2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

بسم الله الرحمن الرحيم،
{ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون}
{وبشر الصابرين الذين إذا اصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون }
صباح يوم الجمعة 18 شتنبر 2020، وهي من ايام الله المباركة، اسلم الصديق العزيز السيد رئيس جامعة عبد المالك السعدي الدكتور محمد الرامي الروح الى بارئها نتيجة مضاعفات كورونا كوفيد-19 والجامعة في خضم معركة الامتحانات المؤجلة للدورة الربيعية للموسم 2019-2020، التي سهر عليها شخصيا منذ نهاية شهر غشت وكانت هاجسه الاول ورهانه الاساسي لانقاذ الموسم الجامعي من الكارثة في ظل الظروف الاستثنائية العصيبة للجائحة، فقاد رحلات مكوكية وزيارات ميدانية لكل من طنجة والحسيمة وشفشاون ووزان… في اكثر من مرة مرفوقا برؤساء مؤسسات الجامعة في لقاءات مع السيد الوالي والسادة العمال عارضا فكرة ومشروع المراكز لاجتياز الامتحانات التزاما بقانون الطوارئ الصحية وحفاظا على صحة الطالبات والطلبة والأساتذة والإداريين من خلال تقريب الامتحانات لمقرات سكنئ الطلبة وكان فيها مطالبا وبالحاح بتوفير الدعم اللوجستيكي لانجاح هذه المحطة الهامة في العملية التربويةبالجامعة.
كنت معه في كل هذه الزيارات وكان حريصا على الالتزام واحترام البروتوكول الصحي من التباعد والكمامة والتعقيم… لم يتعبه التنقل والسفر وكثرة الاجتماعات علما انه كان يعاني من اثار بعض الامراض المزمنة… لكنه كان مصرا على الحضور الشخصي دفاعا عن الجامعة وطلبتها. لم يكن خائفا من كورونا بل كان شجاعا وفي الصفوف الامامية للمواجهة الى ان تسرب اليه الفيروس وتمكن منه وظل صامدا الئ ان اسلم الروح الى خالقها.
تعرفت على الاستاذ محمد الرامي منذ التسعينيات من القرن الماضي منذ كان استاذا بكلية العلوم بتطوان ونائبا للعميد وعميدا ثم رئيسا للجامعة، وفي كل هذه المحطات كان يعبر عن شخصية فريدة واستثنائية، لقد تشرفت بالاشتغال الى جانبه كعميد لكلية اداب تطوان فتعرفت عليه اكثر واكتشفت فيه صفاة واخلاق كثيرة: استاذ متمكن وصاحب تكوين متين، باحث مقتدر وخبير في مجاله. مجتهد يحمل مشروعا كبيرا للجامعة والجامعة المغربية، انسان متواضع صاحب اخلاق عالية مثل التواضع والطيبوبة والتضحية ونكران الذات، لا تفارقه الابتسامة، جعل من الطلبة عنصرا مركزيا في مشروعه، وكانت له نظرة شمولية لتطوير التعليم العالي، واهتمام بحقل الاداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية ومعترفا بضرورته وحبويته للمجتمع. ورغم قصر الفترة التي قضاها على راس الجامعة الا انه حقق الكثير وكان يحمل في مشروعه الكثير في التدبير والبيداغوجية والبحث العلمي. كان قريبا منا وفي تشاور مستمر، واعمالا للحكومة، واضحا شفافا…
لقد فقدت الجامعة المغربية خيرة اطرها واكفئها. انه الحزن العميق والالم الشديد، ولكن امام هذا المصاب الجلل لا نقول الا ما يرضي الله، لله ما اعطى ولله ما اخذ، ونحسبه ان شاء الله من الشهداء الصادقين وحسن اولئك رفيقا. ونسال الله تعالى ان يتقبله في الصالحين وان يجعل مثواه الجنة وان يجازيه عنا وعن تضحياته خير الجزاء.
رحمك الله سي محمد، لكن روحك ستظل بيننا وسنستمر فيما بداناه جميعا من اجل الجامعة المغربية.
}يايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي } صدق الله العظيم.
انا لله وانا اليه راجعون.
مصطفى الغاشي، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمارتيل
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جنانه وتقبله في مصاف الشهداء آمين يارب العالمين.