لماذا وإلى أين ؟

وزير الصحة يستنجد بالطب العسكري بعدما استفرد بالقرارات في بداية الجائحة

استعانت وزارة الصحة من جديد بأطباء عسكريين لإنقاذ أرواح مرضى كورونا الذين يرقدون بمستشفيات مراكش تحديدا، في إطار الاتفاق مع كريم قسي لحلو، والي جهة مراكش أسفي عامل عمالة مراكش، لتخصيص فريق من الأطر الصحية العسكرية، التي ستعمل على تعزيز المراكز الاستشفائية لدعم جهود التكفل بحالات الإصابة وللحد من انتشار فيروس كوفيد 19.

هذه الخطوة لم يكن ليقوم بها وزير الصحة لولا الحالة المزرية التي وصل إليها الوضع هناك في مراكش، خصوصا بعد التسجيلات التي سربت من وسط فظاعة وحجيم المؤسسات الصحية، تحديدا المامونية. لأن الوزير لم يكن يضع في حسبانه الطب العسكري رغم أن عمله أتى بتعليمات ملكية تنادي بتعاون الجهازين معا، غير أن الوزير بدأ عمله بشكل فردي وحاول أن يدبر قطاع الصحة لوحده، إلى أن وصل الأمر إلى الكارثة في عدد من المستشفيات والمراكز الصحية، وأصبح تدبيره جزءا من المشكل بعدما تحولت مستشفيات إلى بؤر وأصيب المئات من الأطباء والممرضين بالمرض والإجهاد النفسي.

وأجبرت الوضعية الوزير على السماح بدخول الطب العسكري على الخط لتقديم الدعم لمستشفى ابن زهر في مراكش لتدارك النقص الذي عانى منه بخصوص الاوكسجين.

ولفت علي لطفي، رئيس الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة، إلى أن الوزير أيت الطالب همش الطب العسكري رغم التعليمات الملكية القاضية بضرورة تعاونه مع الطب المدني، متسائلا عن سر عدم ظهور أي طبيب ليدلي بحصيلة عمل الطب العسكري وطبيعة عمله وتدخلاته التي قام بها لمواجهة انتشار كورونا، مبرزا أن أطباء الجهاز العسكري يشتغلون بكثافة وكانوا قيمة مضافة ومساعدة بخبرتهم، لكن لم يسلط الوزير عليهم الضوء.

وقال في تصريح سابق مع آشكاين: “أيت الطالب اعتمد على أشخاص لا علاقة لهم بالصحة وبعيدون عن تبني مقاربات من شأنها تصحيح الاختلالات القائمة، ولا يحملون نظرة مستقبلة، ولا أعمم هنا”، وأضاف أن “قطاع الصحة يعيش على وقع الفضائح ويعتبر من أبرز القطاعات التي تشهد فسادا في تدبير الصفقات العمومية، وهذا ليس الوليد اليوم، بل أضحى ثقافة قائمة لأن من يقبل على تحمل المسؤولية في الوزارة يتساءل أولا عن ماذا سيجنيه وليس ماذا سيقوم به”.

وكان المدير الجهوي للصحة بسوس كشف أنه سيتم رجوع الأطر الطبية العسكرية لتعزيز صفوف الاطباء بعد ظهور بؤر وبائية، مشيرا إلى تخصيص حي جامعي لمعاينة المخالطين وتجنيب الضغط على المستشفى الجهوي بأكادير، كما تم اتخاد خطوة استباقية لتجهيز قسم الإنعاش وتقويته وفتح أجنحة اخرى وتجهيزها لتصبح اجنحة كوفيد19.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

3 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
ابو زيد
المعلق(ة)
30 أغسطس 2020 02:19

اجبرته بااسماح للاطباء العسكريين….
السماح كلمة استعملت في غير محلها!
بحسب معلوماتنا المتواضعة، و نظرا لهرم و طبيعة السلك العسكري، من المستحيل ان تكون سلطة الوزير لدرجة السماح!
الاطباء العسكريون يخضعون لهرمية الجهاز!

Kamal mansour
المعلق(ة)
29 أغسطس 2020 17:14

وزير فاشل وجب محاسبته واقالته ومحاسبة من رشحه للاستوزار متجاهلا كفاءات المغرب. دمية رشح دمية والحصيلة كارثية.

ما شاء الله
المعلق(ة)
29 أغسطس 2020 14:52

اما وزير الصحة فقد ابان عن ضعف شديد في التسيير . فعليه ان يستقيل او يقال بصم الياء . واما في هذه الفترة الحرجة التي يمر بها المغرب فليس هناك فرق بين الطب المدني والطب العسكري فالكل مغاربة والمصيبة مغربية فلماذا هذا التفريق. يا رجال الصحة ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

3
0
أضف تعليقكx
()
x