لماذا وإلى أين ؟

سرديات قصر المرادية ؟!

عبد المجيد مومر الزيراوي

العَصَافيرُ غَرَّدَتْ بِصَمْتٍ مِنْ أَجْلِ حِفْظِ الحَيَاءِ، حَتَّى الأَمْواجُ لاَ تُغَنِّي قُرْبَ بَحْرِ شِعْرِي. نحن لاَ نأَبَهُ بِبَقْبَقَاتِ الغَدْرِ ، فَهَدِيرُ القَصِيدِ مِنْ قَلْبِ العُيُون، و عند دَوَّامَةِ التَّشَابُه، الإِحباطُ ليْسَ مُحْبِطُنَا. ها قد هَاجَ الهَدِيرُ عند تلاطمات الكَلاَمِ المُبَاحِ ، فما أعمَقها سرديات خَيَالِي البَراحِ. إِلْتَقِطُوا مَا تَبَقَّى مِنَ الخَبَرِ : في تأديب فخامة المَهْيُونْ.

قَسَمًا باللهِ المُتَعَالِ فَوْقَ النَّازِلاَتِ المَاحِقَاتِ، قَسَمًا بالسَّلاَمِ المُهَيْمِنِ أنَّهَا الخَضْرَاءُ أُمُّ المَسِيرَاتِ! . أنَّنَا الحَسْمُ بِالحَزْمِ، أنَّا صُنَّاعُ المَلْحَمَةِ الصَّرِيحَةِ. قَسَمًا بِالوَاحِدِ الحَمِيدِ من عَقَائِد القَرَوِيِّينَ الصَّارِمَاتِ،
قَسَمٌ منْ أُصُولِ التَّوْحِيدِ يَنْسِفُ الجِبَالَ الشَّاهِقَاتِ. و فِي رِحَابِ الوَغَى سَاعَة الضَّرْبَةِ الجَامِعَةِ ، جَاءَنَا نَصْرُ اللهِ فَجَاءَ فَتْحُ الوَاقِعَةِ. صراط البَاقِيَّاتِ الصَّالِحَاتِ نحو جِنانِ العَاقِبَةِ المُرِيحَةِ.

يُقالُ تَبِنَ الرئيس تَبْنًا وَ ظَهَرَ دستور تبون عَفْنًا. فخامة المهيون يرعى التَّقْسِيمَ المَلْعُونْ و صَوْتُ الشَّعْوبِ: خَاوَة .. خَاوَة!. فَلِمَ يا تبون تُهَيِّجُ إِحْسَاسَ العَدَاوَة؟، لِمَ الإِصْرَارُ عِنْدَ خَرِيفِ الشَّيْبِ؟، لِمَ الإسْرَافُ في تَخْلِيدِ العَيْبِ؟، وَ مَالَكُمْ كَيْفَ أَنْتُم تَحْكُمُونْ؟.

حساب الحقل لا يتطابق مع حساب البَيْدَر ، هيَّا حرِّكوا خَائِنَتُو حَيْدَر. و هكذا تَعَقْربَ العَقْرَبُ ، هكذا تَسَمَّمُ المَشْرَبُ ، مَثَلٌ وَ بِهِ المضْرَبُ، جِئْنَاكُم بِفَيْضِ القَرِيحَةِ . غُرَابُ التقسيم بِالمَوْتِ يَنْعَقُ ، لِسَانُ الجِّيفَةِ بِالزُّورِ يَنْطِقُ، العَقْلاَنِيَّةُ مُتَرَدِّيَةٌ و هذا شَنقريحة قَرْنُ النَّطِيحَةِ. عُهُودُ الآمَانِ فِي سُوقِ الجُمْلَةِ ، رُخْصُ الأَثْمَانِ فلاَ تَغُرَّنَّكُم نَيَاشِينُ البِدْلَةِ ، ضِيقُ الأَرْكَانِ وَ هَاكُمْ مَشَاعُ الفَضِيحَةِ.

أنا أتْلُو متن الرِّسَالَة: أَيْنَ آثَارُ البِتْرولِ ؟، أَيْنَ حَفْرِيَّاتُ الغاز؟. عُنْوَانُ الجَرِيمَةِ: تَمْوِيلُ الوَهْمِ المَكْنُونْ .. وَ رَ مُخَيَّمَاتِ الذُلِّ وَ الهَوَانِ ، تَهْرِيبُ الأَمْوَالِ وَ الإِتِّجَارُ فِي الإِنْسَانِ. فَلِمَنِ العُبُورُ مَسْموحٌ ؟ رَ التَّحْقِيقَ فِي الإِرْهَابِ مَطْرُوحٌ!. رَصَاصُ القَتْلِ مُزَوَّدٌ بِمُحَرِّكَاتٍ، ثُمَّ رَ جُثَثَ الإِنْسِ مَنْهوشاتٍ ، وَ رَ سَكَراتِ الشَّبابِ المَغْبُونْ.

