لماذا وإلى أين ؟

الشيات: موقف ماكرون انتخابي ودعوات المقاطعة حرية لا أتفق معها

لا تزال الانتقادات حول تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن الإسلام، قائمة وسط توسع لحملات مقاطعة المنتجات الفرنسية في عدد من الدول العربية الإسلامية، في الوقت الذي خرج فيه  ماكرون ليؤكد من جديد في تغريدة باللغة العربية أن بلاده لن تتراجع عن مواقفها.

وفي الوقت الذي شن فيه عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي حملة مقاطعة للمنتجات الفرنسية بمختلف الدول العربية والإسلامية، خرجت خارجية فرنسا ببلاغ دعت فيه إلى  ضرورة “وقفها”، موردة أن “هذه الدعوات عبثية ويجب أن تتوقف فورا، وكذلك كل الهجمات التي تتعرض لها بلادنا والتي تقف وراءها أقلية راديكالية”.

وتأتي هذه الانتقادات والتصريحات على خلفية كلمة ماكرون خلال مراسم تأبين المعلم الذي قتل مؤخرا بعد عرضه صورا مسيئة للرسول ﷺ، حيث أورد قائلا  “الإسلام يعيش اليوم أزمة في كل مكان بالعالم”، وأن “على فرنسا التصدي لما وصفها بـ”الانعزالية الإسلامية الساعية إلى إقامة نظام مواز وإنكار الجمهورية الفرنسية”.

المقاطعة حرية كحرية ماكرون في التشبت بموقفه

اعتبر خالد الشيات، المحلل السياسي وأستاذ العلاقات الدولية أن من حق ماكرون أن لا يتراجع عن مواقفه التي يعتبرها مواقف فرنسا وتدخل في إطار الحرية والفكر المتنور، بل لا أحد طلب منه التراجع عن ذلك، لكن في المقابل فإن حتى موقف الأشخاص الذين دعوا إلى مقاطعة منتوجات فرنسا يدخل في إطار الحريات وبالتالي لا أحد يستطيع أن يرغم أحدا على شراء منتج هو لا يريده .

الوضع، يردف المتحدث في تصريح لـ “آشكاين”، يحتاج الكثير من العقلانية والتبصر، لا يجب أن نختزل فرنسا في واقعة معينة ففرنسا ليست فرنسا ماكرون أو فرنسا الحكومة بل هي أكثر من ذلك فرنسا عصر الأنوار فرنسا الفكر المتنور فرنسا الحقوق، وبالتالي في اعتقادي حتى ولو كان بلاغ الخارحية الفرنسية صيغ بطريقة التعليمات والأوامر، مع أنني أشك، فإن البلاغ لا قيمة له إذ لا يمكن أي يرغم أحدا على وقف هذه المقاطعة الاقتصادية

ما الغاية من حرية تمس مشاعر ملياري شخص في العالم؟

وشدد الشيات على أنه بالرغم من أن حملة المقاطعة التي غزت منصات “السوشل ميديا” من طرف أفراد إلا أنها ليست موقفا رسميا، لأن البلدان لها مصالح متبادلة فيما بينها وبين فرنسا، وليست في صالحهم تأجيج الوضع أو تعميق الأزمة، مضيفا أن “كلا الطرفين يدافع على وجهة نظر وخلفية معينتين، وبالتالي ما الهدف أو الغاية من حرية ما قد تتسبب في آذية الآخرين وآذية صاحبها أيضا

وتابع المحلل المختص في العلاقات الدولية أنه لا يعقل المس بكرامة مسلمي العالم، والمس برسول جاء بفكر وقناعات وتبعه حوالي ملياري شخص، متسائلا ” ما هي الحكمة من ذلك؟”، مستطردا “فرنسا في حاجة إلى أصدقائها وحلفائها وعليها أن تعي أن رد فعل المسلمين لا يعدو سوى موقف يندرج هو الآخر في إطار الحريات والدفاع عن المعتقد.

موقف سياسوي انتخابي 

وبالإضافة إلى كون أن مواقف ماكرون تعتبر نابعة من الفكر الثقافي للبلاد وتعبر عن الخلفية التنويرية لبلد عصر الأنوار، فإن الشيات لم يستبعد أن يكون موقف ماكرون هو موقف ذو أبعاد سياسوية وانتخابية إرضاء لليمين، مسترسلا بالقول ” فرنسا في حاجة إلى أصدقائها وحلفائها، ونتمنى أن تكون الأزمة مرحلية فقط لأنها ليسات في صالح لا الفرنسيين ولا المسلمين”.

وأكد الشيات أنه لا يدعم المقاطعة الاقتصادية على اعتبار أن فرنسا بها عدد كبير من العرب والمسلمين وساهمت في تكوينهم ويعتبرون مواطنين يتمتعون بنفس الحقوق والواجبات، وإذا ما تضرر اقتصاد البلد فإن الأزمة ستؤثر على المسلمين أيضا وبالتالي لا أحد سيربح من هذه الحملات.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

3 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
/IDAHOCoeur D'alene
المعلق(ة)
27 أكتوبر 2020 00:15

لايهمنا موقفك سواءا اتفقت مع المقاطعة ام لا.
الواقع هو ان فرنسا تتألم. يعني المقاطعة فعالة.

عبد الرحيم بنعبد اللع
المعلق(ة)
الرد على  مغربي حر
26 أكتوبر 2020 22:40

من الواضح ان تصريحان ماكرون تعكس الهجمة الشرسة من قبل الغرب على الاسلام .

مغربي حر
المعلق(ة)
26 أكتوبر 2020 17:31

كفى تغليطا الاراء. الامور اخدت ومنذ وقت مضى بالجد ضد الاسلام والمسلمين من قبل دولة فرنسا والعديد من الدول والمنظمات المعادية لهم ويتجلى ذلك في تدخلها السافر لدعم كل العصابات الإجرامية في ليبيا وسوريا وبعض الدول الافريقية ودعمها المطلق لاسرائيل ضد كل من يساند المدافعين على الهوية العربية الإسلامية للشعوب ويرفض التبعية الإستعمارية التي ينادي بها شردمة من المطبعين والوصوليين الانتهازيين الذين لا تهم مصلحة الشعوب بقدر ما تهمهم مصلحتهم الخاصة.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

3
0
أضف تعليقكx
()
x