سفير بريطانيا: سنعول على المغرب بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي (حوار)
سيكون الشهر الجاري آخر شهر لسفير بريطانيا في المغرب، توماس رايلي، حيث تنتهي مهامه بشكل رسمي بعد ثلاث سنوات.
وسيتوجه رايلي صوب فرنسا للاستقرار مع ابنته، حسب ما أعلنت عنه صحيفة “إل إسبانيول” التي أجرت معه حوارا، تطرق فيه بالتفصيل إلى خلاصة عمله في المغرب.
ويرتقب أن يتم تعيين سيمون مارتن سفيرا جديدا لبريطانيا في الرباط في شتنبر 2020، وهو دبلوماسي سبق أن شغل منصب سفير في البحرين خلال الفترة الممتدة بين 2015 و2019.
مع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، سيذهب جزء كبير من استثمارات المملكة المتحدة إلى المغرب، هل يمكنك شرح طبيعة اتفاقية الشراكة التجارية بين البلدين؟
هناك بالفعل اتفاق هام بشأن الزراعة بين المملكة المتحدة والمغرب. على سبيل المثال، 19٪ من زيت الزيتون و25٪ من الطماطم و60٪ من السردين و75٪ من الفاكهة الحمراء المستهلكة في المملكة المتحدة تأتي من المغرب. العلاقة التجارية بين البلدين قوية للغاية. اتخذت الحكومة البريطانية قرارا يجب تنفيذه بحلول نهاية هذا العام، وهذا يعني أنه يتعين على المملكة المتحدة البحث عن شركاء أعمال جدد. إذا أردنا أن يكون خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ناجحا، فيجب أن يكون هؤلاء الشركاء التجاريون الجدد في موقع جيد وقريب جغرافيا، مثل المغرب.
هل ستُبقي المملكة المتحدة التعريفة الجمركية على المنتجات المغربية في 0%؟
إذا كانت المملكة المتحدة قد غادرت الاتحاد الأوروبي دون اتفاق، فكان النقاش حول ما يتعين على الدولة فعله لضمان استمرار وصول المنتجات إليها وبقاءها سوقًا جذابة أيضا. مع اتفاقية الشراكة بين المملكة المتحدة والمغرب، هناك تخفيضات في هذه الالتزامات الجمركية في عدد من القطاعات. على سبيل المثال، لقد تفاوضنا على حصة للطماطم يمكن أن تصل معفاة من الرسوم الجمركية كجزء من تلك الاتفاقية، وهذه المبالغ تعادل تقريبا تلك التي تم استيرادها بالفعل إلى المملكة المتحدة من خلال الاتفاقية الحالية مع الاتحاد الأوروبي في الماضي.
حالة المغرب مختلفة للغاية لأنه جزء من البلدان الناطقة بالفرنسية، ولديها تنوع اقتصادي جيد، ولديها فرص جيدة للاقتصاد
هل يمكن للمملكة المتحدة أن تشتري أو تنتج في المغرب ثم تصدر إلى خارجه؟
نعم، على سبيل المثال، شركة بومباردييه تنتج في المنطقة الحرة خارج الدار البيضاء أجزاء الأجنحة التي يتم تصديرها بعد ذلك إلى بلفاست حيث يتم تجميعها لأن التصنيع هنا أرخص بكثير، والعمالة أرخص أيضا. هذا نموذج يدعمه المغرب عندما تتحدث إلى وزير التجارة حول كيف يمكن للبلاد أن تدمج اقتصادها في سلسلة التوريد العالمية بأسعار أكثر تنافسية. ومع ذلك، إذا كان من الممكن دمج المصانع المغربية في سلسلة التوريد الوطنية في المملكة المتحدة وبالتالي تكون قادرة على تقديم منتجات على المستوى الأوروبي إلى السوق الدولية بطريقة أرخص، فسيكون هذا نموذجًا يعمل هنا ويمكن أن يساعد. لشركاتنا.
