من الظاهر أن العطلة المدرسية المقبلة لن تمر بردا وسلاما على وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، سعيد أمزازي. فبعدما التنسيقية الوطنية لموظفي وزارة التربية الوطنية حاملي الشهادات، ها هما نقابتنا تجيشان لجعل العطلة المدرسية أسبوعا للاحتجاج ضد سياسة أمزازي في إدارة القطاع.
التنسيق النقابي الثنائي لكل من النقابة الوطنية للتعليم CD ونقابة الجامعة الوطنية للتعليم FNE ، دعا للاحتجاج الممركز بالرباط خلال العطلة المدرسية، ابتداء من 25 أكتوبر الجاري، ودعا حاملي الشهادات المعنيين والمعنيات إلى الاستعداد لخوض الاحتجاج الممركز بالرباط خلال العطلة المدرسية ابتداء من الأحد 25 أكتوبر 2020، والتي سيعلن عن مكانها وساعة انطلاقها في وقت لاحق.
وندد ذات التنسيق في بلاغ له ” بعدم التزام الوزارة المذكورة بحل ملف حاملي الشهادات (ماستر وما يعادله ومهندس دولة)”، كما ندد “بعدم التزام مسؤولي وزارة التربية في تنفيذ اتفاقها حول ملف حاملي الشهادات، خاصة بعد الوعود المتكررة بتسويته قبل الإعلان عن مباراة التوظيف الجديدة”، معتبرا أن ” أن التنصل من اتفاق تسوية ملف حاملي الشهادات وباقي الملفات يزيد من تعميق هوة الثقة بين مسؤولي الوزارة وعموم نساء ورجال التعليم”.
يطالب وزارة التربية إلى بـ”الالتزام باتفاقها في ملف حاملي الشهادات والإسراع في تسويته تسوية عادلة وشاملة بالتسريع بإصدار المرسوم التعديلي المتفق عليه مع النقابات”، محملا “الجهات المسؤولة المعنية تبعات هذا التماطل في تنفيذ الاتفاق والاستمرار في التعنت واللامبالاة والمناورات المفضوحة”.
النقابات والتنسيقيات تدعو إلى الاحتجاج خلال العطلة!! ؟؟ “شكون داها فيكم؛ كاتفلاو على رجال ونساء التعليم وكتضيعو ولاد الشعب لي كايقراو في العمومي” . تواطؤكم مع الوزارات منذ منتصف التسعينات وإلى اليوم دمر الجسد التعليمي (العمومي) وقوى شوكة التعليم الخصوصي، هذا السرطان الذي ما كان ليخلق لولا استهتاركم وضربكم للمدرسة العمومية، ولا غرابة أن نجد أبناءكم في المدارس الخصوصية ومدارس البعثات ووو وتتشدقون بكونكم مدافعين عن المدرسة العمومية؛ تبا لكم ولمخططاتكم!
الفِعل النقابي الوازن والفَعّال في زماننا هذا قد يجعلنا ننعتُ كُلَّ النقابات ونقول كلَّ النقابات ومعها التنسيقيات بمساهمتها في تمييعه بل التواطؤ مع الوزارة والحكومة في التسويفات والتماطل إلى حدّ التلاعب ،إذ هذا القطاع يُعتبر نساؤه ورجاله من أكبر المتضررين والمهضومي الحقوق بدرجات مختلفة ،غير أنّ المطالب والمحطات الاحتجاجية والنضالية تكون متقطعة وحسب الفئات ،مِمّا يضعف الملفات ويكَرِّسُ مزيدا من الظلم والاستفراد بكل فئة في مائدة اللئام ، فإما أنْ تكون هناك وحدة وتضامن وإلاّ لا داعي للتباهي بصفة النقابات الأكثر تمثيلية وبالتالي أكبر وأكثر دعم مالي من المال العام ،بل لا داعي للهث وراء بيع وأُرَكِّزُ على كلمة بيع أكبر عدد من البطاقات النقابية،وبهذا سيكون أي وزير وأي حكومة معه دائما مرتاحي البال مادام أنّ النقابات والتنسيقيات ستضمن لها مزيدا من الانصياع.