لماذا وإلى أين ؟

زين الدين: نقاش القاسم الانتخابي مغلوط هدفه التغطية على عجز وتخلف الاحزاب (حوار)

كشف الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي؛ محمد زين الدين، أن النقاش المثار ما بين الاحزاب السياسية في الوقت الراهن، بخصوص نمط احتساب القاسم الانتخابي؛ “نقاش مغلوط”، معتبرا أنه يهدفه لـ”التغطية على عجز وتخلف التنظيمات الحزبية المغربية”.

وأوضح زين الدين؛ في حوار له مع “آشكاين”، أن نقاش القاسم الانتخابي “حصر كل اهتمامات الاحزاب السياسية في اقتسام الكعكة الانتخابية”، مشيرا إلى أنه “غيب الاسئلة الجوهرية التي ينبغي طرحها؛ خاصة في ما يتعلق بمسألة تدبير جائحة كورونا، والتداعيات الاقتصادية والاجتماعية على البلاد”.

وأكد المحلل السياسي، أن تركيز الاحزاب السياسية على نقاش تقني في هذه الفترة، في مقابل “إغفالها الأسئلة الحقيقية والجوهرية التي تهم المواطن، مؤشرا واضح على أن فالاحزاب السياسية المغربية عاجزة تماما عن ابتكار الحلول المناسبة للوضع الاجتماعي والاقتصادي القائم”، وفق المتحدث.

نص الحوار:

ما هي الخلفيات الحقيقية للنقاش المثار حول القاسم الانتخابي في نظرك؟

النقاش لديه أسباب تقنية لكن بحمولة سياسية. صحيح أن اعتماد القاسم الانتخابي على أساس المسجلين في كل دائرة انتخابية ستكون له نتائج مخيبة، لكن هذا النقاش في أصله نقاش مغلوط، لأنه حصر كل اهتمامات الاحزاب السياسية في اقتسام الكعكة الانتخابية فقط، وغيب الاسئلة الجوهرية التي ينبغي طرحها؛ خاصة في ما يتعلق بمسألة تأطير الاحزاب فيما يتعلق بتدبير جائحة كورونا، ومسألة التداعيات الاقتصادية والاجتماعية على البلاد في ظل أزمة عالمية صعبة.

الاحزاب السياسية لم تشتغل على طرح الاجوبة الحقيقية للقضايا العالقة ببلادنا اليوم، وأبرزها إشكال المشاركة السياسية؛ لأن هاجس المشاركة هو الذي يقض مضجع الدولة اليوم بشكل كبير، بالإضافة إلى التأطير وتجديد النخب. وبالتالي فهنا يتضح أن الاحزاب السياسية كانت خارج مواكبة هذا النقاش، وركزت على نقاش تقني وغفلت الأسئلة الحقيقية التي تهم المواطن.

مقاطعا .. السؤال هنا لماذا؟ ما الهدف من ذلك؟

الاحزاب السياسية قامت بتهريب النقاش الحقيقي من أجل التغطية على العجز الذي أظهرته خلال فترة تدبير الجائحة، لأن هذه الاحزاب تعاني من أزمة اللاكفاءة، ففي مراحل الازمات كان يجب على هذه المؤسسات أن تبتكر وتبلور حلولا للوضع القائم، لكن الواقع عكس ذلك، فالاحزاب السياسية المغربية عاجزة عن ذلك تماما، بسبب عدم تجديد النخب وغياب الكفاءات والاطر.

لقد طالب جلالة الملك في إحدى خطبه؛ الاحزاب السياسية إلى إنشاء مراكز للتفكير، لكن لم تتم الاستجابة لذلك، والحقيقة أن ما تعيشه التنظيمات الحزبية اليوم هو تحصيل حاصل، لأن هناك أزمة نخب وفكر وصياغة برامج، ففي الانتخابات السابقة نسخت الاحزاب برامج بعضها البعض، ولا أحد ابتكر حلولا جديدة.

لكن؛ بهذا المنطق نكون قد حكمنا على الحكومة اللاحقة بالفشل لأنها ستُكوَّن من “أحزاب عاجزة” كما وصفتموها، أليس كذلك؟

هذا أكيد، لأنه لدينا أزمة حقيقية، وهي أزمة اللاكفاءة داخل التنظيمات الحزبية، فاليوم لدينا أكثر من 160 ألف إطار مغربي خارج الاحزاب السياسية، علما أننا نحتاج لهذه الأطر من أجل تنزيل البرنامج التنموي الجديد على أرض الواقع، وبناء برنامج الجهوية المتقدمة.

وهنا أتساءل؛ هل مكونات الاحزاب اليوم تعرف ما هي الجهوية المتقدمة والتنمية المستدامة؟ لا أعتقد ذلك، وبالتالي فما يجري اليوم من تهريب للنقاش من الطابع السياسي إلى الطابع التقني، هو محاولة للهروب إلى الامام للتغطية على العجز والتخلف الذي تشهده الاحزاب السياسية المغربية.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
مريمرين
المعلق(ة)
6 أكتوبر 2020 14:47

النقاش الحقيقي هو كيف القطع مع سياسة الريع و اقتصاد الريع و المأذونيات…
النقاش الحقيقي هو وضع حد لهدر المال العام تحت غطاء أجور و تعويضات وامتيازات وتقاعد للبرلمانيين و أعضاء الحكومة من وزراء و كتاب الدولة و وزراء بدون حقيبة … ناهيك عما يتم اختلاقه من هيئات لابتلاع أجور وتعويضات خيالية،كهيئة ضباط الكهرباء و ما شابه .
“أحزابنا” ليست لها الجرأة ولا الشجاعة الأدبية و السياسية لطرح هذا النقاش ، لأنها بكل بساطة تتقاتل من أجل الحصول على هذه ” المغانم” ؛ فكيف لها أن تحرم نفسها !!
لك الله يا وطني.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x