لماذا وإلى أين ؟

خالد السفياني .. و محمود معروف

خالد السفياني

محمود .. ” وداعاً ”

محمود، هل من حقي فعلاً أن أقول لك وداعاً ؟ وأنا أعلم أنك لن تغيب، وأنك ستبقى حاضراً معنا في كل آن وحين، حاضراً بابتسامتك العريضة التي لا تفارقك حتى لو ملأتها المرارة أحياناً، بسبب خيانة هنا أو هناك، أو ملامح مؤامرة تستهدف الوطن المشترك، فلسطين .. المغرب .. الوطن العربي من محيطه إلى خليجه . ألست أنت من تقول دائماً، بأنك بقدر ما أنت فلسطيني فأنت مغربي وأنت عربي وأن كل ما يمس أي جزء من هذا الوطن الكبير يثقل كاهلك ؟

وعندما يقع التجني عليك من طرف بعض عملاء المخابرات الصهيونية المتحاملين على فلسطين وعلى المنخرطين في النضال من أجل تحريرها، ويحاولون خلق شرخ بينك وبين وطنك المغرب .

كيف لي أن أقول لك وداعاً وأنا أعرف جيداً أنك دائم الحضور، بل دائم الحضور الفاعل والوازن، والحريص على تقديم الاقتراحات والملاحظات حول تطوير العمل الشعبي من أجل التصدي لما يتهدد الأمة وخاصة ما يتهدد فلسطين التي ما فتئ الخونة والعملاء يتآمرون ويتكالبون عليها والتي يعمق جرحها حالة الانقسام في ما بين أبنائها ومكونات شعبها، والتي كثيراً ما حملت هم الوصول إلى إنهائها باعتبارها أحد العوائق الأساسية في وجه النصر والتحرير .

ومن ثم ، كيف أستطيع أن أقول لك وداعاً في اليوم الذي اجتمعت فيه كل القيادات الفلسطينية بين سفارة فلسطين في لبنان وبين رام الله في فرصة طالما آمنا بحتمية حلولها، رغم أنك أحياناً كنت، أمام ما يجري، تطرح علي السؤال، أنت المتفائل دوماً، ثم تعود لتقول : لا ، لا حتماً سيتحقق ذلك . فكيف أقول لك وداعاً وأنت تهيئ ودياناً من المداد لهذه اللحظة، تحللها وتحاول أن تساهم في الدفع بها إلى حيث لا يمكن الرجوع عنها . ومن سينبري لخونة العصر وعملاء الصهيونية في الإمارات، وربما في غيرها، ليعري خيانتها ولينقل للعالم إجماع الرفض والإدانة في الساحة المغربية وفي غيرها من الساحات العربية والإسلامية ؟

إذا قلت لك وداعاً مع من سأستشير في ما تعودت أن أستشيرك فيه ؟ ومن يستطيع أن ينوب عنك في شغبك الجميل ؟

محمود، أنا على يقين من أنك باق معنا، لكن اسمح لي أن أشد على أيدي بحرية ونبيل ورشا ودالية، والعزيز عبد، وعلى أيدي كل أفراد عائلتك وأصدقائك ومحبيك، رغم أنهم كثر، وعلى عائلتك الصحافية وكل أبناء فلسطين بل اسمح لي أن أختم بالقول :
إنا لله وإن إليه راجعون .

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين و إنما تعبر عن رأي صاحبها حصرا.

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
احمد
المعلق(ة)
8 سبتمبر 2020 09:32

الوطن العربي من المحيط الى الخليج.
ومهما يكن من أمر فإن التطبيع جاء من الخليج اللهم لا شماتة.
ان تكون عربيا فأنت فلسطيني والعكس غير صحيح.
مفاهيمكم اصبحت مقلوبة على أرض الواقع والمغاربة ليسوا مسؤولين. بل الادهى اسي خالد الاوطان غير العربان هي التي مازالت تدافع عن حق الفلسطينين ضد اسرائيل.
واكرر لك من جديد ليس المغاربة عربا وامازيغ وووو مسؤولون عما يقع في الشرق الأوسط.
اللهم لا شماتة.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x