لماذا وإلى أين ؟

عندما تم خطفي أنا كذلك في سن السادسة من عمري

نزهة بوعياد*

ذكرتني جرائم الإختطاف هاته بجريمة خطفي أنا كذلك في سن يناهز السادسة من عمري ، من طرف عصابة تترأسها امرأة عجوز شمطاء ترتدي مئزرا ورديا ، تمشي وقد ترهل جسمها مشية البط على رمال الشط، تلف على شعرها لحافا أسودا يظهر القليل من شعرها الأبيض الكث. لازلت أتذكر ملامحها الشريرة التي كانت تخبئها بابتسامة ماكرة.

في عشية وُشحت بالإصفرار وصار رونق الشمس في الأفق مائلا للخمول ،خرجت من الروضة والبهجة تغمر محياي متجهة إلى البيت كحمامة بيضاء تحمل في جوانحها روحا براقة و تظن أن السلام يعم المكان اتجهت إلى البيت الذي كان لا يبعد عن الروضة سوى بأمتار قليلة،عند دخولي لم أجد أمي التي عاودت أن تستقبلني بحفاوة وقبلة أمومية. فخرجت في اللحظة ذاتها مهرولة إلى بيت عمتي لعلني أجدها هناك لأن لهفة الشوق لم تسعفني على الإنتظار، عند وصولي إلى بيت العمة وجدت أمي غادرت بقليل،وبعد هنيهة من الزمن نظرت من النافذة ورأيت طفلا يكبرني سنا ذو شعر أجعد وقامة طويلة يخرج من فمه المفتوح على مصراعيه صرخة حادة ومتعالية لفت المكان حتى اخترقت طبلة أذني. سألته امرأة كهلة مابك فأخبرها بأن سارقة تجوب الحي لم يكترث أحد لكلامه حتى أنا عقبت على فعلته بأنه طفل مشاغب وشقي ليس إلا.

وأنا في طريق العودة وجدت تلك العجوز السالفة الذكر، خطت خطوات متسارعة نحوي ودار بيننا الحوار الأتي
العجوز:إلى أين أنت ذاهبة يابنتي؟
أنا: لماذا؟
العجوز: أنا امرأة عجوز أريد أن أتكأ على كتفك، هل توافقي ان ترافقني في الطريق
لم تترك لي فرصة إجابتها بسؤال أين تقطن حتى عاودت سؤالي،يبدوا أنها متمرسة في اختطاف الأطفال.
العجوز: أين تقطنين ياجميلتي؟

قلت لها إسم الحي وبدأت تنظر إلي بعيناها المتقدتان اللتان ترسلان الشرر في كل صوب، و بجفون طياتها مزدوجة.
العجوز: أين يقع يابنتي هذا الحي فأنا امرأة طاعنة في السن لا أتذكر الأسماء، صدقتها بل أشفقت عليها ووصفت لها الحي بتفاصيلَ صغيرة ومن ذكائها الخبيث أجابت : إنني أقطن بهذا الحي الذي وصفتي ياعزيزتي.

استغربت ولكن لم يدم استغرابي طويلا حتى سألتها
أنا: لكنني لم يسبق لي أن رأيتك هناك
وكعادتها أجابت إجابة حصيفة : أنا قاطنة جديدة بهذا المكان الذي وصفتي.

كل إجابتها كانت محنكة وضليعة تظهر حذاقتها وتضارسها للمجال وحتى غنجها لي يبدي حذاقتها.
وافقت على مرافقتها مسكت يدي وامتطينا صهوة الطريق وقد أسدل الظلام خيوطه وبدأت النجوم تتلألأ وتكتسي السماء.
بعد برهة أحسست بيدها تضغط على قبضة يدي وتتمسكها بقوة حتى آلمتني.،وبعدها فتحت حقيبتها التي كانت تحتوي على أسلحة متنوعة وكتل من الدم ومناديل ورقية مخدرة.

بعد لمح البصر وبدهاء دقيق قامت بتخديري واستدرجتني في اتجاه الغابة لدق أوتاد فعلها الإجرامي الذي يتوه بين طياته العقل وتترنح أمامه المشاعر،جعلتني لا أعرف من أنا وإلى أين أنا ذاهبة اقتربنا من المكان الذي ستقام فيه الجريمة بصحبة أعضاء اخرين ينتظرون هناك، وبدأت أسمع وقع أقدام ورائنا إنهم أطفال كثر يوجد بينهم ذاك الطفل الذي كان ينعتها بالسارقة وهو يعرفني لأنه كان صديق أخي الأكبر. لمحها معي وراقبنا ثم عاد ليصطحب باقي أصدقائه لأنهم كانو في ملعب كرة القدم هذا الأخير يوجد على مقربة من ذاك المكان. مسكني أحدهم من يدي وكان ذا بنية جسدية قوية.

“اتركي أختي ” وبدأت تلك الوضيعة بالصراخ” اتركوا ابنتي” لم استوعب شيئا فقط أنظر بعينين بريئتين يتلفظان بما يحجبه اللسان ثم أرغماها على فتح الحقيبة لأشاهد ماذكرته أعلاه بدأت استعيد وعيي تدريجيا وقال لصديقه اصطحبها إلى منزل ابراهيم إنها أخته ونحن سنتكلف بالباقي عدت معه إلى المنزل وأنا كقطعة سكر تقاوم الذوبان في أغوار قهوة داكنة اللون بمرارة مرهقة حد الأرق خشية من الرحيل إلى غياهب العدم.

لذا نناشد بإعدام الأسباب لا الأشخاص

 

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين و إنما تعبر عن رأي صاحبها حصرا.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

1 1 صوت
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

2 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
صديق
المعلق(ة)
30 سبتمبر 2020 17:24

الفكرة جيدة الموضوع هو موضوع اللحظة ولكن كتب بطريقة تحتاج إلى المزيد من العناية بالأساليب المستعملة وكذلك الرسم فهذا الموضوع يحتوي على الكثير من الأخطاء الإملائية والتعبيرية نذكر منها عل سبيل المثال لا الحصر: يابنتي؟ ليست كلمة واحدة الصحيح يا بنتي؟….أن أتكأ : الصحيح أتكئ…. هل توافقي ان ترافقني : الصحيح هو هل توافقين أن ترافقيني….. تنظر إلي بعيناها المتقدتان اللتان : تنظر بعينيها المتقدتين اللتين…… الذي وصفتي: الصحيح الذي وصفت….. وتضارسها : وتدارسها من الدراسة…… ورائنا : وراءنا هذه جملة من الأخطاء الإملائية ولا أريد أن أتطرق إلى التعابير الركيكة والأساليب

العربي
المعلق(ة)
30 سبتمبر 2020 07:27

“وصفتي” عوض وصفت وقد تكررت مرتين!!
ما هذا الخطأ الفظيع الذي كنا نعتقد أن الصغار فقط من يرتكبه ؟!!
إضافة إلى أخطاء أخرى..
رفقا بلغتنا رجاء.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x