لماذا وإلى أين ؟

أين اختفت البؤر الصناعية والشبه عائلية؟

يبدو أن مؤشر عدد الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا المستجد “سارس كوف 2″، يأبى التراجع والانخفاض بالمغرب، حيت مازال العدد يسجل أرقاما قياسية، وكان أخرها تسجيل 4151 إصابة مؤكدة أمس الخميس (22 أكتوبر)، ليرتفع العدد الإجمالي للمصابين بالفيروس في المغرب إلى 186731 حالة، منذ 02 ماري 2020.

خبراء ومراقبون للشأن الصحي يعتبرون أن ارتفاع عدد الإصابات في المغرب ليس معزولا عما تشهده العديد من بلدان العالم، ويعزون ذلك إلى موجة ثانية للفيروس وكذا ارتفاع عدد الاختبارات التي يقوم بها المغرب.

لكن؛ المثير للانتباه في الحصيلة التي يتم الإعلان عنها هو عدم الإخبار بمجالات انتشارها، هل هي صناعية أم تجارية أم عائلية؟ عكس ما كان معمولا به طيلة الأشهر الخمسة لتفشي الوباء في المغرب، فلم نعد نسمع أن الحصيلة المسجلة مثلا في مدينة الدار البيضاء، والتي تناهز ثلث ما يسجل في ربوع المملكة، نتاج بؤرة وبائية صناعية، أو أن الحصيلة المسجلة بمراكش، التي تإن تحت وطأة الإجراءات الاحترازية التي خنقت اقتصادها، نتيجة بؤرة شبه عائلية، كما سماها رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، في إشارة منه إلى بؤرة ناتجة عن وكر دعارة.

تغييب معطيات تفصيلية عن مجالات انتشار كورونا، وعدم ذكر ما إن كان السبب هو بؤرة وبائية صناعية أو تجارية أو عائلية ..، يدخل في إطار الاستراتيجية التواصلية الجديدة لوزارة الصحة، والقائمة (الاستراتيجية) على دفع المغاربة للتعايش مع الوباء من خلال الاكتفاء بذكر حصيلة الإصابات (النسبية).

ومن مخاطر عدم ذكر مجالات انتشار الوباء، زرع نوع من الظمآنين والثقة لدى آلاف عمال ومستخدمي المعامل والشركات، مما قد يتسبب في دفعهم إلى التهاون في الالتزام بالإجراءات الاحترازية أكثر، وقد يساهم ذلك في تفشي العدوى بينهم، ومن تم نقلها إلى مناطق سكناهم، والتي تتواجد، في الغالب، بمناطق شعبية تعرف نسبة ساكنة مرتفعة.

الأمر نفسه ينطبق على البؤر العائلية، فتغييبها من النشرات اليومية للحصيلة الوبائية يشجع أكثر الزيارات واللقاءات العائلية، بل وحتى إقامة مناسبات سرية أو شبه علنية، والنتيجة طبعا توفير كل شروط انتشار الوباء.

الخوف أحد العوامل التي تدفع الإنسان للاحتياط اكثر من المخاطر المحيطة به، فهل يعي القائمون على الاستراتيجية التواصلية الجديدة لوزارة الصحة نتائجها الكارثية؟ أم أن لهم إحصائيات تفيد بتراجع الإصابات بعد إخفائهم لمجالات انتشار الوباء؟

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
بوراس
المعلق(ة)
23 أكتوبر 2020 18:15

اضن ان الإعداد مبالغ فيها و حتى كورونا ليست خطيرة كما يروجون لها

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x