هل ستدخل منتجات الصحراء إلى السوق البريطانية في نفس الظروف؟
اتفاقية الشراكة هي نفسها مع الاتحاد الأوروبي، وقد تم تعديلها بعد قرار المحكمة الأوروبية العليا. نص الاتفاق يقول نفس الشيء بالضبط. إذا تركنا سياسات الصحراء الغربية جانبا، فإن ما يبدو مهما بالنسبة لي هو أن هناك أشخاصا يعيشون هناك، وأن هؤلاء الناس لديهم الحق في الحصول على المياه والتعليم والفرص الاقتصادية وكذلك الاستقرار السياسي. وإذا كانت شركة بريطانية تزودهم بالمياه العذبة، وبالتالي تمنحهم وصولاً أفضل إلى الصرف الصحي، فقد يكون ذلك جيدًا بغض النظر عمن هو المسؤول عن سياسات الصحراء الغربية. لذلك عندما نتحدث عن التنمية، فهي حق أساسي من حقوق الإنسان للصحراء الغربية، ويسعد الشركات البريطانية أن تكون قادرة على ضمان هذا الحق.
وماذا عن السياحة العالمية التي يروج لها المغرب في مدن مثل الداخلة مثلا؟
الناس الذين ذهبوا إلى الداخلة يقولون إنها جميلة جدا. هناك الكثير من الناس الذين يعيشون هناك، ويحتاجون إلى وسيلة اقتصادية للحياة، على مستوى المضي قدما في حياتهم ويجب ألا نسمح لقضية سياسية بمنع ذلك، أو منع السائحين البريطانيين من الوصول إلى الداخلة وإقامة صناعة توظف السكان المحليين وتوفر لهم سبل العيش.
هل تستطيع المملكة المتحدة الاعتراف بخطة الحكم الذاتي؟
لدينا الآن عملية تجري في الأمم المتحدة، وهي مسألة يجب أن تحلها الأمم المتحدة. يجب أن يتم العمل من أجل التوصل إلى حل متفق عليه بشكل متبادل لصالح الصحراء. يجب أن يكون الحل عادلا ودائما ويتوافق مع الجهود الجادة والمسؤولة من جانب المغرب. إنه شيء حساس للغاية، وسيتطلب التفاوض في إطار الأمم المتحدة، وبالطبع نرحب بهذه الخطوات الأولى والموائد المستديرة التي تمكن المبعوث الخاص من تشكيلها. يجب على الولايات المتحدة، مثل الأطراف المعنية، أن تعمل من أجلها، وأنا لا أريد الحكم مسبقًا على النتيجة.
التربة المغربية تحتوي بالفعل على 80٪ من فوسفات العالم. فقط 1.6٪ من هؤلاء يقعون في الصحراء الغربية. هناك فرص سياحية واستثمارية، وأعتقد أن على الشركات أن ترى أين يمكنها استرداد عائدها على الاستثمار وهذا أمر منطقي من الناحية التجارية، فهذا ليس شيئا يتعين على الحكومة البريطانية أن تديره هناك لتقوم به.
على هذا الساحل، تطالب المغرب وإسبانيا بمياه المحيط الأطلسي، وأجرت شركة بريطانية واحدة على الأقل دراسات حول الرواسب.
حسنا، لا أعرف الكثير عن هذا، ولا أعرف ما إذا كان يشير إلى المصفاة البحرية. أعتقد أن هناك معادن في تلك المنطقة. ربما لم تكن هذه هي الزاوية التي تطرح من خلالها السؤال، لكن هناك اتفاقيات دولية تنظم التعدين في البحر. يجب أن نكون حذرين للغاية عند الدخول في هذه الأسئلة. بالطبع، يعد الطلب على الطاقة المتجددة، والوصول إلى بطاريات الليثيوم، أمرا مهما للغاية ولكن يتعين علينا القيام بذلك بطريقة تحترم البيئة. لذلك دعونا لا نحل مشكلة بإنشاء أخرى.
