2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

انتشر في مواقع التواصل الاجتماعي مقطع محادثة نصية بين أستاذ مصاب بكورونا وصديقه، كانت بينهما قبل أن يلفظ أحدهما أنفاسه متأثرا بإصابته بالفيروس اللعين، أمس الجمعة.
وقد خلّفت رسالته المؤثرة هذه غليانا كبيرا في تارودانت حيث كان يشتغل الراحل مستشارا في التخطيط التربوي بالمديرية الإقليمية للتربية الوطنية، لأنه كان يطالب بالتدخل لإنقاذه قبل فوات الأوان، مخاطبا صديقه من قسم المستعجلات: “راني مخنوق خاصني الإنعاش مكاتعرف شي واحد”، وأضاف “هاد الناس خلاوني مليوح مكاين لي كايسول فيا”.
وهي آخر رسالة لابن ورزارات قبل أن يفارق الحياة نتيجة الإهمال، لا تختلف عن التسجيلات الصوتية والاستغاثات التي تنطلق من وسط فظاعات المستشفيات، والتي تثبت أن هناك مئات من المصابين وجدوا أنفسهم مهملين ومتخلى عنهم فوق أسرتهم أو في ممرات المستشفيات أو في مداخلها، بلا علاج ولا تدخل، كأنهم ليسوا أرواحا.
ومما لا شك فيه أن فضائح وزارة أيت الطالب لن تتوقف عند هذا الحادث، لأن واقع الحال يظهر حجم التدبير السيء للمستشفيات وأقسام الإنعاش والمستعجلات. ومستشفى ورزازات بدوره يعيش وضعا مأساويا لدرجة أنه صنف في خانة “المستشفيات الكارثية” حسب إجماع النقابيين والمهنيين الذين طالموا خرجوا ببيانات ووقفات احتجاجية للتنديد بما يعيشه.
ولم تعد الانتقادات الموجهة إلى كيفية تعامل وزارة الصحة مع الوباء بالمغرب شأنا وطنيا فقط، بعدما انتقدت منظمة الصحة العالمية السلطات الصحية بسبب الارتفاع المخيف في عدد الوفيات والإصابات، وشددت على أنه لا يمكن مقارنة المغرب مع عدد من الدول إلا أن المنحى سيستمر في التصاعد أكثر مما عليه إذا لم تُشدد الإجراءات.
وهي شهادة تقريع دولية على أن الوضع، الذي طالما تقول وزارة أيت الطالب والحكومة إنه تحت السيطرة، لا يبشر بخير وتفتحهُ هذه الأرقام المُعلنة على أي سيناريو مخيف يضرب الحجر الصحي في الصفر.
وهذا ما حذرت منه المنظمة حيث أكدت أنه صار من الضروري التشدد في الإجراءات المتخذة إذا استمر هذا المنحى التصاعدي، الذي أصبح يُطيح بمعدل 20 وفاة وأزيد من 1000 إصابة في اليوم، عكس ما كان عليه في بداية إعلان انتشار الفيروس.
وتُعتبر شهادة منظمة الصحة العالمية بمثابة انتقاد دولي صريح وتقريع لسياسة الوزير ايت الطالب في تدبير الوباء، والذي يجمع الكل على أنه يُخيف أكثر مما كان عليه خلال فترة الحجر الصحي، خصوصا في ما يتعلق بتعامل وزارة الصحة مع الوباء، وهذا ما تؤكده الشهادات الصادمة لعدد من الأطباء والممرضين حول الأوضاع الكارثية التي تعيشها المستشفيات والمراكز الصحية، إلى درجة أصبحت بؤرا مصدرة للفيروس نحو أجساد الأطباء والمرضى على السواء.
هل وزارة الصحة لديها خاتم سليمان المنظومة الصحية نعرف حالها فلا داعي للمزايدات نطلب الله ان يرحم من مات وان يرفع عنا هذا الوباد اما التنواح فلن يجدي اليوم نفعا كيت لجات فيه