فَلِمَ لمْ تَكُنْ هَذِهِ المَسِيرَةُ ، رَابِحٌ-رَابٍحٌ بياض صَفْحَةٌ جَدِيدَةٌ ؟! . وَ لِمَ لمْ تَكُنْ هَذِهِ المَسِيرَةُ ، تَنْمِيَّةُ الأَوْطَان وَحْدَةٌ سَدِيدَةٌ ؟!. هذا اللّوَاءُ .. لِوَاءُ الحَمْدِ، و النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ ، لِنجْعل الإِتِّحَادُ سَبِيلا نحو المَجْدِ!. هَلُمُّوا .. هَلُمُّوا نُجَدِّد ملاحم الأَبْطَالِ ، ذَرُوَنِي وَ إِرْهابَ الجَبْهَةِ الطَّرِيحَةِ. ثُمَّ نَادَى المُنَادِي ؛ حَيّ عَلَى الإِتِّحَادِ ، شَبَابُ الوَحْدَةِ : إِيمَانٌ وَ قُوَّةٌ !. حَيَّ عَلَى الإِتِّحَادِ، شَبَابُ الوَحْدَةِ : شَرَفٌ وَ نَخْوَةٌ !. و بِئْسَ العَدُوُّ : إِرْهَابُ الإِنْفِصَالِ ، سُمُومُ التَّقْسِيمِ من فَمِ شَنقريحَة.

ضَغْطٌ منَ الأَعْماقِ شَنَّجَ عَضَلَةَ اللِّسَانِ، أَرَى فخامة الألعُبان وَ هو الزاحف بالإفك و البهتان ، و هو الجائر بالدليل و البرهان. فَإِليهِ نَقْلُ جَوَابِ الشُّجْعَانِ : لاَ تُتَاجِروا بمَصَائِرِ البَشَر، و إِنَّكَم لَمُلْزَمُون بِجَبْرِ الضَّرَرِ، يَا مَنَ عَلَينا تَتَحَيَّرُونْ !. إِيْ وَ رَبِّي وَ رَبِّكُم ؛ يُعَزُّ المَرْءُ بِالقَلْبِ النَّضِرِ ، يُهَانُ المهيون بِصَرْفِ النَّظَرِ . صَهٍ .. صَهٍ ذُرِّيَّةُ السُّطُورُ البَيضَاءِ ، ” البُودْرَة ” على أنف الأَبْنَاءِ. أَنَا الكاتِبُ .. أنَا الشَّاعِرُ ؛ مَاءُ القَلَمِ دَافِقٌ، وَ الهِجَاءُ سَاخِن فَوْقَ شِفَاهِ تَبُّونْ. فلاَ سرديات بَعْدَ اليَوْمِ ، الفرحة عند تمام الحُلُمِ !. و أَنا بَيْنَ الشَّبَاب نحمل همَّ الوطن و نُرَدِّدُ أَذْكَارَ الأَمَلِ، نُلاَمِسُ أَزْمَةَ المَفَاهِيمِ و نُطَالِبُ بِالحَقِّ فِي العَمَلِ. وَ نُفَوِّضُ أَمْرَنَا إِلَيْهِ ! إِلَى اللهِ يَوْمًا فيهِ يرْجَعُونْ !.

ثم مِسْكُ الختامِ مع تَعْظِيمِ السَّلاَمِ ، بالمَحَبَّةِ وَ تَمَامِ الإعْتِدَالِ. تَعْظِيمُ السَّلاَمِ مِنْ زَاوِيَّةِ بُويَا الرَحَّالِ ، مِنْ بَرْزَخِ المُتَوَسِّطِ وَ الأَطْلَسِي، مِنْ جِبَالِ الرِّيفِ، سُهُولِ الشَّاوِيَّة وَ رِمَالِ المَحبِسي. تَعْظِيمُ السَّلاَمِ لِتَنْوِير الإِفْهَامِ بِقَلَمِ الوَطَنِيَّةِ الصَّحِيحَةِ.

*شاعر و كاتب مغربي

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين و إنما تعبر عن رأي صاحبها حصرا.

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x