لماذا وإلى أين ؟

الكتاني: الدولة تريد مواجهة صدمة كورونا بالطبقة المتوسطة عبر ضريبة “التضامن الاجتماعي”

مازالت حكومة سعد الدين العثماني تبحث عن جميع السبل التي تمكنها من مواجهة تبعات جائحة كورونا، حتى وإن كانت بإجراءات تضر بفئة اجتماعية معينة.

وهذا ما سيحصل بعد قُرب فرضها ضريبة جديدة ك”مساهمة اجتماعية للتضامن” على الشركات والأشخاص الذاتيين خلال السنة المقبلة، تهدف منها تخصيص حوالي خمسة مليارات درهم، ستخصص “لصندوق دعم الحماية الاجتماعية والتماسك الاجتماعي” الذي أحدث سنة 2012 لتمويل مشاريع الدعم الاجتماعي.

وسيتم احتساب المساهمة على الدخل المهني أو الفلاحي أو العقاري والأجور والدخول المعتبرة في حكمها بمعدل 1,50 في المائة على أساس الدخل الإجمالي الصافي بعد اقتطاع الضريبة والذي يساوي أو يزيد عن 120 ألف درهم، بمعدل 10 آلاف درهم شهريا.

ويرى الخبير الاقتصادي عمر الكتاني أن نسبة 1.5 تعني الطبقة الوسطى متسائلا عن العليا التي شدد على أنها يجب أن تكون الضريبة اكثير من هذا الرقم.

وقال الكتاني، في تصريح لآشكاين، “لمن تعد لدينا طبقة وسطى، فنظرا للمصاريف الإضافية والمديونية التي تلاحق الأجير والموظف لا يمكن الحديث عن أجر بعشرة أو 12 ألف درهم شهريا، إذ لا يبقى منه شيئا”، وأضاف أن الطبقة المتوسطة في المغرب لا تُحدد بالأجر الشهري بل بحجم المديونية والمصاريف التي تضرب الأجر.

واعتبر الكتاني أن الضريبة التي تعتزم الحكومة سنها، بعد المصادقة عليها، “مبهمة وتلعب عليها الدولة، فلا يعقل أن تفرض فقط 1.5 على الطبقة العليا.  معنى كل هذا أن العقلية الاستغلالية للإدارة المغربية مازالت مستمرة في قراراتنا وسلوكاتنا”.

وأشار إلى أن التساؤل ليس في الضريبة التضامنية، بل هل الدولة متضامنة مع الشعب؟ ولماذا لا تذكر الأجور العليا والامتيازات، في وقت يشير تقرير رسمي للبنك الدولي أن الموظفين المغاربة الكبار يتحصلون على امتيازات كبيرة جدا إلى جانب أجورهم. وبالتالي لا يمكن تعميم 1.5. الدولة تريد أن تمول الطبقة الوسطى المرحلة المقبلة، ما سيؤدي إلى إنزالها إلى أن تقارب الطبقة الفقيرة، وتبقى الطبقة العليا في امتيازاتها”.

وشدد الكتاني في تصريحه على “أن أزمة كورونا لم تغير العقليات. فمثلا الأجور فوق 40 ألف درهم يجب خفضها ب 20 في المائة، خصوصا بعد الجائحة” مبرزا أن “كورونا لم ولن تغير العقليات الاستغلالية في المغربز فمزال المسؤولون لا يحسون بالمسكين”.

وخلص إلى أن ” الدولة تريد أن تتحمل الفئات الوسطى والفقيرة صدمة كورونا، مقابل تلك الفئات الميسورة التي تريد الدولة ألا تصلها الأزمة بفضل الأجراء والامتيازات، وبالتالي تعميم الضريبة على الطبقة الوسطي غير مستقيم”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

3 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
إسماعيل
المعلق(ة)
19 أكتوبر 2020 10:26

ما لم يذكره قانون المالية هو مدى مساهمات البرلمانيين والوزراء وخصوصا ذوي الثروات الطائلة ! أليس بالإمكان أن يضحُّوا بأجرة شهر في السنة على الأقل ؟ أم إنّ التضحية عندهم حسب المصطلح الاقتصادي الجديد : بِيليكي ؟! ولا تقولوا أنَّ هذا طرح شعبوي ! ولا ننسى كبير الشعبويين صاحب معاش 07 ملايين في الشهر أين هو من نقاش التضحية باسم التضامن أمْ أنّ واضع مشروع قانون المالية لم يضع في الصورة أمامه إلاّ الموظفين والمستخدمين؟!

Moha
المعلق(ة)
18 أكتوبر 2020 22:38

اصبت اخي الكتاني دائما هؤلاء الاوغاد لا يعرفون الا من هو أضعف منهم ليبرزوا عضلاتهم ولينزلو عليه بكل ما اوتو من قرارات مجحفة لينبطح الى الاسفل ومن هو اقوى يسمنوه ويزيدوه امتيازات تلو الاخرى حسبنا الله ونعم الوكيل

يوسف ق
المعلق(ة)
18 أكتوبر 2020 22:13

مكر المتأسلمين وسداجة المفترين هي المخطوطة اللصيقة على جباه هذه الشردمة التي داقت من عجين السلطة وانغمست في الريع وملذات المال العام؛ هذه الشردمة التي سن صقورها بلا مخالب خطة صهيونية وجهنمية (من لحيتو لقم ليه) عندما وضعت أياديها المسبحة افتراء في جيوب المواطنين المقهورين والموظفين البسطاء كلما اختلت موازين الميزانية. هي شردمة جعلت من الدين جسرا للوصول إلى ملذات الرديلة هي الشردمة التي ذأبت على ابتلاع آيات قرآنية للتقيؤ على العقول المخدرة بغية تمرير طهرانية مزيفة لحصد السحت، وتفريغ مكبوتات شبقية . هي الشردمة التي رمت بلا حياء وراء ظهورها كل ما من شأنه أن يذكرهم بسمو تعاليم الدين من قناعة وزهد وتآزر وتكافل وإيثار وتسامح ؛ قيم توجع لا وعيهم الأخلاقي… إنهم يعمهون في طغيانهم ، مختوم على أبصارهم غشاوة . مخادعون أنفسهم. ماذا ينتظرالعقلاء من شردمة يخادعون ربهم ، وبالأحرى عبدا من عباده. إنها الغشاوة المختومة على قلوبهم وأبصارهم وروحهم؟

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

3
0
أضف تعليقكx
()
x