لماذا وإلى أين ؟

باختصار شديد… الشعبوية التي يقصدها البيجيدي

يوسف الإدريسي

كان صادقا رئيس فريق العدالة التنمية بمجلس النواب حين قال بأن (الدولة ما قايماش بالشعبوية وهذي شعبوية خصنا نتصداو ليها) وهو يدافع عن التعويضات السمينة التي يتقاضاها البرلمانيون وأشباههم كالتعويض عن التنقلات وعن الكازوال والأواني الفضية والطريق السيار والقطار، إلى غير ذلك من قائمة التعويضات.

لكن قبل ذلك، من حقنا أن نتساءل؛ أليس حزب المصباح هو من سبق وأن أسس مشروعه السياسي على (الشعبوية) الذي أضحى الآن رئيس فريقه النيابي يندد بها دون أن يصيب ملامح وجهه شيء من الاحمرار!!

أليس بنكيران هو من تجرأ على إصلاح صناديق التقاعد والمقاصة على حساب جيوب المواطنين، داعيا البؤساء منهم إلى ضرورة التضحية والتجرد من الذات من أجل ملئها من جديد حتى يجد مرة أخرى السارقون ما يسرقونه!!

أليس زعيم الحزب ذاته من قال للمغاربة ذات حملة انتخابية ( عطيونا أصواتكم وخليونا منا ليهم) قبل أن ينقلب على قوله ويطلق شعار (عفا الله عما سلف) راضيا بتقاعد يفوق مبلغ سبعة مليون سنتيم شهريا!!

لكل ذلك، وحين قلت بأن رئيس حزب فريق المصباح كان صادقا، هذا لأن حزبه أضحى فعلا يتعرض لشعبوية مضادة بعدما انكشف الغطاء عن شعبوية حزب طالما أجهش قياديوه بالبكاء أمام أضواء الكاميرات وهي نفس الأضواء التي التقطت مشاهد شعبوية كان فيها وزراء الحزب يستمتعون بتناول أطباق (البيصارة والكرموص وصيكوك).

صحيح أنه من الصعب جدا أن تفقد موردا ماليا وموقعا مجتمعيا متقدما، لكن من الصعب أيضا أن تقنع المغاربة بأن الخطابات الجاذبة والشعارات الرنانة تتغير من موقع لآخر بغاية استغفال عقول لم تعد تتحمل المزيد من الأساليب التمويهية تحت غطاء سياسي إصلاحي. الأكيد أن العفاريت والتماسيح لن تصبح في يوم من الأيام أحمالا وديعة، مثلما لن يتحول النضال الديمقراطي إلى مجرد امتيازات وتعويضات ومعاشات تُنتزع دون وجه حق من أموال البؤساء من المواطنين. غير إنه يبدو أن كل من رفع شعار محاربة الريع والفساد والاستبداد لن يمنع عن نفسه هذا الفساد إذا أضحى في يوم من الأيام على كرسي المسؤولية، وإن استعمل في ذلك شعبوية الدفاع عن الفساد أو مناهضته، لأنها لم تعد تفرق عندي كثيرا.

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين و إنما تعبر عن رأي صاحبها حصرا.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
موضوعي
المعلق(ة)
20 أكتوبر 2020 12:21

مقال في الصميم الله يعطيك الصحة

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x