2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

“والله التأزيمة لي أزمنا هذا القرار أكثر من لي دارت فينا كورونا”، بهذه الجملة أجاب إطار طبي على سؤال: واش حتى أنت من ضحايا قرار منع الكونجي؟ جاء في دردشة ودية صباحية.
فالقرار الذي عممه خالد آيت الطالب، على مدراء المراكز الجامعية والمستشفيات الجهوية والمدراء المركزيين، بتعليق منح الرخص السنوية حتى إشعار آخر، وذلك “لضرورة المصلحة”، نزل كالصاعقة على قلوب الآلاف من الأطر الصحية وشبه الصحية التي كانت تملي النفس بأن تخطف أسبوعا على الأقل لتجديد الطاقة والعودة إلى المرابطة بالصفوف الأمامية لمواجهة الوباء القاتل الخفي الذي يزداد شراسة بفعل تهاون المسؤولين والمواطنين.
الأطار الطبي الذي جمعتنا به دردشة عفوية بأحد المراكز التابعة لوزارة الصحة، لم يخفي تدمره من القرار؛ بل وجاهرنا بكل وضوح عندا سؤاله واش عيتي؟ قائلا: ” يدي باردة عليا والله، غا سمحولي راه فعلا تأزمت نفسيا من هذ الشي”، مضيفا “راه مشي الوزير لي حمسنا أو حفزنا بشي تحفيزات مالية باش نواجهوا كورونا بكل حماسة وشجاعة، راه ضميرنا المهني وروحنا الوطنية ورغبتنا في إنقاذ بلادنا من الكارثة، ولكن باش ينزل علينا بهذ القرار من السما، بهذ الشكل، بعد ما دوزنا خمسة أشهر وحنا خدامين ليلا ونهارا، مشي معقول”.
محدثنا أكد أن “هذا القرار ستكون نتائجه عكسية على القطاع الصحي”، مبرزا أن “تواجد الأطر الطبية بالمستشفيات و المراكز الصحية لا يعني قيامهم بمهامهم على أحسن وجه، وإنما تواجد الحماسة والعزيمة في نفوسهم، وهذا الأمر لن يتأتى بإجبارهم على العمل المتواصل لأزيد من 5 أشهر في ظروف كلها استنفار وتخوف ومواجهة مع قاتل غير مرأي”.
زميلة للإطار الذي جمعتنا به الدردشة العفوية، دخلت على خط النقاش بدون سابق إنذار، معلنة “سخطها وتدمرها مما يفعله المسؤولين بالمواطنين من خلال قرارات مزاجية وارتجالية”، حسب وصفها، معتبرة أن “هذه القرارات ستخلف جيل من المرضى النفسيين غير الواثقين في أنفسهم والذين لن يثقوا في مسؤولي بلادهم”.
السيدة التي لم يتبقى لها سوى بضع سنوات لتغادر القطاع، بعد عمر قضته في خدمة صحة المواطنين، تساءلت معنا “هل يعقل أن يرفع الحجر الصحي عن المواطنين وتمر البلاد، أو جلها، للمرحلة الثالثة من تخفيف قيود حالة الطوارئ ويطلب من المواطنين دعم السياحة الداخلية ويسمح برفع الطاقة الاستيعابية للمنشآت السياحية وفي نفس الوقت يفرض غلق شامل لثمانية مدن، من أهم المدن المغربية، ويمنع التنقل وتفرض قيود أكثر صرامة، وكملوها وجملوها منعو حتى الأطباء لي هم صمام أمان المنظومة الصحية من متنفس لتجديد طاقتهم؟
“آنا درت برنامج مع ولادي وراجلي لي عيشتهم معي جحيم الخوف والرعب في بداية الحجر، ووعدتهم بقضاء عطلة معهم لأعوضهم بعضا مما تسببت فيه لهم من صعاب نفسية، نتيجة خوفهم عليّ، وفي أخر المطاف نصدم بقرار المنع؟؟ هذا العبت”، تقول السيدة وملامح وجهها ترتعش، وتردف ” والله حرام، كل دول العالم تعاني من تفشي جائحة كورونا وبشكل أكبر وأخطر مما تعانيه بلادنا والحمد لله، لكن لا أعتقد أن جل دول العالم تعاني من فيروس مسؤولين ارتجاليين غير مبالين يصدرون القرارات ونقيضها، حالفين حتى يحمقوا المغاربة عاد يرتاحو”.