لماذا وإلى أين ؟

مستجدات قد تعجل بعودة أخنوش لتصدر المشهد السياسي الوطني

أولى الخطاب الملكي الأخير بمناسبة افتتاح السنة التشريعية حيزا هاما للفلاحة والتنمية القروية، حيث أكد على الأهمية التي يجب أن تعطى لهذين القطاعين ضمن عملية الإنعاش الاقتصادي، وجعلهما دعامتين أساسيتين للإقلاع التنموي المنشود.

القطاعين المذكورين تولى عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، الإشراف عليهما منذ 13 سنة، فهل سيكون ما ورد في الخطاب الملكي فرصته السانحة من أجل العودة بقوة إلى واجهة المشهد السياسي و المنافسة على رئاسة الحكومة المقبلة؛ إن هو أحسن تنزيل مضامينه أحسن تنزيل؟ وهل هي فرصتة أيضا لإزاحة غريمه عبد اللطيف وهبي الذي راهنت عليه بعض الجهات لتعويضه في السباق نحو  كسب رهان 2021؟

مراقبون سياسيون رأوا في مضامين الخطاب الملكي؛ وخاصة ما تعلق منه بالقطاع الذي يشرف عليه عزيز أخنوش، مناسبة لا تعوض لهذا الأخير لكي يستعيد دوره في السباق نحو قيادة حكومة المغاربة المقبلة وتجاوز تبعات الأخطاء والهفوات التي سقط فيها وجعلت المُراهنين عليه يفقدون ثقتهم فيه ويسحبون دعمهم، غير المباشر، له.

وكما يقول الأولون “رب ضارة نافعة” والضرة التي يمكن أن تنفع أخنوش و تعيده إلى الواجهة هي جائحة كورونا وتداعياتها السلبية على الاقتصاد المغربي، الأمر الذي استدعى تدخل الملك محمد السادس لتحريك الدورة الاقتصادية  مجددا، مما منح رئيس التجمعيين فرصة إثبات أنه رجل المهام الصعبة إذا ما استطاع النجاح في أجرأة التوجيهات الملكية على أرض الواقع، ويؤكد النجاح الذي حققه خلال فترة الحجر الصحي في الحفاض على وتيرة الإنتاج الفلاحي وتوفير كل ما احتاجه المواطنون من خضر وفواكه ولحوم وأسماك.

كبير التجمعيين إن كان في الموع وأفلح في بلورة الرؤية الملكية للقطاع الفللاحي على أرض الواقع، فسيكون له ذلك بمثابة طوق نجاة يعيده لحلبة المُراهن عليهم من طرف جوائر القرار، بعدما أنهكته نيران الأصدقاء داخليا، وهددت بشق حزبه بعدما طالبت “حركة تصحيحية” برأسه، وقذائف الخصوم خارجيا، الذين استثمروا أخطاءه أيما استثمار، لإزاحته عن المشهد السياسي، وآخرهم وليس آخرهم عبد اللطيف وهبي، الزعيم الجديد لحزب البام، الذي وظف ورقة أخنوش في صراعه من أجل قيادة حزبه واستراتيجيته من أجل التقرب إلى دوائر القرار وتقديم نفسه بديلا عنه.

وما يقوي حظوظ أخنوش لإزاحة وهبي من منافسته، فشل الأخير في تجميع صفوف الباميبن، وتزكية الشقاق بينهم، بسبب تدبيره للحزب بمنطق الزعيم الأوحد، وسقوطه  في نفس أخطاء سلفه إلياس العماري، حيت أحب كثرة الظهور والبروز، وسوق لنفسه بكونه “وحدو مضوي لبلاد”، وأحرق صورته لدى من راهنو عليه بالسرعة المفرطة التي انطلق بها في قيادة “البام”، وهو ما قد يجعل المراهنين عليه يعيدون حساباتهم ويعطون لأخنوش فرصة تصحيح أخطائه السابقة و ترتيب أوراقه لتقديم نفسه من جديد بصورة مغايرة.

فهل سيتوفق أخنوش، في كسب الرهان ويكون عند حسن ظن المراهنين عليه لتصدر الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، بعدما أتيحت له فرصة من ذهب ليثبت أنه الرجل المناسب للمكان المناسب؟

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

2 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
Mi
المعلق(ة)
17 أكتوبر 2020 20:23

المغاربة..فقدوا الثقة فجميع المؤسسات…واظنهم لن يمنحوا للمخزن..الصابون لغسل وجهه ..لم ينسوا..محسن فكري الزفزافي.بوعشرين.المهداوي.والقائمة طويلة..
لقد احترقت في يديه جميع الاوراق ..وتبعثرت كل البيادق فوق الطاولة ..الحل هو فرض غرامات كما فعل السيسي في مصر .اظن انه لن يخرج احد للتصويت الا اذا كان هناك امل و في هذه الحالة اعتقد انه مستحيل…(لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم)…

مواطن
المعلق(ة)
17 أكتوبر 2020 19:46

يعاني اخنوش من معضلة لا يمكنه التخلص منها وهي انه فاعل اقتصادي له مصالح كثيرة.
اما وهبي فإنه رجل سياسي بما تحمله الكلمة من معنى سياسي…
اخنوش لن يهزم البيجدي انا متأكد.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x