بالنسبة لجبل طارق – المغرب، ما نوع خطط التنمية الموجودة في هذا التحالف؟
هناك فرصة كبيرة للتجارة، خاصة على مستوى الطاقة المتجددة بين المغرب وجبل طارق. سيكون من الرائع رؤية خط الكهرباء بينهما. لدينا أيضا صلة بين الجيش المغربي والمملكة المتحدة، كانت هناك بعض التدريبات المشتركة. أعتقد أن هناك العديد من الفرص في هذا المجال. جبل طارق هو أيضا قطاع مالي وخدماتي “ضخم”. لسوء الحظ، لن أكون هناك لأرى ذلك، لكنني أعتقد أنها فرص تجارية وتجارية ممتعة للغاية. رئيس وزرائي من أشد المعجبين بالجسور، وهذا جسر رمزي لاتحاد الشعوب المختلفة.
تعد السياحة من الفرص الأخرى التي يقدمها المغرب للمملكة المتحدة في الشمال، من سبتة إلى مليلية
نعم، يحب السياح البريطانيون المغرب، الذي يضم ثاني أكبر عدد من الإقامات الليلية والذي يأتي إلى هنا منذ أجيال. وفي أزمة كوفيد19 لاحظت وجود عدد كبير من البريطانيين الذين يعيشون هنا، على الأقل في جزء من العام. الطاقات المتجددة والزراعة والتكنولوجيا الزراعية والخدمات اللوجستية والبنية التحتية والتعليم هي قطاعات مثيرة للاهتمام للغاية بالنسبة للمستقبل في شمال المغرب. عندما ذهبت إلى الناظور، لم أفهم سبب تكريس الكثير من الجهود لهذه المنطقة، لكن هناك إمكانية للسياحة ونحتاج إلى هذا النوع من الاستثمار في الشمال لأنها منطقة ذات امتيازات قليلة. على سبيل المثال، الحسيمة جميلة، إنها خليج جميل للغاية مع تلك الجبال خلفها، ولكن لكي يكون لديك سائحون في المنطقة، فأنت بحاجة إلى استثمارات لجلبهم إلى هناك. نحن نتحدث عن 500 كيلومتر من ساحل البحر الأبيض المتوسط ، من سبتة إلى مليلية، لذلك أنا أفهم سبب رغبتهم في الاستثمار في تلك المنطقة.
مع ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، هل تتطلع المملكة المتحدة إلى المغرب وإفريقيا أكثر من أوروبا؟
يمكن أن يعني خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي كل شيء، المملكة المتحدة تفتح أبوابها لأسواق جديدة تاركة وراءها أسواقًا أقدم، هي فرصة لمراجعة منظورها بشأن ما يجب أن يكون عليه الشركاء التجاريون، ومن يتعين علينا العمل معه، وأين سنستثمر الوقت والجهد، وما هي الدول التي يجب أن تتمتع باتفاقية تجارية. يجب أن يكون هذا هو منظور ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وهذا بالطبع يشمل أفريقيا. إنها قارة شابة. إذا رأينا إمكانات التنمية، فهي هائلة. نحن مدينون لأفريقيا ولكننا مدينون لأنفسنا أيضًا لتحقيق أقصى استفادة من هذه الإمكانات.
المغرب شريك وحيد غير تاريخي في المملكة المتحدة. لدينا شركاء تقليديون أكثر وضوحا، مثل نيجيريا ومصر وكينيا وأوغندا وجنوب إفريقيا. إن حالة المغرب مختلفة للغاية لأنها جزء من البلدان الناطقة بالفرنسية، ولديها تنوع اقتصادي جيد، ولديها فرص جيدة للاقتصاد، ولكن لديها أيضا استراتيجية تنموية خاصة بها في إفريقيا. نحن ندعم إفريقيا، ويمكن للمغرب أن يمنح المملكة المتحدة إمكانية الوصول إلى أسواق جديدة في القارة. من خلال العمل مع المستشارين المغاربة والتعاون مع الشركات في هذا البلد، يمكننا تقديم المساعدة لتطوير أسواق معينة وخلق المزيد من فرص العمل في القارة. هناك أشياء كثيرة يقدمها المغرب للمملكة المتحدة في إفريقيا. أعتقد أن المغرب يبلي بلاء حسناً لأنه يعتبر نفسه بوابة القارة الأفريقية. تقدم مكاتب طنجة المتوسط طرق التصدير في جميع أنحاء القارة. بدأ الميناء منذ عشر سنوات فقط وهو الآن رقم 30 في العالم.
