقلية السائدة ونضج العقل المغربي المفكر
وأول ما ينبغي أن يفكر فيه عقل الدولة بجدية لا حدود لها هو الإسراع بوقف نزيف هدر المال العام
إن النموذج التنموي المأمول
v لن يستقيم بدون آليات جديدة في التفكير والتنظير
v لن يستقيم بالريع
v لن يستقيم بتعليم أمي
v لن يستقيم بصحة عليلة
v لن يستقيم بشباب يائس
v لن يستقيم بشعب فاقد للحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية
لأنه في نهاية الرواية سيبقى الشعب في وطنه وسيهاجر مختلسو الوطن وسيعانق هذا الشعب من خدمه لا من استخدمه وخدله ، وسينتحر منعدمو الضمائر في ضمائرهم.
تخريج عام : آن الأوان أن يتنفس الوطن حرية حقيقية ، إذا ما نظرنا إلى الدولة ككيان، من منظور سيكولوجي، إنه كيان يعيش ضغطا نفسيا وهستيريا قهرية ( حاكما // ومحكوما) (انتلجنسيا//واستخبارات) ( الناخب //والمنتخب) (العامل// والعاطل) (الغني//والفقير)(الأسرة//والمجتمع) (الرافض// والمنبطح)
لأنه لا يمكن الحديث عن مشروع تنموي بدون الأركان الثلاثة حرية للجميع وكرامة للجميع وعدالة اجتماعية للجميع)
ملحوظة : مقتطف من الرسالة الملكية حول العدالة الاجتماعية
v إعادة النظر في النموذج التنموي المغربي هي قضية تهم كل المغاربة، وكافة القوى الحية للأمة، أفرادا ومؤسسات، أحزابا ونقابات، ومجتمعا مدنيا، وهيآت مهنية. …
v المجال مفتوح للجميع للمساهمة بأفكارهم ومقترحاتهم، بكل حرية وموضوعية
v فليس هناك أي حدود أو شروط أمام هذا النقاش الوطني الواسع
متتبع
في 20/02/2018