لماذا وإلى أين ؟

“راني مخنوق”.. مطالب بالتحقيق في وفاة إطار شاب وسط المستشفى (صورة)

أدان أطر التخطيط والتوجيه التربوي، المنضوون تحت لواء الجامعة الوطنية للتعليم fne التوجه الديمقراطي، بشدة ما اعتبروها “السياسة اللاصحية المسؤولة عن وفاة المستشار في التخطيط التربوي الشاب خالد أومربعا نتيجة الاهمال بالمستشفى الإقليمي  بورزازات.

وطالب الأطر في بيان لهم، بفتح تحقيق جاد في النازلة وترتيب الجزاءات في كل الأطراف المسؤولة عن وفاة أومربعا يوم الجمعة 21 غشت الجاري بمستشفى سيدي حساين بورزازات، على إثر اصابته بفيروس كوفيد 19.

وأورد البيان أن الأطر تلقوا بحزن عميق وألم الفراق في سكرتارية اللجنة الوطنية لأطر التوجيه والتخطيط التربوي، خبر وفاة زميلهم الذي كان يشتغل قيد حياته بمديرية تارودانت،وبهذه المناسبة الأليمة نتقدم بخالص العزاء والمواساة إلى أسرة الفقيد وأصدقائه ومعارفه وزملائه”.

وأضاف المصدر “كما نعبر عن إدانتنا الصارخة لسياسة الاهمال التي مورست ضد الفقيد داخل المستشفى، مما عجل بوفاته، حيث أن من بين آخر ما كتبه لصديق له: “أنا في المستشفى.. راني مخنوق او خاصني الانعاش.. مكاتعرف شي واحد.. هاذ الناس خلاوني مليوح ما كاين لي كايسول فيا”.

وكان مقطع محادثة نصية بين الراحل وصديقه انتشر في مواقع التواصل الاجتماعي، وقد خلّفت رسالته المؤثرة هذه غليانا كبيرا في تارودانت حيث كان يشتغل الراحل مستشارا في التخطيط التربوي بالمديرية الإقليمية للتربية الوطنية، لأنه كان يطالب بالتدخل لإنقاذه قبل فوات الأوان، مخاطبا صديقه من قسم المستعجلات: “راني مخنوق خاصني الإنعاش مكاتعرف شي واحد”، وأضاف “هاد الناس خلاوني مليوح مكاين لي كايسول فيا”.

وهي آخر رسالة لابن ورزارات قبل أن يفارق الحياة نتيجة الإهمال، لا تختلف عن التسجيلات الصوتية والاستغاثات التي تنطلق من وسط فظاعات المستشفيات، والتي تثبت أن هناك مئات من المصابين وجدوا أنفسهم مهملين ومتخلى عنهم فوق أسرتهم أو في ممرات المستشفيات أو في مداخلها، بلا علاج ولا تدخل، كأنهم ليسوا أرواحا.

ومما لا شك فيه أن فضائح وزارة أيت الطالب لن تتوقف عند هذا الحادث، لأن واقع الحال يظهر حجم  التدبير السيء للمستشفيات وأقسام الإنعاش والمستعجلات. ومستشفى ورزازات بدوره يعيش وضعا مأساويا لدرجة أنه صنف في خانة “المستشفيات الكارثية” حسب إجماع النقابيين والمهنيين الذين طالموا خرجوا ببيانات ووقفات احتجاجية للتنديد بما يعيشه.

ولم تعد الانتقادات الموجهة إلى كيفية تعامل وزارة الصحة مع الوباء بالمغرب شأنا وطنيا فقط، بعدما انتقدت منظمة الصحة العالمية السلطات الصحية بسبب الارتفاع المخيف في عدد الوفيات والإصابات، وشددت على أنه لا يمكن مقارنة المغرب مع عدد من الدول إلا أن المنحى سيستمر في التصاعد أكثر مما عليه إذا لم تُشدد الإجراءات.

وهي شهادة تقريع دولية على أن الوضع، الذي طالما تقول وزارة أيت الطالب والحكومة إنه تحت السيطرة، لا يبشر بخير وتفتحهُ هذه الأرقام المُعلنة على أي سيناريو مخيف يضرب الحجر الصحي في الصفر.

وهذا ما حذرت منه المنظمة حيث أكدت أنه صار من الضروري التشدد في الإجراءات المتخذة إذا استمر هذا المنحى التصاعدي، الذي أصبح يُطيح بمعدل 20 وفاة وأزيد من 1000 إصابة في اليوم، عكس ما كان عليه في بداية إعلان انتشار الفيروس.

وتُعتبر شهادة منظمة الصحة العالمية بمثابة انتقاد دولي صريح وتقريع لسياسة الوزير ايت الطالب في تدبير الوباء، والذي يجمع الكل على أنه يُخيف أكثر مما كان عليه خلال فترة الحجر الصحي، خصوصا في ما يتعلق بتعامل وزارة الصحة مع الوباء، وهذا ما تؤكده الشهادات الصادمة لعدد من الأطباء والممرضين حول الأوضاع الكارثية التي تعيشها المستشفيات والمراكز الصحية، إلى درجة أصبحت بؤرا مصدرة للفيروس نحو أجساد الأطباء والمرضى على السواء.

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x